منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

يدخل السباق الي البيت الابيض اليوم ساعاته الــــــ24 الاخيرة وسط ترقب وقلق يسود ليس فقط الرأي العام الاميركي فحسب بل الرأي العام العالمي بأسره. وينبع هذا القلق المتصاعد مع اقتراب ساعة الحسم، من الأوضاع العالمية المتوترة والفارق الشاسع بين شخصيتي المرشحين الرئاسيين الاميركيين الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب والإختلاف شبه الجذري في صورة واشنطن المقبلة في حال فوزها هي او فوزه هو.


لا احد يمكنه التكهن بما سيفعله ترامب في حال اصبح رئيساً للولايات المتحدة»، هذا ما قاله امس الرئيس الالماني 


يواكيم غاوك معبراً عن قلق ليس المانيا فحسب بل سائر الدول الاوروبية والاطلسية من سيناريو فوز ترامب. فالغزل المتبادل للأخير مع سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تعتبر شبه كارثية اوروبياً منذ عام 2014، وعدم تردد المرشح الجمهوري في التشكيك بمدى التزام واشنطن تحت امرته بشراكاتها الدفاعية تجاه الدول الاطلسية، كلها عوامل تعيد الى اذهان الاوروبيين ذكريات نأي الاميركيين بأنفسهم عن دمار اوروبا على يد المانيا هتلر النازية في بدايات الحرب العالمية الثانية قبل ان يجبرهم اعتداء ياباني على دخول الحرب وانقاذ اصدقائهم التاريخيين من مصير اسود كاد ان يلتهمهم تماماً.


وقال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف.بي.آي) إن مراجعة جرت لرسائل بريد إلكترونية جديدة لم تغيّر ما توصل إليه المكتب بعدم وجود ما يبرّر توجيه تهم لهيلاري كلينتون بشأن استخدامها خادماً خاصاً للبريد الإلكتروني.


وفي رسالة للكونغرس قال كومي إن وكالته أتمت مراجعة الرسائل الالكترونية الجديدة و»لم نغيّر نتائجنا التي أعلناها في تموز الماضي في ما يخص الوزيرة هيلاري.»


اذاً ترامب يعتبر في نظر اغلب زعماء العالم (الا بوتين) بمثابة خطر جديد يجب التحسب له. وقد ازدادت هذه المخاوف خلال الاسبوع الاخير من سباق البيت الابيض، بعد ان اعاد مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) موضوع ملف بريد كلينتون الالكتروني الى الواجهة، مقدماً خدمة جليلة الى ترامب ساعدته في تقليص الفارق بينه وبين منافسته الى اقل من 5 نقاط مئوية، مما دفع الشارع السياسي العالمي الى اعادة حساباته والنظر في ما يمكن فعله في حال فجّر ترامب مفاجأة كبرى عند فرز الاصوات صباح بعد غد.


وافاد أحدث استطلاع أجرته محطة «ان.بي.سي» وصحيفة «وال ستريت جورنال» بتقدم كلينتون بفارق 4 نقاط مئوية على ترامب، 44 مقابل 40 في المئة على مستوى الولايات المتحدة بأسرها.


وكان استطلاع للرأي نشرته اول امس شبكة «آي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» اعطى تقدماً لكلينتون بخمس نقاط مئوية على ترامب على مستوى البلاد (48% مقابل 43%)، غير ان متوسط مختلف مراكز الاستطلاع يشير الى منافسة أشد بينهما وان الفارق يراوح بين نقطة مئوية واحدة و5 نقاط لصالح كلينتون.


وفي الساعات الـــــــ24 الماضية كثّف المرشحان حراكهما المحموم بين الولايات التي تشتد المنافسة فيها املاً في استقطاب مزيد من تأييد الناخبين قبيل بدء العملية الانتخابية. وسيكون المهرجان الانتخابي الاخير لكلينتون في حملتها في ولاية نورث كارولاينا منتصف ليل الاثنين اي قبل ساعات قليلة من افتتاح اول مركز اقتراع في الاساكا ابوابه في الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي للشاطئ الاميركي الشرقي.


وامس دعت السيدة الأولى السابقة في فيلادلفيا الى التعبئة في «الشوط الأخير من السباق»، مبدية ثقتها في ان يوجه الناخبون المؤيدون لها رسالة واضحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة «من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب» بأن خيارهم هو الصحيح.


ويحاول ترامب وحملته بشتى الوسائل دفع الناخبين الى التصويت لصالحه، وهو احدث خضة امنية خلال خطاب له في ولاية نيفادا كي تتهم حملته الحزب الديموقراطي بالتخطيط لمحاولة اغتياله.


