«الجيش الحر» على بعد كيلومترين من «الباب» وتحذيرات سورية لتركيا


عادت مدينة «الباب» في حلب لتتقدم المشهد العسكري بعد ان اصبح مقاتلو «درع الفرات» على بعد كيلومترين من المدينة واعلان المسؤول العام «لفرقة الحمزة - الجيش الحر» المدعو سيف ابو بكر في بيان مصور ان قواته ستدخل مدينة الباب في ريف حلب الشرقي خلال ساعات لطرد «داعش» منها.
وقال اثنان من قادة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا إن المقاتلين يستعدون لبدء هجوم بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الباب السورية وذلك في إطار معركة قد تشعل قتالا جديدا مع جماعات كردية للسيطرة على المنطقة.
ويمكن لأي تصعيد جديد في الصراع المعقد المتشابك بشمال سوريا أن يقوض حملة يدعمها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد التنظيم المتشدد من مدينة الرقة السورية.
وتتحول مدينة الباب سريعا إلى صدع كبير في الحرب بشمال سوريا حيث أصبح مقاتلو الجيش السوري الحر المدعومون من القوات التركية أقرب من أي وقت مضى من الخطوط التي تسيطر عليها الحكومة السورية وحلفاؤها في حلب.
وقال قائد إحدى الجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وتشارك في عملية درع الفرات التي تدعمها تركيا في شمال سوريا وبدأت في آب «لا يفصلنا شيء عن الباب».
وأضاف لرويترز طالبا عدم نشر اسمه «سنكون بداخل الباب في غضون أيام قليلة جدا إن لم تكن ساعات».
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سكان قولهم إن مدفعية تركيا والجيش السوري الحر تقصف المناطق المحيطة بالباب. وقال قيادي آخر بالجيش السوري الحر عرف نفسه باسمه الحركي وهو أبو أسعد دابق إن مقاتلي المعارضة أصبحوا على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات.

ـ  تحذيرات من حلفاء سوريا ـ

وتقع الباب على بعد 30 كيلومترا جنوبي الحدود السورية مع تركيا وتبعد نفس المسافة عن حلب مما يعني أن السيطرة عليها قد تساعد مقاتلي المعارضة على التقدم في مواجهة الجيش السوري الذي يحاصر المسلحين داخل الاحياء الشرقية لحلب.
ويشير إحصاء للمكتب المركزي للإحصاء في سوريا إلى أن 63 ألف شخص كانوا يعيشون في مدينة الباب قبل الحرب والمدينة محور للطرق الرئيسية في المنطقة شمالي حلب.
وقال قيادي في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه «بإذن الله وبالسيطرة على الباب سنكون على مشارف المدينة الصناعية (في حلب) ومشارف ميناء كويرس الجوي ومشارف كلية المشاة أي في مواجهة مباشرة مع النظام».
لكن حلفاء الحكومة السورية حذروا تركيا الشهر الماضي من التقدم باتجاه مواقعهم إلى الشمال والشرق من حلب قائلين إن أي خطوة من هذا النوع ستقابل «بحسم وقوة». كذلك اشارت معلومات ان هجوم الجيش السوري على الباب قد سبق الهجوم على الاحياء الشرقية لحلب لقطع الطريق على المسلحين.
وتقع الباب أيضا بين منطقتين يسيطر عليهما الأكراد وستعني السيطرة عليها إحباط طموحات الأكراد لضمها وهو أمر يرى فيه الأكراد السوريون ضرورة للتقدم في سبيل هدفهم لحماية الحكم الذاتي للأكراد في شمال سوريا.

