منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل

«مسكينة هي الدولة ومستضعفة وعاجزة، وعظيمة هي الدويلة وقادرة ومقتدرة». هكذا يريد البعض تظهير صورة لبنان وتكريسها في نفوس اللبنانيين لحثّهم على مغادرة مركب الشرعية ومؤسساتها العسكرية والالتحاق بركب اللاشرعية و«سراياها» الميليشيوية.. من «سرايا حزب الله» الأمّ إلى «سراياها» الوليدة الجديدة في الجبل، ومن استعراض «القصير» إلى عراضة «الجاهلية»، تتناسل «السرايات» الميليشيوية وتتعدّد الاستعراضات والعراضات الدويلاتية، وخلاصة المشهد واحدة: «سرايا» تفرّخ «سرايا» والمستهدف هو الدولة.


فعشية الاستقلال الوطني وما يرمز إليه شرعياً وعسكرياً، وتحت رعاية «حزب الله» وحفظه وبكلمة استهلالية ألقاها عضو مجلسه السياسي محمود قماطي، أطلق الوزير السابق وئام وهاب أمس ميليشيا «سرايا التوحيد» مستعرضاً العشرات من عناصرها الملثمين بلباسهم العسكري الأسود الموحّد ليوجّه من خلالهم ومن على منبر «الجاهلية» صلية من العبارات المذهبية التحريضية في محاولة لتجييش أبناء طائفة الموحدين الدروز ضد زعامتي «المختارة» و«خلدة» تحت شعار تحصيل حقوق الطائفة «المهدورة». وعلى الأثر كان الردّ تهكمياً مقتضباً من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط بتغريدة مصوّرة لشخص يطفو في الهواء ويلهو بطائرات من ورق أرفقها بعبارة: 


«جلسة تأمل تصاعدي بالرغم من بعض الضجيج المختلق وسهام ورقية طائشة»، ليعود وهاب لاحقاً إلى التعليق على تغريدة جنبلاط بالقول: «نمور كرتونية لا تستأهل أكثر من صواريخ ورقية».


«علم الشعب» لا «أعلام الميليشيات»


تزامناً، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستعيد «علم الشعب» إلى قصر بعبدا في احتفالية رسمية رمزية لمناسبة الاستقلال شدّد فيها على أنّ هذا العلم الذي وقّعه 126.549 لبنانياً عام 1989 يتمتع «بمغزى حقيقي» وينطلق من فكرة توحيد لبنان في مواجهة مخططات التقسيم ورفع العلم اللبناني دون سواه في وجه كل الأعلام الميليشيوية. وقال عون في كلمة ألقاها من باحة القصر الداخلية: «التظاهرة التي حصلت في حينه مع التوقيع على العلم لم يكن الهدف منها التظاهر بحد ذاته، ففي تلك المرحلة كما تعرفون- «تنذكر وما تنعاد»- كان لبنان مقسّماً إلى أجزاء وكل ميليشيا كانت تسيطر على جزء من الوطن وكان لها علمها الخاص (...) كانت كل الأطراف المتقاتلة تتهم بعضها البعض بأنها تريد تقسيم لبنان ومن هنا جاءت فكرة هذا العلم، (...) هذا هو المغزى الحقيقي الذي جعلنا نقرر هذا التحرّك في حينه كي يتمكن اللبنانيون من التعبير عن وحدتهم ولينضووا تحت علم بلادهم الذي هو رمز لوحدة لبنان وأرضه وشعبه».


وفد خادم الحرمين


واليوم يترقب العهد الجديد زيارة وفد سعودي رفيع المستوى حاملاً تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية وبتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة العهد الأولى. ويضم الوفد السعودي الذي يصل إلى بيروت بعد الظهر مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرّمة الأمير خالد الفيصل يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024