منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية

يفتح الأسبوع الحالي على مناخ تفاؤلي ضخّته المستويات السياسية العاملة على خط التأليف وتوّجته نيّات وآمال بولادة الحكومة العتيدة خلال الايام السابقة لعيد الاستقلال. على انّ المناخ التفاؤلي، على أهميته، لا يبدو مكتملاً حتى الآن، إذ انّ هناك بعض المسائل التي تحتاج الى مقاربات جديدة، خصوصاً لناحية البَتّ بالخريطة النهائية للحكومة، أولاً من حيث شكلها 24 وزيراً او 30، أو من حيث مضمونها وتوزيع القوى فيها.

وعلمت «الجمهورية» انّ خيار تأليف حكومة تضم 24 وزيراً كالحكومة الحالية عاد الى بساط البحث، وانّ بعض المعنيين رأى في اعتماده ما يمكن ان يخفّف من «هجمة الاستيزار» وبالتالي التخفيف من حجم مطالب بعض القوى السياسية الذي ليس في إمكان المعنيين تلبيته على حساب قوى أخرى، خصوصاً انّ تأليف حكومة وحدة وطنية يفرض تمثيل الجميع بلا استثناء سياسياً وطائفياً ومذهبياً، ولا يمكن ان تكون هذه الوحدة الوطنية محققة باقتصار التمثيل الوزاري على بعض القوى الكبرى فقط، وهو ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد حذّر منه الاسبوع الماضي، مشدداً على انه اذا كان المطلوب تأليف حكومة وحدة وطنية فهذا يعني ان تضم جميع القوى وليس القوى الكبرى فقط.


وعلمت «الجمهورية» انّ عدداً من القوى السياسية سيبدأ اليوم رفع الصوت مطالباً بالابقاء على حكومة الثلاثين وزيراً التي كان المعنيون بالتأليف قد اتفقوا عليها مبدئياً في الايام الاولى للتكليف.


«ماراتون» التأليف


فبعد 12 يوماً على تكليفه تأليف الحكومة العتيدة، لم تبلغ مشاورات الرئيس سعد الحريري خواتيمها السعيدة بعد، وبَدا انّ «ماراتون» التأليف سيأخذ مداه خلافاً لـ»الماراتون» الرياضي الذي شهدته بيروت أمس بمشاركة سياسية لافتة.


وقد تحدث الرئيس المكلف خلال مشاركته في «الماراتون» عن «تسابق على الحقائب الوزارية»، وقال: «في التشكيلة الحكومية المنوي تأليفها هناك أيضاً ماراتون». مؤكداً «انّ لبنان في ألف خير ونتطلّع الى الامام»، وذلك بعدما كان زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس الأول، وأعلن لاحقاً من «بيت الوسط» انّ العمل جار على «تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب».


بري


في هذا الوقت، عبّر بري أمام زوّاره أمس عن ارتياحه الى اجواء اللقاء بينه وبين الحريري، ووصفه بـ«اللقاء الجيد»، مؤكداً «انّ هناك عقداً قد تمّت حلحلتها، وانه يأمل في «ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال».


وفيما شارك رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في«الماراتون» الرياضي على طريقته «التويترية»، مغرّداً قائلاً: «ماراتون حكومي.. لنصل»،»ماراثون solo»، «ماراثون النساء»، «ماراثون المقاتلين..»، لفتَ صمت «حزب الله» المطبق أمس وغيابه عن السمع، مع غياب مواقف وزرائه ونوابه وقيادييه ككلّ يوم أحد.


امّا «التيار الوطني الحر» فأشار الى أنّ «الطلب على الوزارات السيادية كثيف»، فيما أبدى حزب «القوات اللبنانية» تفاؤله باقتراب ولادة الحكومة بعد تذليل كل العقبات، وتحدث رئيسها سمير جعجع عن ثلاث عقبات تعوق التأليف، مشيراً الى «انّ البعض يحاول وضع «فيتو» على «القوات» لكنّ «التيار الوطني الحر» وتيار»المستقبل» متضامنان معها ورئيس الجمهورية لن يترك أي مجال لهذا الأمر، وهو ملتزم معنا، ونحن لسنا في وارد فك الارتباط بيننا أبداً». وشدد على «انّ «القوات» ستتمثّل في الحكومة بنحو وازن».


