تنشغل الولايات المتحدة بشكل كبير بمرحلة ما بعد «داعش« في مدينة الموصل التي دخلت معركة استعادتها من قبضة المتشددين يومها السابع، في ظل تسجيل قوات البيشمركة الكردية تقدماً نحو بعشيقة بدعم من المدفعية التركية التي قامت بقصف مواقع للتنظيم المتطرف، الذي قام بعملية اقتحام مباغتة لمدينة الرطبة قرب الحدود الأردنية في محاولة جديدة بعد اقتحام كركوك، لتشتيت الحملة العسكرية في محافظة نينوى شمال العراق.


ففي اربيل التي وصل اليها قادما من بغداد بعد زيارة اخفق خلالها بإقناع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإشراك القوات التركية بمعركة الموصل، انصبت مباحثات وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر مع رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني على المستجدات السياسية والأمنية الأخيرة في العراق والمنطقة وتطورات عملية تحرير الموصل.


وثمن وزير الدفاع الاميركي خلال لقائه البارزاني وكبار المسؤولين الاكراد «التنسيق والشراكة القائمة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي»، مجدداً التأكيد على «دعم ومساندة بلاده لقوات البيشمركة واستمرار وتكثيف هذا الدعم»، لافتا الى «دور البارزاني في حل المشاكل وتحقيق السلام في مرحلة ما بعد دحر داعش».


وشدد البارزاني على «الأهمية السياسية والعسكرية لدحر «داعش« في الموصل والمنطقة وكل العالم«، معبراً عن «سعادته بالتنسيق الحاصل بين قوات البيشمركة والجيش العراقي» ومشيرا إلى «ضرورة وجود اتفاق وخطة سياسية بخصوص مستقبل الموصل لتكون عاملا وضمانا لعدم ظهور المشاكل ولطمانة وحماية اقليات المدينة وبخاصة المكونان المسيحي والإيزيدي» .


وركزت المباحثات على الاوضاع الميدانية على جبهات المواجهة مع داعش ومتطلبات قوات البيشمركة وانجازاتها في الجبهات الشمالية والشمالية الشرقية من الموصل.


وفي هذا السياق تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعم سكان محافظة نينوى في مرحلة ما بعد تنظيم «داعش«.


وأكد مبعوث الرئيس الأميركي الى التحالف الدولي ضد «داعش« بريت ماكغورك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ نينوى نوفل حمادي العاكوب عقب اجتماع جرى بين الجانبين في مدينة أربيل، ان «المباحثات مع محافظ نينوى تناولت اعادة الحياة الى طبيعتها في الموصل بعد انتهاء العمليات العسكرية ومناقشة سبل توفير الخدمات الاساسية وازالة الألغام ووسائل منع عودة «داعش« الى مدينة الموصل بعد تحريرها والاليات غير العسكرية لمحاربة التنظيم».


وكان كارتر وصل صباح امس الى اربيل بعد مباحثات اجراها في بغداد اول من امس مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وكبار المسؤولين العراقيين بشأن مستجدات معركة الموصل.


وفي التطورات الميدانية عاود تنظيم «داعش« استراتيجية مباغتة القوات العراقية في محاور قتالية بعيدة عن ساحة معركة الموصل من اجل ارباك القوات العراقية وخلخلة توازنها في الحملة العسكرية المهمة اذ تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم «داعش« من قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار (غرب العراق) والقريبة من الاردن بعد هجوم عنيف تمكن خلاله المتشددون من السيطرة على اجزاء واسعة من المدينة.


وقال عضو مجلس محافظة الأنبار جاسم محمد عسل إن «تنظيم «داعش« شن منذ الساعة الخامسة من فجر اليوم (امس) هجوما عنيفا على بلدة الرطبة جرت خلاله اشتباكات شرسة»، مشيرا الى ان « الوضع حاليا مسيطر عليه من قبل القوات الأمنية«.


وأضاف عسل أن «التنظيم استغل انتشاره في الصحراء الشاسعة غرب الأنبار والتي لم تتحرر حتى الآن ليتحرك نحو الرطبة، وكان هجوم التنظيم عنيفا استخدم فيه السلاح المتوسط والخفيف وعربات الهمر»، محذرا من «خطورة سيطرة التنظيم على البلدة التي تمثل نقطة استراتيجية لتحركاته في المنطقة».


وقال نائب رئيس مجلس الرطبة علي عبد عطيوي ان «القوات المشتركة فرضت حظرا شاملا للتجوال في عموم مناطق الرطبة حتى إشعار آخر لضمان القضاء على عناصر تنظيم «داعش« الذين يتمركزون في مبان قليلة في شارع الزيتون وحي الانتصار وسط القضاء».


وأضاف عطيوي ان «تعزيزات عسكرية وقتالية وصلت من الرمادي وبغداد الى الرطبة للقضاء على عناصر تنظيم داعش» لافتا الى ان «المعلومات الاستخبارية تشير ان اعداد العناصر المنفذة لهجوم الرطبة لا يتجاوز 30 عنصرا«.


وتجاهلت الحكومة العراقية مرارا تحذيرات مسؤولي محافظة الأنبار من هجمات تنظيم «داعش« على الرطبة، القريبة من الحدود العراقية – الأردنية، والمطالبة بإرسال تعزيزات عسكرية وتسليح عشائرها.


وفي ملف تطورات معركة الموصل ما تزال المعارك العنيفة مستمرة في قضاء الحمدانية الذي يحشد فيه التنظيم الانتحاريين والسيارات المفخخة لمواجهة القوات العراقية المهاجمة.


وقال مصدر كردي امس ان «مدفعية الجيش العراقي قصفت مواقع «داعش« داخل مركز قضاء الحمدانية والقرى المحيطة بناحية برطلة»، مشيرا الى أن» المقاتلات الحربية تحوم بشكل مستمر في سماء المنطقة«.


واضاف المصدر ان «المعلومات الاستخبارية العراقية تشير الى ان «داعش« حشد العديد من المسلحين في الحمدانية واعد العشرات من السيارات المفخخة والانتحاريين لمنع تقدم القوات العراقية في المنطقة».


ووصلت تعزيزات عسكرية الى قوات الجيش العراقي في الحمدانية من اجل استعادة المزيد من المناطق.


وفي محور بعشيقة تتواصل المعارك بين قوات البيشمركة بمساعدة مقاتلات التحالف الدولي مع مسلحي تنظيم «داعش«.


وقال مصدر امني مطلع إن «البيشمركة استعادت الطريق الرئيسي الرابط بين بعشيقة والموصل فضلا عن قرى الفاضلية وبريزا وعمر قامجي»، مشيرا الى «تفجير 3 سيارات مفخخة لداعش في بعشيقة اثنتان منها على يد البيشمركة والثالثة بغارة للتحالف الدولي فضلا عن مقتل قيادي في تنظيم داعش في قرية الفاضلية»، مؤكدا على أن» البيشمركة تبعد حاليا عن مركز مدينة الموصل 11 كلم فقط كما تحاصر ناحية بعشيقة من جانبيها الشرقي والغربي».


وفي سياق مقارب، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في تصريحات متلفزة ان المدفعية التركية قصفت مواقع للمتطرفين في مدينة بعشيقة القريبة من الموصل بشمال العراق بعد ان طلبت قوات البشمركة الكردية الدعم.


وصرح للصحافيين في غرب تركيا «لقد طلبت قوات البشمركة المساعدة من جنودنا في قاعدة بعشيقة. ونحن نقدم الدعم بالمدفعية والدبابات و(صواريخ) هاوتزر».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024