انطلقت عملياً أمس «معركة الموصل»، بمشاركة الجيش و«البشمركة»، و«الحشد»، (الشعبي والوطني)، فكانت من أولى نتائجها ترقّب في الميدان السوري، ووقوف العراق وشماله عند مفترق طرق من شأنه إعادة رسم النفوذ في مساحة عليها عيون الكثيرين


دخل العراق أمس مرحلة «تحرير مدينة الموصل»، بعد أن أعلن رئيس مجلس الوزراء (القائد العام للقوات المسلحة)، حيدر العبادي، الأمر مباشرة. فخلال لقاء جمعه بعدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين في مكتبه في بغداد، قال العبادي إنّ «الانتصار وتحرير كامل المدن باتا ملك اليد»، مضيفاً أنّه «قبل عامين كنا نقاتل داعش على مشارف بغداد، فيما بتنا اليوم على مشارف الموصل لتحريرها...

ونحن الآن قريبون من ذلك، وسنفاجئ العدو وستعود الموصل إلى حضن الوطن». وفجر اليوم، اعلن العبادي رسمياً بدء معركة تحرير الموصل.
وبينما كانت كل المؤشرات والمعطيات (من بينها إعلان رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، أنّ «وقت بدء العملية قد حان»، إلى جانب وصول قادة من «الحشد الشعبي» إلى محيط المدينة، أبرزهم هادي العامري، إضافة إلى تعزيز الجيش لقواته)، تُفيد عملياً بأنّ المعركة انطلقت، فإنّ الأحاديث التي كانت تشير على مدار الأيام الماضية إلى إخلاء أعداد مهمة من مسلحي تنظيم «داعش» للمدينة وتوجههم نحو الحدود السورية، كانت بدورها تتأكد. فإضافة إلى تأكيدات متابعين عراقيين (بعضهم على اتصال بناشطين من داخل الموصل) لذلك، أشار مصدر سياسي رفيع، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أنّ آخر التقديرات تشير إلى أنّ عدد من تبقى من مسلحي التنظيم داخل المدينة «لا يتجاوز ألفين»، لافتاً إلى أنّه «رغم المعطيات التي تكاد تؤكد أنّ غالبية عديد النخبة في التنظيم غادروا المدينة، فإنّ من بقي في الموصل سيقاتلون». وفيما رجّح استمرار المعارك «لأيام، وليس لأسابيع»، أبدى خشيته من «همجية القصف الأميركي الذي سبق له أن ألحق دماراً كبيراً بالرمادي، كما فعل بغيرها من المناطق والمدن العراقية».
وكانت العمليات الجوية قد بدأت مساء أول من أمس، وفق قيادي في قوات «البشمركة»، الذي قال إن «سلاح المدفعية التابع للجيش الأميركي قصف للمرة الأولى السبت مواقع التنظيم قرب المدينة»، فيما ذكر مصدر آخر من «البشمركة» مساء أمس أنّ «القصف الجوي للتحالف، في غرب الموصل، أدى إلى مقتل 15 مسلحاً من التنظيم».
من جهة أخرى، فإنّ مصدراً رفيع المستوى في «الحشد» قال لـ»الأخبار» إنّهم أنهوا التحضيرات اللوجستية لـ»معركة طويلة هدفها تحرير المدينة ومحيطها، إضافة إلى ما تبقى من محافظة صلاح الدين، وهي محور تقدّم الحشد، ومدينة حويجة، إلى جانب قطع بعض خطوط الإمداد عن محافظة نينوى من الجبهة السورية، وتحديداً من الشمال الغربي، والجنوب الغربي، وصحراء الأنبار». وأوضح أنّ «قطع كامل خطوط إمداد التنظيم مع كامل الجبهة السورية، سيحتاج إلى عملية ثانية كبرى، وستنطلق مع انتهاء جميع مراحل عملية الموصل». وعن إمكانية تنسيق قيادة «الحشد» مع قيادة «التحالف الدولي»، شدّد المصدر على أن «أماكن وجود قواتنا خالية من قوات التحالف»، مشيراً إلى أن «مشاركة التحالف في المعركة أمر لا يعني الحشد، وهي من شأن الحكومة» التي طلبت أيضاً، وفقاً له، مشاركة الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
جدير بالذكر أنه من المعروف أنّ التنسيق بين بغداد وأربيل كان ضرورياً لبدء عمليات الموصل، خاصة عقب التوسع الميداني الذي أحرزته «البشمركة» في الأشهر الأخيرة خلال عملياتها في الشمال العراقي برعاية أميركية، والتي كرّست من خلاله أمراً واقعاً يحدّ من إمكانيات تحرّك الجيش العراقي في شمال البلاد. وفيما كانت أربيل تشترط على بغداد التنسيق معها للتحرك في بعض مناطق الشمال التي كانت واقعة قبل حزيران 2014 خارج حدود إقليم كردستان، فمن المهم الإشارة إلى أنّ العبادي قال في كلمته أمس إنه «للمرة الأولى منذ 25 عاماً تتمكن القوات الاتحادية من دخول إقليم كردستان للحشد للمعركة، وتكون البشمركة تحت إمرتها»، وذلك في وقت نوّه فيه وزير المالية المقال هوشيار زيباري، في تغريدة على «تويتر»، بـ»التعاون الممتاز وغير المسبوق بين قيادات الجيش العراقي وقيادات البشمركة في سياق التحضيرات للهجوم على الموصل».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024