منذ 7 سنوات | العالم / المستقبل

تستضيف جامعة نيفادا في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الاميركية الاربعاء المقبل المناظرة الثالثة والاخيرة بين مرشحي الرئاسة الاميركية الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب. 


وحتى الآن بعد مناظرتين تخللهما سلسلة من فضائح ابطالها لسان ترامب ويداه حصلت في فترات سابقة من حياته المليئة باللهو والتعامل غير اللائق مع النساء، تجد كلينتون نفسها متفوقة على منافسها بـ5 نقاط مئوية وفق جامع لآخر استطلاعات الراي نشرته امس صحيفة «نيويورك تايمز«.


ويدرك ترامب جيدا ان المناظرة الثالثة قد تكون فرصته الوحيدة المتبقية لتقليص الفارق والعودة الى نوع من التوازن في مستوى الحظوظ بالفوز في الانتخابات الرئاسية التي تجرى في الثامن من تشرين الثاني المقبل. ولهذا صعد في الساعات الماضية حملة دعائية شرسة تركز على الحالة الصحية لمنافسته والتشكيك في قدرتها على تحمل عبء مسؤوليات هائلة كمسؤولية رئاسة اعظم بلد في العالم. 


وفي هذا السياق، دعا ترامب اول من امس الى اجراء فحوص كشف منشطات له ولكلينتون قبل المناظرة الثالثة، اذ قال: «من الواضح ان هيلاري تتناول حبوبا منشطة لكي تتمكن من خوض المناظرات وتحمل الضغوط. فهي مثلا في المناظرة السابقة بدأت بقوة وعزيمة واضحة، ولكنها في نهاية المناظرة بدت تعبة جدا ومتهالكة». واضاف: «نحن مثل الرياضيين الذين يخوضون سباقا، لذا ينبغي اخضاعنا الى فحص منشطات». 


ويحرص نرامب في كل خطاب له، على تذكير الناخبين الاميركيين بحادثة الاغماء التي تعرضت لها كلينتون في ايلول الماضي، ما استدعى تعليقها حملتها الانتخابية بضعة ايام بسبب الارهاق. 


وشن ترامب ايضا هجوما لاذعا على وسائل الاعلام الاميركية متهما اياها بدعم كلينتون وتزوير نتيجة الاقتراع مسبقا عبر الترويج لاستطلاعات راي مغلوطة واستضافة اي اميركي يريد مهاجمته واعطائه الفرصة لذلك عبر الشاشات. 


ونفى ترامب جميع اتهامات التحرش الجنسي التي تقدمت بها ضده 7 نساء، وقال في هذا الصدد مدافعا عن نفسه «انهم يأتون بنساء بالكاد اذكر اني صادفتهن قبل 20 او 30 عاما، وتزعم هذه النساء مزاعم كاذبة بأني لامستهن او قبلتهن، لكن كل هذه الاتهامات غير صحيحة، ولا تستند على اي شاهد عيان. 


ولم يخف ترامب امس حنقه الشديد من كوادر الحزب الجمهوري الذين تخلوا عنه في منتصف السباق متذرعين بزلاته التي لا تنتهي، ووصفهم بـ«الخونة«.


في المقابل، بال كلينتون ليس اهدأ حالا كثيرا من بال ترامب، فلديها ما يشغلها هي الاخرى مع نشر موقع «ويكيليس» دفعة جديدة من محتوى البريد الالكتروني لمسؤولي الحزب الديموقراطي احدها يتضمن خطابات القتها كلينتون في مناسبات للمصرف الاميركي الشهير «غولدن ساكس» ولمراكز مالية اخرى في «وال ستريت». 


تتكلم كلينتون فيها عن كيفية ايجاد تسويات مالية للمصارف، وفي رسائل الكترونية اخرى، تتحدث عن رغبتها في توطيد العلاقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبشأن الحرب السورية تبين الرسائل الالكترونية انها حاولت جهدها اقناع الادارة الاميركية بأن تقوم قوات اميركية سرا بعمليات في سوريا ضد نظام بشار الأسد.


جو هذه الانتخابات غريب وغير مسبوق، فالناخب الاميركي امام مرشحين كل منهما لديه ما يكفيه في ماضيه من اخطاء تجعله في نظر الكثيرين شخصا غير مؤهل لرئاسة البلاد. لكن لا مهرب، وعلى الناخبين الاختيار.


وما يزيد في غرابة هذه الانتخابات هي انها الاولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تتعرض بصورة شبه علنية لتدخلات خارجية تحاول التأثير على نتيجتها، وهذا ما يتجسد في القرصنة الالكترونية اليومية التي يقوم بها الجيش الالكتروني الروسي بداية ضد الحزب الديموقراطي عبر قرصنة بريده الالكتروني، وثانيا عبر محاولة استهداف نظام التصويت في الانتخابات وحتى الآن لم يتمكن القراصنة سوى من الحصول على لوائح الشطب واسماء الناخبين في بعض الولايات.


وبحسب حملة كلينتون، فإن موضوع التدخل الروسي لمصلحة ترامب في الانتخابات عبر قرصنة البريد الالكتروني للديموقراطيين، يعتبر بمثابة فضيحة تشبه في حجمها فضيحة «ووترغيت» التي ادت الى استقالة الرئيس الراحل ريتشارد نيسكون.


وعلى الرغم من نشر «ويكيليكس» مئات الآلاف حتى الآن من الرسائل الالكترونية المتعلقة بلكينتون بصورة او بأخرى، يحرص فريق كلينتون على عدم الاعتراف بصدقية اي من محتوى هذه الرسائل. وعلى الرغم من ذلك، يجد هذا الفريق نفسه مضطرا مع كل دفعة تنشر من الرسائل الالكترونية، للاطلاع على مضمونها من اجل تحذير كلينتون ومعرفة كل ما نشر في «ويكيليلكس« يوميا كي لا يفاجئها ترامب بمحتوى رسالة الكترونية لم تكن مستعدة له.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024