واصل النظام السوري وحلفاؤه حملة قصف مكثفة على الاحياء الشرقية من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة، ما أدى الى جانب آلاف الضحايا والدمار الهائل، الى وضع انساني مأساوي، تمثل بتوقف جميع المستشفيات عن العمل.

ودفعت خطورة الاوضاع في المدينة المنكوبة، مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا، ليحذر من دمشق امس من ان الوقت «ينفد» بالنسبة للوضع في شرق حلب.

وأحرزت قوات النظام وحلفاؤها امس تقدما في حي هنانو على المشارف الشمالية لحلب مما يهدد بقطع الاتصالات بين شمال وجنوب الجزء الشرقي من المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة.

وأوقع القصف وهو أحد الجولات الأعنف في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات خسائر فادحة بين المدنيين وأدى قصف بأحد البراميل المتفجرة الى مصرع عائلة من ستة أفراد في شرق المدينة الذي تعرض للقصف بغاز الكلور السام .

وكانت مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية قالتا إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت خارج الخدمة.

وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا «أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة».           

وقال دي ميستورا للصحافيين بعد ساعات من لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان «الوقت ينفد ونحن في سباق مع الزمن».

واضاف «ما نسمعه من زملائنا (في الوكالات) الانسانية هو ان هناك مخاوف متزايدة في شرق حلب لكن ايضا في مناطق اخرى في سوريا من تسارع الانشطة العسكرية بدلا من المبادرات الانسانية او السياسية».

وحذر من انه «بحلول عيد الميلاد وبسبب تكثف العمليات العسكرية قد نشهد تدهورا لما تبقى في شرق حلب ويمكن ان ينزح نحو 200 ألف شخص الى تركيا، ما سيشكل كارثة انسانية».

من جانب آخر، اكد دي ميستورا رفض دمشق اقتراحه اقامة «ادارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة في الاحياء الشرقية التي يسيطرون عليها في حلب.

وذكر بأن خطة الامم المتحدة لحلب تنص على وقف القصف من الجانبين ورحيل الجهاديين من جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقا) من المدينة وكذلك اي مقاتل او مدني يرغب بذلك وابقاء ادارة محلية للمعارضة في شرق حلب.

لكن المعلم رفض اقتراح دي ميستورا امس قائلا «هو تحدث عن ادارة ذاتية في شرق حلب وقلنا له ان هذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا».

في هذا الوقت، حض الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين امس على بذل مزيد من الجهود للحد من اعمال العنف ومعاناة السكان في سوريا، وذلك خلال لقاء غير رسمي في ليما وفق ما افاد مصدر في البيت الابيض . 

وابلغ اوباما بوتين بحسب ما نقل المصدر ان «وزير الخارجية جون كيري ووزير (الخارجية الروسي سيرغي) لافروف يجب ان يواصلا القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري».

ونددت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس بالقصف «الشائن» الذي استهدف مستشفيات في الاحياء الشرقية من حلب محذرة موسكو ودمشق من عواقب مثل هذه الافعال.

وقالت في بيان ان الولايات المتحدة «تدين بشدة الهجمات الرهيبة ضد منشآت طبية وعمال مساعدات انسانية. لا عذر لهذه الافعال الشائنة» مضيفة ان «النظام السوري وحلفاءه، بالاخص روسيا، مسؤولون عن العواقب الفورية وعلى الامد الطويل لهذه الافعال».

وأعرب مسؤولان كبيران في الامم المتحدة عن «الصدمة» من التصعيد الاخير في العنف. 

وقال منسق الشؤون الانسانية في سوريا علي الزعتري والمنسق الاقليمي للشؤون الانسانية للازمة السورية كيفن كينيدي ان «الامم المتحدة تعرب عن شديد حزنها وصدمتها من التصعيد الاخير في الاعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سوريا». 

واعتبرت منظمة «اطباء بلا حدود» انه «يوم اسود في شرق حلب حيث تسبب القصف العنيف بأضرار كبرى لبعض المستشفيات التي كانت لا تزال قادرة على تامين رعاية طبية». 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024