منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

دعت باريس المجتمع الدولي إلى القيام بكل ما هو ممكن لوقف المجزرة في حلب، حيث احتدمت المعارك مع استمرار قوات الأسد - روسيا في حربها ضد الأحياء الشرقية من المدينة حيث تحاصر نحو 275 ألفاً من المدنيين. 


فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت المجتمع الدولي الى «القيام بكل ما هو ممكن» لوقف «المجزرة» في حلب، وذلك خلال زيارة له الى غازي عنتاب في جنوب شرقي تركيا. كما دعا الوزير الفرنسي روسيا من دون ان يسميها، الى عدم عرقلة تصويت في مجلس الامن على مشروع قرار يدين استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. 


وقال آيرولت ان استخدام الفيتو في هذه الحالة سيكون «شكلاً من اشكال التواطؤ مع ما يحدث من فظائع على بعد كيلومترات من هنا، في سوريا».


وتتزامن زيارة ايرولت لتركيا مع تجدد القصف في حلب بعد هدنة «انسانية» لثلاثة ايام كانت 


اعلنتها روسيا، من دون ان يتيح ذلك اجلاء جرحى من الاحياء الشرقية المحاصرة للمدينة كما كان يفترض.


وكان ايرولت اعرب عن الاسف بعيد وصوله الى غازي عنتاب الاحد قبل توجهه لزيارة مخيم للاجئين السوريين في نيزيب، عن الاسف «لأن عمليات القصف تواصل في هذه الاثناء تدمير هذه المدينة (حلب) وارتكاب مجازر بحق سكانها».


وأضاف «اذا كنا نريد تمكين السوريين اللاجئين من العودة يوما الى بلدهم فلا بد من القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف عملية التفاوض للتوصل الى حل سياسي». وتابع الوزير الفرنسي قائلاً إنه «لا يمكن التفاوض تحت القنابل».


وبعدما التقى لاجئين سوريين في مخيم في نيزيب، فمن المتوقع ان يلتقي ايرولت ممثلي منظمات غير حكومية قبل ان يعود الى العاصمة انقرة حيث سيلتقي نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو.


وكان ايرولت طالب السبت بأن يصدر مجلس الامن قرارا يدين استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري وتنظيم «داعش» في سوريا، مع الدعوة الى فرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الاعمال «غير الانسانية».


وفي تركيا كذلك التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يزور اسطنبول حاليا.


وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة مستجدات وتداعيات الأزمة السورية على المنطقة والمجتمع الدولي .


ميدانياً، وقبل بدء «معركة حلب الكبرى» صدت المقاومة السورية هجمات لقوات الأسد على الأحياء المحاصرة.


فقد صدت فصائل المقاومة السورية فجراً هجوماً شنته قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على الأحياء الشرقية من مدينة حلب وتمكنت من تكبيدها خسائر في العتاد والأرواح.


وقال مراسل موقع «زمان الوصل» في حلب، إن الطيران الحربي التابع للأسد وحليفه الروسي جدد غاراته على أحياء المدينة المحاصرة بعد غيابه الملحوظ عن الأجواء لثلاثة أيام ماضية.


وأشار المراسل إلى أن عودة الغارات على الأحياء الشرقية ترافقت مع تحركات على الأرض من مختلف المحاور من قبل قوات الأسد والميليشيات الأجنبية المساندة لها بهدف التقدم والسيطرة على مواقع تقع سيطرة المقاومة السورية.


وقال مصدر من المقاومة السورية إن جيش الأسد وميليشياته حاولوا التقدم بعد منتصف ليل السبت في حي صلاح الدين، مشيراً إلى أن مجموعات المقاومة السورية تصدت لها.


ولفت «أبو عادل» وهو قائد مجموعة مرابطة في القسم الواقع تحت سيطرة المقاومة السورية في حي صلاح الدين، إلى حشد أعداد كبيرة من مقاتلي الأسد والميليشيات الطائفية في المنطقة قبل يومين بهدف التسلل والسيطرة على نقاط خارجة عن سيطرتهم.


وأضاف: «تمكنت مجموعات الرباط من رصد تحركات غير طبيعية لجيش النظام فقمنا بنصب عدة كمائن لها ونشر القناصين وزراعة الألغام، وبعد منتصف ليل السبت تحركت مجموعات النظام ودخلت في الكمائن التي أعددناها لها ليصبحوا في مرمى قناصاتنا فكبدناهم خسائر كبيرة«.