ـ عملية الرقة ـ

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا قبل ثلاثة عقود داخل تركيا وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه تنظيم إرهابي.
وحاولت الوحدات وجماعات حليفة لها التقدم باتجاه الباب أيضا في الشهور القليلة الماضية من منطقتين إلى الغرب والشرق لكنها لا تزال على بعد نحو عشرين كيلومترا من الاتجاهين.
ووحدات حماية الشعب الكردية هي أقوى عنصر في قوات سوريا الديمقراطية التي تضم جماعات مسلحة تقاتل الدولة الإسلامية وبدأت الأسبوع الماضي هجوما على أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد شمالي الرقة.
وتصر تركيا على ضرورة عدم مشاركة وحدات حماية الشعب في حملة الرقة وهو الشيء ذاته الذي تقوله الوحدات بخصوص مشاركة تركيا.
وأصبح التقدم باتجاه الرقة معقدا بالفعل بسبب مخاوف من أن يصب الدور الرئيسي الذي يلعبه الأكراد في المعركة - التي تهدف للسيطرة على المدينة ذات الأغلبية العربية- في مصلحة الدعاية للدولة الإسلامية.
وفي الأسبوع الماضي قال لواء ثوار الرقة وهو إحدى الجماعات العربية القليلة التي تشارك في القتال في تلك المنطقة إنه لن يشارك في المعركة لأن مشاركة العرب فيها محدودة للغاية.
وقال محمود الهادي رئيس المكتب السياسي للواء ثوار الرقة لرويترز إنه ليس راضيا عن بدء العملية بهذا الشكل.
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم عملية الرقة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في تصريحات للصحفيين عبر موقع للتواصل الاجتماعي يوم السبت إنها تعتقد أن هناك عددا كافيا من العرب يشاركون في العملية.
وقالت الولايات المتحدة إن العرب يجب أن يلعبوا الدور الأساسي في أي مسعى لانتزاع الرقة.
وأشارت تركيا إلى أن عملية درع الفرات سوف تستهدف مدينة منبج التي تقع على بعد 40 كيلومترا إلى الشرق بعدما تسيطر على الباب. وتسيطر قوى متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية على منبج منذ شهور.
وقد يؤدي هذا إلى تصعيد أكبر بكثير بين تركيا والجماعات الكردية مما قد يحبط بدوره جهود الولايات المتحدة للإشراف على هجوم قوات سوريا الديمقراطية على الدولة الإسلامية في الرقة.
وقالت المتحدثة باسم عملية الرقة إنه بالنسبة لما يحدث في الباب فسيكون له تأثير بشكل أو بآخر على عملية الرقة.
كما يشهد ريف حلب عمليات عسكرية بين المسلحين انفسهم حيث اعلنت فصائل من الجيش الحر في بيان لها عن بدء ما يسمى عملية «نصرة المظلوم» للقضاء على الخلايا النائمة في مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، واشار البيان الى ان الفصائل ستقضي على مسؤولي الجبهة الشامية في المدينة والمتمثلين بالمدعو حسام ياسين وابو علي سجو، المسؤول الامني عن معبر السلامه واتهمت الفصاءل الجماعة الشامية بالتعامل مع الاكراد
وقالت مصادر من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات التي جرت في أعزاز وضعت جبهة الشام وهي إحدى الجماعات البارزة التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر في مواجهة فصائل تحارب أيضا تحت لواء الجيش السوري الحر وجماعة أحرار الشام الإسلامية.
وقال المرصد إن جبهة الشام خسرت مقرات ونقاط تفتيش في المعركة التي قال مسؤول من الجبهة إنها أجبرت الجماعة على سحب بعض مقاتليها من معركة مع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الباب القريبة.
ودفع القتال في أعزاز على بعد نحو 60 كيلومترا شمالي حلب تركيا التي تدعم عددا من فصائل الجيش السوري الحر لإغلاق المعبر الحدودي عند أونجو بينار الذي يقع على مقربة من باب السلام في سوريا وهو ممر رئيسي بين شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا.
ووصف مسؤولون في الجماعات المسلحة المعركة بأنها ضربة للمعارضة في منطقة حلب. وكثير من الجماعات المسلحة التي تنشط في أعزاز لها أيضا وجود في شرق حلب حيث اشتبكت جماعات مسلحة أيضا في الثاني من تشرين الثاني.
ووصف المسؤول في جبهة الشام المعركة بأنها هجوم على جماعته من منافسين بينهم فصيل نور الدين الزنكي الذي يحارب أيضا تحت لواء الجيش السوري الحر لكنه ينسق مع جماعات إسلامية. ووصف المسؤول المواجهة بأنها ضربة قد تكون مميتة للانتفاضة.
وذكر مصدر على الجانب الآخر أن جماعات بينها أحرام الشام ونور الدين الزنكي شنت حملة «لتطهير» شمال سوريا من الجماعات التي تتصرف مثل «العصابات». وحدد بيان أعلن بداية الحملة أهدافا تتضمن زعيم جبهة الشام ورئيس مكتبها الأمني.
وفي وقت سابق هذا الشهر اشتبكت فصائل معارضة في شرق حلب نفسها. وفي تلك المعركة حاول فصيل نور الدين زنكي وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المتحالفة معه سحق حركة فاستقم وهي جزء من الجيش السوري الحر.
وغيرت فتح الشام اسمها في تموز وقالت إنها فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة. ولم يرد مسؤولون من أحرار الشام على الفور على طلبات للتعقيب.