ففي مؤشر الى التوتر الذي يخيم على نهاية سباق الرئاسة شهد الكثير من العدائية والهجمات الشخصية، تم إجلاء ترامب لفترة وجيزة خلال مهرجان انتخابي في نيفادا مساء السبت، بسبب وجود رجل اشتبه بأنه يشكل خطرا، ما أثار ردود فعل قصوى. ورغم انه لم يتم العثور على أي سلاح في موقع الحادث، بحسب الجهاز السري المكلف أمن المرشحين، الا أن أحد أولاد المرشح الذي يدعى «دونالد ترامب جونيور» أعاد ارسال تغريدة تشير بدون اي ادلة الى «محاولة اغتيال». وفي التفاصيل البسيطة لما حدث ان رجلاً كان يرفع لافتة كتب عليها «الجمهوريون ضد ترامب» في قاعة الخطاب شرع الحشد بضربه وهو مطروح أرضاً قبل أن يصيح أحد وسط الفوضى «سلاح»، ما حمل جهاز الأمن على التدخل. وتم اطلاق سراح الرجل المستهدف على وجه السرعة.


واستمر ترامب في عدم تقبل نتائج استطلاعات الرأي الا حين تكون مؤاتية له، وأكد لمؤيديه امس أن النصر في متناول اليد. وكان أعلن ليل السبت في دنفر «بعد 3 أيام، سنفوز بكولورادو وسنفوز بالبيت الأبيض».


وعرض المرشح الجمهوري الذي عقد 5 تجمعات امس وسيعقد 4 هي الاخيرة اليوم، مواضيعه الرئيسية، وحذر من أنه في حال وصول كلينتون الى الرئاسة، سيكون الأمر «كارثة منذ اليوم الأول» وان «حربا عالمية ثالثة ستندلع بسبب مواقفها من روسيا».


وتحدي الامتار الاخيرة (كما نراه في القطعة المفصلة في الداخل) بحسب الاستطلاعات صعب جدا للمياردير، اذ يتحتم عليه الفوز بالعدد الأكبر من الولايات الأساسية من خلال جمع أصوات ناخبي المناطق الريفية، إضافة الى قلب إحدى الولايات التي تصوت تقليدياً للديموقراطيين، لكي تصوت لصالحه. وكل هذه الامور ان حصلت تعتبر اقرب الى معجزة انتخابية. لكن ضبابية المعركة واحتدامها في الولايات الأساسية مثل فلوريدا هو ما حمل الخصمين على العودة صباح السبت الى تلك الولاية التي غالبا ما رجحت ميزان الرئاسة بناخبيها الكبار ال29. ويعول قطب العقارات فيها على أعداد المتقاعدين المقيمين في «ولاية الشمس»، فيما تسعى كلينتون لنيل اصوات المجموعة الناطقة بالاسبانية، وهي جالية ضخمة فيها.


وقد حظيت هيلاري كلينتون بدعم مجموعة كبيرة من النجوم ومشاهير الفن والغناء، فقدمت جينيفر لوبيز عرضاً السبت في ميامي، واحتشد 10 الاف شخص من محبي موسيقى الهيب هوب في قاعة مساء الجمعة في كليفلاند لحضور حفل موسيقي مجاني للنجمين بيونسي وجاي زي، دعماً للمرشحة الديموقراطية. ومساء السبت، صعدت المغنية كايتي بيري على المسرح في فيلادلفيا من أجل «هيلاري» فغنت لها اغنيتها الرائجة «رور». وهذه الحفلات الموسيقية الضخمة التي ينظمها ويمولها فريق كلينتون في معاقل الديموقراطيين تهدف الى اجتذاب الناخبين خاصة جيل الشباب الذي يتردد في قضاء أمسيات يوم السبت في تجمعات انتخابية.


اما ترامب الذي لم يجد من كبار مشاهير الغناء من يؤيده، فانتقد ما تقوم به كلينتون وحملتها وقال في هذا الصدد «لست بحاجة إلى بيونسي، لست بحاجة الى جاي زي»، واعتبر ان هذه الوسيلة «معيبة للعملية السياسية»، مثيرا تصفيقاً حاداً من قبل جمهوره الذي عاهده على البقاء معه على الحلوة والمرة حتى النهاية.


هذا ويواجه مؤرخو السياسة الاميركية مشكلة الرئيس الاسبق بيل كلينتون في حال اصبحت زوجته هيلاري رئيسة للبلاد، اذ انها المرة الاولى التي سيكون فيها رجل في موقع «السيدة الاولى»، وكان بالامكان استخدام لقب «السيد الاول» له لولا انه لم يكن رئيساً سابقاً. واكدت خبيرة البروتوكولات ليزا غورتس ان «المشكلة يمكن حلها بالتعاون مع آل كلينتون في حال عودتهم الى البيت الابيض، وسنجد واياهم لقباً ما لتخصيصه لبيل كلينتون.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024