منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية

73 عاماً عاشها لبنان مستقلاً، حروبٌ أهلية مرّت خلالها، نزاعات طائفية، وصراعات إقليمية رمت بثقلها على قرارات الدولة، إلّا أنّ أمراً واحداً أجمع اللبنانيون عليه: جيشٌ قوي يعني استقلالاً حقيقياً. فكيف سيظهر هذا الجيش خلال العرض العسكري غداً، هل سيقدّم نموذجاً لكيفية حفاظه على استقلال وطن حُصّن بالدم، وكيف ستُحيي هذه المؤسسة عيد الاستقلال محتفيةً بالرئيس اليوم؟

عيدان مرّا على لبنان ولم يشهد خلالهما العرض العسكري الذي ينتظره المواطنون في عيد الإستقلال كلّ سنة بسبب غياب رئيس الجمهورية، وهو ما طرَح علامات استفهام حول العلاقة الوثيقة التي تربط الرئيس بالمؤسسة العسكرية، والتي تذهب أبعد من كونها معنوية، لتأتي دلالة توقيف احتفال تخريج تلاميذ ضباط المدرسة الحربية لسنتين كذلك بسبب غياب الرئيس، وتحسم فرضية العلاقة الوثيقة، والجواب الواضح، أنّ رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة وحامي الدستور، وأبعد من ذلك تتوثق العلاقة بما أنّ القانون أناط بالحرس الجمهوري الذي يُعتبر وحدة عسكرية تابعة للجيش إدارياً ولوجستياً، حماية رئيس الجمهورية وعائلته والمقرّات الرئاسية وتحرّكاته وكلّ ما يختص به.


أهمية العيد هذا العام


الى جانب النكهة المميَّزة التي أضفاها وجود رئيس الجمهورية إلى العيد هذا العام، تأتي الإنجازات التي حقّقها الجيش في حربه ضد الإرهاب لتزيد من هذه الأهمية، وبضبط الأمن في الداخل والمحافظة على الإستقرار على الرغم من كلّ الأزمات التي مرّت مع غياب الغطاء الذي يؤمّنه الرئيس عادةً للجيش، وغياب الإستقرار والتوازن بين المؤسسات.


هذا العام وبعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عُقد لقاءٌ بينه وبين قائد الجيش العماد جان قهوجي، اتفق فيه الطرفان على إجراء عرض عسكري مركزي ضخم في وسط بيروت، تشارك فيه مجموعات من كلّ وحدات الجيش.


وكان عون مصرّاً على ضخامة الإحتفال ليردّ من خلاله الإعتبار لهذا العيد الذي اختفى لعامين، في وقت فرض هذا القرار على الجيش تحقيق إنجاز شبه مستحيل من خلال تدريب وحداته لمدة أسبوعين فقط لعرض عسكريٍّ استثنائيّ ومميَّز عن كلّ السنوات التي سبقته، خصوصاً أنّ هكذا احتفالات تفترض تدريبات لأكثر من شهرين لتنسحب هذه الوحدات عن الجبهات وتُسحب الآليات العسكرية وتُجهّز وتُصان، لكن رغم التحدي الذي فرض نفسه، أصرّت قيادة الجيش على إنجازه ونجحت في تحضيره، وهو ما ستتبيّن نتائجه غداً.


كما أنّ قيادة عون للجيش في السنوات السابقة جعلت علاقته بهذه المؤسسة أكثر دقّة، وهو ما يعبّر عنه قادة الأجهزة الأمنية لدى مراجعته بالملفات أو عند اجتماعهم به أسبوعياً، حيث يُشعرهم كم أنه مدرك للظروف التي عاشتها المؤسسة ويعرف تفاصيلها وأدق القضايا التقنيّة، وهو ما سهّل عليهم عرض ملف تسليح الجيش لأنه يعلم ما يحتاجه، ويتفهّم صعوبة سحب مجموعة عسكرية من مكان معيّن لإجراء العرض العسكري.