ـ الجيش السوري ـ

على صعيد الجيش السوري وحلفاؤه، فقد تم تمشيط المناطق المحررة وتثبيت النقاط بالعتاد والعديد، وقد وجه الجيش السوري انذاراً للمسلحين بمغادرة الاحياء الشرقية قبل بدء العملية العسكرية، وان الجيش سيستخدم اسلحة استراتيجية جديدة ودقيقة، لكن المعلومات اشارت الى ان المسلحين رفضوا الانذار السوري، فيما واصل الطيران السوري والروسي تحليقهما ورصد مواقع المسلحين والاستعداد اللوجستي فيما القاذفات الروسية تم «تلغيمها» استعداداً لساعة الصفر.
في المقابل سيطر الجيش السوري على معظم احياء خان شيخون وطرد المسلحين وعثر على مصنع لاعداد المتفجرات.
فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن العينات المأخوذة من مكان القصف الذي نفذه مسلحون مساء الأحد، في حلب، تشير إلى استخدامهم لمادة الكلور السامة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف إن نحو 30 من الجنود السوريين أصيبوا بحالات تسمم متفاوتة الخطورة، مشيرا إلى نقل أغلبهم إلى مستشفى في حلب.
ووفقا لكوناشينكوف، فقد سبقت حالة «اختناق الجنود السوريين بالغاز، انفجار قذيفة أو إسطوانة للغاز أطلقت من قاذفة صواريخ بدائية الصنع والتي تسمى بقذائف جهنم».
وأكد المتحدث الرسمي أن جميع العينات التي أخذها ضباط من المركز العلمي لوحدات الحماية الإشعاعية والبيولوجية التابعة للقوات الروسية من المكان أشارت إلى استخدام المسلحين غاز الكلور كمادة سامة.

ـ عقوبات أوروبية على 17 وزيرا سوريا ـ

الى ذلك وسّع الاتحاد الأوروبي عقوباته على النظام السوري فأدرج 17 وزيرا من حكومته ومحافظ البنك المركزي على قائمة الممنوعين من السفر إلى دوله وجمد أصولهم، في إطار ملاحقته نظام بشار الأسد ومسؤولين فيه متهمين «بالقمع العنيف» ضد السكان المدنيين.
وقال الاتحاد في بيان «بهذا القرار يرتفع عدد الخاضعين لحظر السفر وتجميد الأصول بسبب القمع العنيف للسكان المدنيين في سوريا إلى 234 في المجمل».
 وأوضح أنه إضافة إلى ذلك استهدفت العقوبات 69 كيانا بتجميد الأصول.
وتضاف الأسماء الجديدة إلى قائمة شخصيات من نظام الأسد يفرض عليها حظر بالسفر، ويتم تجميد أي أصول لها في الاتحاد الأوروبي.
وكان الاتحاد الأوروبي أضاف عشرة أسماء إلى القائمة السوداء التي تضم أكثر من مئتي شخصية في 27 تشرين الأول الماضي.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن مسؤولة بوزارة الخارجية الروسية قولها إن موسكو متشككة في الوعود التي قدمها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قبل الانتخابات بالتعاون مع روسيا في سوريا.
وأبلغت إيليا روجاتشيوف إنترفاكس أن ترامب لن يتمكن سوى من المضي قدما في الأفكار التي توافق عليها «المؤسسة والنخبة السياسية في الولايات المتحدة».

ـ لافروف وكيري يتفقان على تمديد مشاورات الخبراء ـ

اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري على تمديد مشاورات الخبراء للبحث عن تسوية سلمية للوضع المتأزم في حلب.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الجانبين أكد خلاله الوزير الروسي على أن الجماعات المسلحة والمجلس المحلي في المدينة يرفضون التعاون لتسوية الوضع.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024