بعبدا


وفي هذه الأجواء، قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ دوائر قصر بعبدا لم تتلق في عطلة نهاية الأسبوع أي إشارة عن زيارة الرئيس المكلف المرتقبة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون،على رغم انّ الزيارة كانت وستبقى واردة في أي لحظة، بعد جلسة المشاورات الطويلة التي انعقدت بين بري والحريري في عين التينة مساء السبت الماضي.


وأضافت: «كذلك لم تتبلغ دوائر بعبدا ايّ معلومات عن نتائج لقاء عين التينة، وإن كانت المعلومات المتداولة في الأوساط المعنية وصفت هذا اللقاء بأنه إيجابي، لكنّ الوصول الى الخواتيم التي تؤدي الى لقاء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لم تكتمل فصولاً بعد، ولو كان العكس قائماً، لكانت الزيارة تمّت ولربما طرأت في الساعات المقبلة خطوات تؤدي اليها».


وأوضحت المصادر انّ «البحث ما زال في مرحلة توزيع الحصص والحقائب الوزارية، وربما تناولت بعض الأسماء بالتزامن مع البحث في الحقائب التي سمّيت «سيادية» او «أساسية» او «خدماتية»، لكنّ الحديث عن مقاربة شاملة للحقائب وطريقة توزيعها ما زال باكراً، فالمرحلة الأولى تقتضي ان يُصار الى التفاهم على توزيعها قبل إسقاط الأسماء عليها».


صيغة جديدة ؟!


في المقابل، بثّت محطة الـ OTV في نشرتها الاخبارية المسائية انّ معلوماتها تؤكد أنّ لقاء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، برئيس المجلس النيابي، في عين التينة، «لم يتوصّل إلى أي نتيجة حاسمة، لا في التركيبة الأساسية ولا في السياديات ولا في الحقائب الأساسية، وهو ما فتح الباب أمام التفكير بالعدول عن الصيغة التي يتم التشاور حولها منذ أيام، والذهاب مجدداً إلى صيغة حكومية أخرى، أقلّ ثقلاً، وأكثر قدرة على التخفيف من الأعباء والأثقال، بحيث تضيق الهوامش، فتقتنع الشهيّات، وتُشطب الأسماء المستوزرة بالدزينات لدى كل فريق، ولو كانت حصته وزيراً».


تفاهمات وحلحلة


إلّا انّ مصادر موثوق بها تواكب اللقاءات الجارية لإعداد توليفة حكومية أولية لـ»الجمهورية» تقول انّ اتصالات الساعات الأخيرة أثمرت تفاهمات وحلحلة لبعض العقد على أكثر من مستوى وفي اكثر من نقطة. وانّ العقد التي تجاوَزتها هذه الإتصالات لا تتصِل بجانب واحد او عقدة محددة من أزمة التأليف.


وتحدثت هذه المصادر التي رافقت نتائج ما تحقّق حتى الأمس عن وجود قرار لدى معظم الأطراف بتقديم تنازلات متبادلة في اكثر من نقطة، لكنّ الحديث عن توليفة الحكومة في موعد قريب وقبل نهاية الأسبوع أمر سابق لأوانه في انتظار فكفكة بقية العقد، وهو أمر لن يكون صعباً وإن احتاج بعض الوقت.


«المستقبل»


في غضون ذلك، اكدت مصادر كتلة «المستقبل» انّ الاجواء الايجابية لا تزال قائمة، واوضحت لـ«الجمهورية» انّ «احتمال تأليف حكومة من 24 وزيراً او حكومة من 30 وزيراً لا يزالان احتمالين مطروحين»، واكدت انّ لقاء الحريري مع بري «كان إيجابياً جداً والاجواء ممتازة».


وعن زيارة الحريري لبعبدا، أوضحت المصادر انّ «الزيارة واردة في اي لحظة» والعلاقة مع بعبدا هي «أكثر من ممتازة» ويمكن للرئيس الحريري ان يزور رئيس الجمهورية في ايّ لحظة».


وعن آخر مستجدات التأليف، وهل من حلحلة ما في الأفق؟ اكدت المصادر نفسها ان «ليس هناك من تعقيدات لكي تكون هناك حلحلة».

