منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية

العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اليوم، فيكون الرئيس الثالث عشر للبلاد منذ الاستقلال... وغداً يوم آخر تنطوي معه صفحة الشغور الرئاسي الذي امتدّ لعامين ونصف العام، وتفتح صفحات يأملها اللبنانيون مشرقة، وإن كانت المؤشرات تَشي بعكس ذلك، إذ انّ البعض يخشى ان يخرج البلد من شغور رئاسي الى شغور حكومي، خصوصاً اذا واجه التأليف تعقيدات كبيرة...

مع انطلاقة العهد الرئاسي الجديد سيجد نفسه في مواجهة الصفحات الآتية:


ـ صفحة التكليف عبر الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية غداً او بعد غد على أبعد تقدير، وستنتهي حتماً بتسمية الرئيس

سعد الحريري رئيساً مكلفاً تأليف أولى حكومات العهد الجديد.


ـ صفحة التأليف بما فيها من مطبّات وعقد وحواجز وتعقيدات قد تجعل من تشكيل الحكومة الجديدة أمراً شديد الصعوبة وبعيد المنال، وقد يستغرق أشهراً، والطامة الكبرى إن استهلك الوقت وانقضَت الفترة الممتدة من الآن وحتى ايار المقبل. معنى ذلك انّ المأزق الحكومي سيتعمّق اكثر ويتعرّض التكليف لضربة معنوية شديدة القساوة.


ـ صفحة السلّة مجدداً، كانت سلة رئيس مجلس النواب نبيه بري تقضي بالتفاهم أولاً على اسم الرئيس وعلى شكل الحكومة بما يعني اسم رئيسها وتركيبتها وأدائها وسياستها والنهج الذي ستتبعه مع بداية العهد الجديد، وعلى قانون الانتخاب، على ان يبدأ اول عمل بانتخاب الرئيس.


امّا وقد تمّ الانتخاب، فالعودة باتت حتمية الى ما تبقّى من السلة، أي الى الحكومة رئيساً وشكلاً ومضموناً وحصصاً ونهجاً، والى قانون الانتخاب. والملحّ في كلا البندين هو قانون الانتخاب.


ـ صفحة الحوار الوطني الذي سيتسلّم دفّته رئيس الجمهورية ويعوّل عليه ان يكون المؤسسة الرافدة للعهد بكل ما يتطلبه من تفاهم داخلي ووحدة بين المكونات وفك اشتباك بين كل عناصر التوتر.


ـ صفحة الاصلاح والتغيير الموعودين ومحاربة الفساد والذي يقول عون انه سيحمل السيف ويشهره في وجه الفاسدين والمفسدين والمرتكبين صوناً للأمن الاجتماعي وخزينة الدولة وإنقاذ الاقتصاد.


ـ صفحة تكريس الوحدة الوطنية، وهذا يضع عون كرئيس حَكَم امام الامتحان الالزامي، أي امتحان جمع كل العائلات السياسية والطائفية ومحاولة التوفيق والتقريب في ما بينها. أولاً بينه وبين بري، اذ يفترض لكي ينطلق العهد بزخم اكبر ان تكون الرئاستان الاولى والثانية على وئام واتفاق، لا ان تُستنسخ مع بداية العهد تلك الصور السابقة والجلسات المتتالية من لقاءات غسل القلوب وما شابه.


وثانياً، بين «حزب الله» حليفه القديم الذي ثبت على ترشيحه لرئاسة الجمهورية وشكّل جسر العبور الالزامي الى القصر الجمهوري، وبين حليف جديد كان له دور أساس في تسهيل عبور عون الى بعبدا. فأيّ دور سيؤدّيه عون في هذا المجال؟


هل سيكتفي بلعب دور الاطفائي للحرائق المشتعلة بينهما ام انه سيلعب دور الراعي والجسر بينهما وصولاً الى جذبهما الى طاولة التفاهم والتقارب؟ والأمر نفسه ينطبق على ما بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله».


الربح والخسارة


في ميزان الربح والخسارة، يستطيع عون ان يقول «أنا الرابح الاول بوصولي الى رئاسة الجمهورية». وفي الميزان نفسه يستطيع «حزب الله» ان يقول «أنا الرابح الاساس إذ أوصلت مرشحي الى الرئاسة وفرضتُ على الآخرين الانضمام الى ضفة ترشيح عون».


وفي الميزان نفسه، يستطيع الحريري ان يقول «أنا رابح ايضاً إذ عدت الى رئاسة الحكومة على صهوة تفاهم صلب (غير منظور لا من حيث الهوية ولا من حيث الشكل ولا من حيث الجهات الراعية له او الشريك فيه) بعدما أُخرجت من هذه الرئاسة عنوة قبل نحو خمس سنوات»، ويستطيع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ان يقول ايضاً «أنا ربحت لأنني شكّلت ظهيراً قوياً وسنداً للرئيس عون».


ولكن يبقى السؤال: كيف سيتم «تقريش» هذا الربح؟ هل بحكومة سريعة؟ ربما. إنما الشيطان ما زال كامناً في العناوين والتفاصيل والنيّات وهذا ما يطرح علامات استفهام وغموض حول مرحلة ما بعد الانتخاب التي تبدو مطروحة على احتمالات متساوية بين السلبية والايجابية.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024