وأكد أبو عادل أن قوات النظام لم تسيطر على أي نقطة في الحي، مشيراً إلى أن كافة المجموعات التي تسللت خلال عمليتهم التي وصفها بالفاشلة انسحبت دون أن تسحب جثث قتلاها الذي وقعوا في الكمائن التي أعدت لهم، لافتاً إلى أن خسائرهم تزيد على 15 قتيلا.


كما صدت المقاومة السورية في حلب هجوماً آخر لقوات الأسد وميليشياته من محور حي الشيخ لطفي جنوب شرقي المدينة، وتمكنت خلال المعارك من قتل عدد من عناصرهم وجرح آخرين.


وأصدرت «غرفة عمليات فتح حلب» التي تضم معظم فصائل المقاومة السورية العاملة في حلب، بياناً دعت فيه المدنيين في مناطق سيطرة النظام للابتعاد عن المقرات العسكرية وخطوط التماس.


وأشارت غرفة العمليات في بيانها إلى أن دعوتها هذه تأتي نظراً لما تتطلبه معركة فك الحصار عن حلب وذلك حرصاً على سلامة المدنيين.


وتستعد المقاومة السورية للاعلان عن إطلاق معركة حلب الكبرى والتي تسعى من خلالها لفك الحصار المفروض من قبل قوات النظام وميليشياته عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي يعيش القاطنون فيها ظروفاً إنسانية صعبة بعد أن تمكنت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية من السيطرة على تجمع الكليات العسكرية في منطقة الراموسة قبل أكثر من شهرين.


واستهدفت غارات جديدة وقصف مدفعي احياء عدة في شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة ما اسفر عن سقوط جرحى وفق المرصد السوري. واستهدف قصف مدفعي ايضا حيين يسيطر عليهما النظام وفق المصدر نفسه.


وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن اكد السبت ان «هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الامر الذي يظهر انه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف اطلاق النار».


وليلاً، افاد مراسل «فرانس برس« في الاحياء الشرقية انه سمع دوي قصف مدفعي في مختلف الانحاء بعيد انتهاء الهدنة.


وفي حصيلة اولى للمرصد السوري، اسفر هذا القصف عن ثلاثة جرحى على الاقل في الاحياء الشرقية.


والهدنة الانسانية التي انتهت مساء السبت لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الاحياء الشرقية حيث يعيش نحو 275 الف شخص.


وبرغم الاوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة اي حركة. في النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.


واتهمت السلطات الروسية ووسائل الاعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع اي شخص من مغادرة مناطقهم. وكانت الامم المتحدة خططت لاجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لان «الضمانات المتعلقة بالظروف الامنية» ليست متوافرة. وتقول الامم المتحدة ان 200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.


الى ذلك، اصيب شخصان على الاقل الاحد بانفجار قنبلة وضعت على دراجة نارية في مدينة الحسكة (شمال شرق) وفق المرصد السوري.


ووقع الانفجار في حي تسيطر عليه القوات الكردية التي تستهدف عادة بهجمات مماثلة يتبناها متطرفو تنظيم داعش.


ودعا وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الذي يزور العراق الى بدء عملية عزل للمتطرفين في مدينة الرقة التي تشكل ابرز معقل لهم في سوريا، وذلك تزامنا مع المعركة لاستعادة الموصل في شمال العراق.


وصرح كارتر خلال زيارة الى اقليم كردستان العراق لبحث العملية الدائرة لاستعادة الموصل من المتطرفين «نريد ان نرى بدء عملية عزل حول الرقة بالسرعة الممكنة».


واضاف «نعمل مع شركائنا هناك (في سوريا) للقيام بذلك»، مضيفا «ستكون هاتان العمليتان متزامنتين». 


وشنت القوات العراقية عملية واسعة الاسبوع الماضي لاستعادة الموصل، اخر مدينة كبيرة يسيطر عليها التنظيم في العراق. 


وفي حال خسر التنظيم مدينة الموصل، فستكون الرقة التي اعلنها مقرا «للخلافة» المدينة الرئيسية الوحيدة التي ستبقى تحت سيطرته. وقال كارتر ان فكرة شن عمليتين متزامنتين في الموصل والرقة «هي جزء من تخطيطنا منذ فترة طويلة».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024