وعن موعد ولادة الحكومة، أجابت المصادر: «نحن نقول في اسرع وقت ممكن، إذا وُلِدت غداً عظيم، واذا ولدت بعده عظيم.


أمّا اذا ولدت نهاية الاسبوع أو ما بعده فأيضاً عظيم». واضافت: «لا يمكن لأحد ان يعتبر بعد نحو عشرة ايام على تكليف الرئيس الحريري انّ الحكومة تأخرت، فمعدّل آخر الحكومات كان عشرة اشهر وليس عشرة ايام، وايّ كلام عن تأخير أو وجود عراقيل هو كلام غير منطقي، نحن ما زلنا نعمل في اجواء ايجابية جداً وبإرادة تعاون لدى الجميع».


وقالت المصادر نفسها: «إنّ من يشكّل الحكومة هو الرئيس المكلف، والمشكلة انّ الاعلام يحاول تشكيلها قبل الرئيس المكلف، وهذا لن ينجح في ايّ شكل من الاشكال. فالرئيس الحريري يعمل جدّياً، امّا غيرنا وبكل أسف فيتسلى ولا نستطيع منعه، إنما في الحقيقة «ما حدا بيطَلِّع التشكيلة الّا الرئيس المكلف».


الثنائي الشيعي


وقالت مصادر عاملة على خط التأليف لـ«الجمهورية»: «لا عقدة على صعيد الثنائي الشيعي حركة «أمل» و«حزب الله»، وقد لمسَ ذلك الرئيس المكلف خلال اللقاء بينه وبين بري، إلّا انّ تركيز الحريري يبقى على حسم ما سمّاه «التسابق على الحقائب»، فالأولوية بالنسبة إليه هي البَتّ في مسألة الحصة المسيحية وطريقة توزيعها على القوى المعنية، سواء «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» والاطراف المسيحية الاخرى».


نصرالله وباسيل


على صعيد آخر كشفت مصادر معنية لـ«الجمهورية» انّ الحديث عن لقاء عقد بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووزير الخارجية جبران باسيل قبل أيام هو غير دقيق، لكنها كشفت عن لقاءات عقدت بينهما إثر انتخاب عون لتعذّر انعقاد ايّ لقاء بين رئيس الجمهورية وبين نصرالله.


وقالت المصادر نفسها انّ الحديث بين نصرالله وباسيل تناول قضايا عامة تتصل بالأجواء السياسية التي أنتجها انتخاب عون بعدما عرضا للمواقف المحلية والإقليمية والدولية، وتطرّقا الى الملف الحكومي بعناوينه العامة، على أن يتمّ البحث في التفاصيل مع بري وهو ما يجري راهناً.


بكركي: لحكومة جامعة


وفي المواقف السياسية، اكدت بكركي على لسان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «رغبة اللبنانيين أن تكون الحكومة الجديدة المنتظرة حكومة جامعة وفاقية ذات فعالية، تجمع ولا تلغي، تتقاسم المسؤوليات بروح الميثاق الوطني والدستور، لا بذهنية المحاصصة والتشبّث بهذه أو تلك من الحقائب، ويرجون أن يتم تأليفها والبدء بممارسة صلاحياتها الإجرائية قبل عيد الاستقلال، لكي تكتمل فرحة اللبنانيين جميعاً».


أسبوع ديبلوماسي بامتياز


على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» انّ الدوائر الرسمية في قصر بعبدا تستعد لأسبوع ديبلوماسي بامتياز يبدأ اليوم بقبول أوراق اعتماد أول دفعة من مجموعة السفراء الأجانب المعتمدين في لبنان الذين لم يتقدموا بهذه الاوراق الى رئيس الجمهورية منذ ان كلّفوا مهماتهم الجديدة في بيروت خلال عامين ونصف العام من الشغور الرئاسي.


وقالت مصادر معنية «انّ مراسم قبول الإعتماد ستتم في ايام عدة بدءاً من اليوم في حضور وزير الخارجية جبران باسيل، ذلك انّ نحو 42 سفيراً لدول عربية وغربية موجودون في لبنان لم يتمكنوا من تقديم أوراق اعتمادهم بسبب الشغور الرئاسي الذي دام أكثر من عامين».





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024