برنامج الإحتفال


ستبدأ الليلة الإجراءات الأمنية بإغلاق المنطقة المحيطة بساحة العرض والتي سيحميها لواء الحرس الجمهوري بالتعاون مع المكافحة ومديرية المخابرات، ويبدأ عند السابعة صباح الثلثاء تجميع القوى المشارِكة بالعرض العسكري، ليصل عند الثامنة علم الجيش وتجرى مراسم تكريمه، ثمّ يصل رئيس الأركان، قائد الجيش، وزير الدفاع الذي يستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلّف وبعدها رئيس مجلس النواب، ويصل عند التاسعة رئيس الجمهورية مع بدء مراسم الإحتفال، حيث يكون الفارق الزمني بين وصول كلّ شخصية والأخرى التي تليها نحو 5 دقائق، وسيضع رئيس الجمهورية لدى وصوله إكليلاً من الورد عند نصب للشهداء وُضع موقتاً، وسيستعرض بعد ذلك على متن «جيب»


عسكري الى جانب وزير الدفاع الوحدات المشارِكة في العرض، فيما يلحقهما «جيب» آخر على متنه قائد الجيش ورئيس الأركان، ويعود الى المنصة الرسمية ليبدأ الإستعراض العسكري بموسيقى قوى الأمن الداخلي، ويتقدّم علم لبنان ثمّ على التوالي أعلام كلّ من قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة وعلم الجمارك، وتبدأ الوحدات المشارِكة التي ستشكل سرايا رمزية من الألوية العسكرية كلّها بالتقدم، تليها مجموعة من مختلف الإتحادات الرياضية اللبنانية، الإتحادات الكشفية، وطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية، الهيئات المدنية، ومجموعة

من عناصر الصليب الأحمر.


دقيقتان قبل أن تنتقل «إمرة الموسيقى» لموسيقى الجيش التي على ألحانها تتقدم الوحدات الخاصة من أفواج التدخّل، المغاوير، المجوقل، المكافحة، قوة ضاربة، مغاوير بحر، فهود وشعبة المعلومات، ليبدأ بعدها عرض الآليات الذي ستشارك فيه دبابات «م60» المقدمة هبة من الأردن، إضافة الى راجمات صواريخ عدّلها وأعاد صيانتها وركّبها الروس على حاملات جديدة، وملّالات وآليات الهامر، حاملة صواريخ «تاو» التي قدمتها أميركا و«ميلان» الفرنسية، الى جانب قطع مدفعية الـ155 الجديدة التي قدمتها أميركا، وكذلك دبابات حاملة لهذه المدافع مقدمة من الأردن، سرايا ملالات من أفواج التدخل، سيارات إطفاء، دفاع مدني وصليب أحمر، فيما ستمرّ في الجوّ طوافات «يو أيتش 1» و«يو أيتش 2»، طيارات الـ«سيسنا»، سرب «بوما»، سرب «غازيل»، ليشهد البحر بالتوازي في مقابل ساحة العرض مرور مراكب إنزال للجيش وخافرات سواحل، لينتهي العرض وينتقل الرؤساء الى القصر لتقبّل التهاني الرسمية.


خطاب الإستقلال


يصرّ عون هذا العام على أن يكون خطابه عشية العيد مكمّلاً للخطوط العريضة التي أشار إليها في خطاب القسم، وهو ما سيحدث للمرة الثانية بعد الرئيس رينيه معوّض الذي عبّر خلال الخطاب قبل أقل من 24 ساعة على اغتياله عن الخطوط العريضة التي سيحكم الدولة من خلالها، وهو ما سيفعله عون هذه السنة، حيث سيفصّل بعض النقاط الأساسية التي وردت في خطاب قسمه، والتي عبّر عنها مرتين بطريقة غير رسمية في احتفال «بيت الشعب» وعند رفع «علم الشعب» أمس.


أما بعد الاحتفال العسكري، فسيُفتح قصر بعبدا للمرة الأولى منذ سنتين ونصف السنة أمام الوفود الرسمية التي ستحضر مهنّئة بالعيد حيث سينَظم حفل استقبال يُختتم بلقاء بين الرئيس وفريق عمل القصر الجمهوري وبعده مع لواء الحرس الجمهوري بتركيبته الجديدة الجزئية التي شُكّلت بعدما وصل عون للرئاسة.


واللافت هذا العام، أنه ستوضع 4 كراسي على المنصّة الرسمية لكلّ من رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الحكومة المكلّف.


دلالات الملصق الإعلاني للعيد


«وبقي الوطن»، هو شعار حملته ملصقاتٌ إعلانية عدة تمهيداً لعيد الإستقلال، يظهر فيها رجل عسكري ينظر عبر المنظار على الحدود والى جانبه ولد صغير، في دلالة على أنّ المؤسسة العسكرية استطاعت خلال الشغور الرئاسي حماية الوطن، ليأتي الرئيس ويَستكمل رعاية ما حمته.





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024