غداة اجتماع لوزان الفاشل بين القوى الدولية المعنية بالأزمة السورية من جراء الرفض الروسي - الأسدي لأي وقف لإطلاق النار في حلب التي لا تزال تحت وطأة الصواريخ الارتجاجية الروسية المدمرة التي تحصد المزيد من الأرواح، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اثر اجتماع لندن بين عدد من الدول العربية والأوروبية المعنية بالأزمة السورية، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يستبعد أيّ خيار في التعامل مع الأزمة السورية، في إشارة إلى الخيار العسكري.


وقال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون بحضور كيري، ان الحلفاء الغربيين يبحثون فرض عقوبات على اهداف اقتصادية في روسيا وسوريا بسبب حصار مدينة حلب.


فقد اجتمع مسؤولون غربيون وعرب في لندن لبحث التطورات في سوريا، وشارك في اجتماع العاصمة البريطانية إضافة إلى الوزيرين الأميركي والبريطاني، وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والفرنسي جان مارك آيرولت ومسؤولون من ألمانيا وإيطاليا وتركيا و قطر والإمارات.


وحذرت الولايات المتحدة كذلك من ان الحلفاء الغربيين يبحثون فرض عقوبات على اهداف اقتصادية في روسيا وسوريا بسبب حصار مدينة حلب. وقال وزير الخارجية الاميركي ان قصف المدنيين في المدينة «جريمة ضد الانسانية».


وذكر كيري بأن الرئيس الاميركي لم يستبعد اي خيار للتعامل مع الهجوم الذي يشنه بشار الاسد، الا انه قلل من احتمال القيام بعمل عسكري، مؤكدا ان 


واجبه وواجب نظيره البريطاني «استنفاد» جميع الخيارات الديبلوماسية.


وهو قال عقب محادثات مع وزراء غربيين «نناقش كل آلية متوافرة لنا، ولكنني لم ألحظ رغبة كبيرة لدى احد في اوروبا في خوض حرب». واضاف «لا ارى برلمانات الدول الاوروبية مستعدة لاعلان الحرب». 


وتابع «دعوني اوضح امراً(..) نحن ندرس امكان فرض عقوبات اضافية(..) كما ان الرئيس اوباما لم يستبعد اي خيار عن الطاولة»، ولكن كيري لم يسمّ روسيا كهدف للعقوبات الغربية. 


وأضاف أنه «ينبغي القيام ببعض الأعمال على مدى اليومين المقبلين ربما أو نأمل أن يفتح الباب لاحتمال وقف على أرض الواقع (للاقتتال)». وأضاف أن «الأمر صعب.. صعب لأنه ما زالت هناك قناعات راسخة لدى كثير من الناس بأن روسيا تسعى لفرض حل في حلب مطابق لما وقع في غروزني. وهي غير مستعدة للتفاعل بأي طريقة«.


وقال الوزير البريطاني في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري عقب محادثاتهما في لندن «هناك كثير من الطرق التي نقترحها بينها فرض اجراءات اضافية على النظام وداعميه». وحذر من ان «هذه الامور ستضر في النهاية بمرتكبي هذه الجرائم، وعليهم ان يفكروا في ذلك الان». 


وأوضح جونسون أنّه تناول مع المشاركين في الاجتماع عددا من الأفكار والمقترحات الرامية لزيادة الضغوط على موسكو وطهران ودمشق، وأنّ هذه المقترحات تتضمّن تسليم المسؤولين عن المجازر التي تحدث في سوريا إلى العدالة.


كما شكك جونسون في قدرة النظام السوري وروسيا على بسط سيطرتهما على مدينة حلب، شمال سوريا. ولفت إلى أنّ 275 ألف مدني يواجهون حصاراً خانقاً في القسم الشرقي من حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية.


ودعا موسكو إلى الإقدام على خطوات إنسانية في حلب. وأشار إلى أنّ حل الأزمة السورية سيعود بالنفع على روسيا على المدى البعيد. 


وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان وقف قصف حلب شغل الحيز الاكبر من المحادثات. واضاف بعد انتهاء الاجتماع «نرى ان للنظام (السوري) والدعم الروسي اهدافا اخرى».


وتابع آيرولت «نحن دائما على استعداد للتحدث الى الروس والايرانيين لكننا نطلب ان يكون وقف القصف شرطاً مسبقا». ولكن لم يوضح ايرولت ما اذا كان فرض منطقة حظر جوي في منطقة حلب مطروحاً.


وختم «تطرقنا الى العديد من المبادرات ولم ننته منها، لكن هناك اجماعاً واسعاً على ضرورة ممارسة ضغوط (لوقف القصف)».


وهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرنسا قائلاً في مؤتمر صحافي على هامش قمة دول بريكس في الهند إنها «لا تشارك كثيرا» في عملية تسوية النزاع السوري، في انتقاد جديد لباريس التي سبق ان اتهمها بـ»مفاقمة» الوضع.


وفي حلب قتل أكثر من 40 مدنياً بغارات جوية روسية مكثفة على حي القاطرجي في القسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب.


وقالت مصادر طبية في مدينة حلب، إن طائرات حربية روسية شنت غارات بصواريخ «من نوع جديد» على الحي، سقط على إثرها عشرات القتلى بينهم نساء وأطفال، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول انتشال عائلات كاملة من تحت الأنقاض.


كما استشهد خمسة مدنيين وجرح آخرون من جراء استهداف الطيران الحربي لحي الشيخ فراس في المدينة بعدة صواريخ.


وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف حي الشيخ فراس بصواريخ ارتجاجية شديدة الانفجار، هزت أحياء مدينة حلب بشكل أكثر فاعلية من الصواريخ الارتجاجية التي استخدمت اخيراً، ما أدى لاستشهاد خمسة مدنيين وجرح آخرين، قامت فرق الدفاع المدني بانتشالهم من تحت أنقاض المباني المدمرة.


وتشهد مدينة حلب قصفاً جوياً عنيفاً من الطائرات الحربية الروسية استهدفت عدة أحياء في المدينة، ولا سيما أحياء السكري والمشهد وباب النصر وكرم النزهة والقاطرجي والقطانة مخلفة شهداء وجرحى، مع استمرار محاولات قوات الأسد للتقدم على عدة محاور في المدينة.


وكانت قوات الأسد هاجمت عدة أحياء في حلب، حيث جرت اشتباكات عنيفة جدا على جبهات أحياء السيد علي والشيخ سعيد وميسلون وقسطل حرامي وكرم الطراب في حلب القديمة، وتمكن الثوار من صد كافة الهجمات.


وواصلت قوات الأسد هجماتها على ريف حماة الشمالي بهدف استعادة ما خسرته خلال الفترة الأخيرة.


وتمكن الثوار خلال المعارك من قتل وجرح العشرات من عناصر النظام حيث استهدفوا تجمعا لهم على أطراف القرية بصاروخ تاو، كما قتلوا وجرحوا آخرين من جراء الاشتباكات المباشرة وأعلنوا تمكنهم من أسر مجموعة من العناصر على أطراف القرية.


كما أعلن الثوار تمكنهم من تدمير دبابتين وسيارة مزودة برشاش دوشكا أثناء الاشتباكات، وقتل طاقم أحد الدبابات المدمرة بعد استهدافها بصاروخ تاو.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024