منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل

من تشديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطاب «بيت الشعب» على وجوب عودة «لبنان المنفتح خصوصاً على العالم العربي»، إلى إعراب الرئيس المكلف سعد الحريري عن ثقته بأنّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة العتيدة يجسدان فرصة «تجديد التأكيد على هوية لبنان العربية»، مروراً بإشارة رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل إلى كون الرئيس عون لا يمكن أن يرى لبنان «من دون وجهه العربي وانتمائه العربي».. مؤشرات وطنية متقاطعة وقاطعة بأنّ العهد الجديد، رئاسةً وحكومة، يضع نصب عينيه إعادة تأكيد عروبة الهوية الوطنية وتبديد «سُحب الصيف» التي عكّرت صفو العلاقات اللبنانية – العربية وأضرّت بمصالح الوطن وأبنائه بجناحيهم المقيم والمغترب.


وبالتزامن مع إطلاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مجلس الوزراء 


السعودي على فحوى اتصاله بعون «وتأكيده خلاله وقوف المملكة العربية السعودية مع لبنان ووحدته»، أبدى الرئيس الحريري أمس أمام سفراء دول مجلس التعاون الخليجي رهانه الشخصي بأنّ «سُحُب الصيف التي عبرت سابقاً قد ولّت إلى غير رجعة في العلاقات الأخوية بيننا والقائمة على الاحترام الكامل لسيادة دولنا ومصالحها ومصالح مواطنيها«، مؤكداً في هذا الإطار أنّ تولي العماد عون سدة الرئاسة الأولى والحكومة المرتقب تشكيلها يمثلان ركيزتين أساسيتين «لإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون». 


وإذ عبّر الحريري عن القناعة الوطنية بأنّ دول الخليج العربي «تشكل المدى الحيوي الاقتصادي للبنان (...) والمحرك الأول للمساعدات الدولية على مواجهة أعباء النزوح وإعادة إطلاق عجلة التنمية»، شدد سفير الكويت عبد العال القناعي باسم السفراء الخليجيين بعد لقائهم الرئيس المكلف في بيت الوسط على وقوف كل دول مجلس التعاون «إلى جانب لبنان الشقيق في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ازدهاره وتقدمه وأمنه واستقراره«، متوجهاً برسالة «تهنئة ودعم وتأييد إلى فخامة الرئيس ميشال عون وإلى دولة الرئيس المكلف الأخ سعد الحريري« من الدول الخليجية مع إبداء الأمل «بأن يتمكن في أقرب وقت من تشكيل حكومته والسير بهذا البلد إلى ما يتمناه كل مواطن لبناني شريف وهو الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي«.


وكما على المستوى العربي، كذلك على المستوى الدولي لفت الانتباه أمس ما نقله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من أنّ «الفرنسيين أبلغوا الرئيس الحريري أنهم سيبدأون ببذل جهد لعقد مؤتمر باريس - 4 الذي من شأنه أن يشكل دعماً مادياً من كل الدول المعنية التي حضرت مؤتمرات باريس السابقة 1 و2 و3، كما يشكل دعماً معنوياً للعهد الجديد ولرئيس جمهوريته ولرئيس حكومته ولحكومته المقبلة«.


ظريف في بيروت


في الغضون، برزت أمس زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت ناقلاً تهاني قيادة بلاده بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي أكد أنّ اللبنانيين تمكنوا من تحقيقه «بإرادتهم الحرة والمستقلة والبعيدة عن أي تدخل خارجي«، مشدداً إثر اجتماعه على رأس وفد برئيس الجمهورية في قصر بعبدا، على أنّ انتخاب الرئيس «بعد فترة الفراغ الطويلة نسبياً يُعد إنجازاً ونصراً لكل أطياف الشعب اللبناني«.


ولاحقاً، التقى وزير الخارجية الإيراني نظيره اللبناني في مبنى وزارة الخارجية حيث عقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً رأى خلاله ظريف «آفاقاً واسعة من المصالح والفرص المشتركة بين البلدين الشقيقين لا سيما على مستوى العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وخصوصاً في ظل الظروف السياسية الدولية الجديدة« في إشارة إلى مسألة رفع العقوبات الدولية عن طهران، بينما جدد باسيل الإشارة إلى كون زيارة وزير الخارجية الإيرانية تأتي في وقت «أثبت اللبنانيون أنّ الإرادة اللبنانية هي التي أدت إلى انتخاب رئيس للجمهورية«، مع تشديده على أنّ «ما حصل هو انتصار للغة الحوار التي يجب أن تُعتمد في مقابل لغة التحريض على الفتنة التي تستفحل في المنطقة« مؤكداً على وجوب حل الأزمات الإقليمية «من خلال الحلول السلمية والسياسية لأنّ العنف لن يوصل إلى أي نتيجة«.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024