اشارت اوساط رسمية عراقية الى قرب انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى من عصابات «داعش» الارهابية، ولفتت مصادر خاصة في وزارة الدفاع العراقية، وغرفة العمليات المشتركة لتحرير نينوى، الى أن قطعات من الجيش والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الارهاب، وسلاح الجو، والحشد الشعبي، وقوات البيشمركة، ستشارك في عمليات التحرير.

واكد رئيس اركان الجيش العراقي وكالة الفريق الركن عثمان العانمي «ان اكمال القطعات المشاركة في معركة تحرير الموصل، جميع متطلباتها في مناطق التجمع، وهي بانتظار اوامر القائد العام للقوات المسلحة لبدء عمليات التحرير».

واكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي،  أن بغداد لن تسمح للقوات التركية بالمشاركة في عملية تحرير الموصل بأي شكل من الأشكال. وقال العبادي  إن «القوات العراقية فقط هي الموجودة على الأرض وهي التي تحرر المدن ولا توجد أية قوة عسكرية أجنبية على أرض العراق ما عدا القوة التركية في بعشيقة».

وطالب تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية، مضيفًا «نتحداهم أن يثبتوا أننا طلبنا إرسال قوة عسكرية».

وفي وقت سابق عقد العبادي مع عدد من قادة الحشد الشعبي اجتماعا تناول خطط تحرير الحويجة والموصل وتعزيز قدرات القوات المحررة ووضع البدائل المناسبة في أي تطور ميداني على الأرض. 


 الحشد الشعبي 


الى ذلك، كشفت هيئة الحشد الشعبي أن معركة الموصل ستقوم على أساس خطط رئيسية فورية وأخرى بديلة وضمن مراحل متعددة تتحرّك بموجبها القوات التابعة لقيادة العمليات المشتركة والحشد الشعبي للقضاء على الارهابيين بمحافظة نينوى، علمًا بأن القطعات الامنية أخذت مواقعها تمهيدًا للتحرك باتجاه الاهداف المرسومة لها حال انطلاق ساعة الصفر.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي النائب احمد الاسدي انه «تم تهيئة كافة مستلزمات نجاح المعركة التي ستنطلق باشتراك الحشد الشعبي والعشائري المحلي فضلاً عن قوات جهاز مكافحة الارهاب وتشكيلات وزارة الدفاع والشرطة الاتحادية وأفواج شرطة نينوى والشرطة المحلية وكافة القوى الداعمة والساندة».

وأوضح الاسدي أن «مهمة تحرير المناطق المحيطة بمركز مدينة الموصل وسهل نينوى ستقع على عاتق قوات جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة نينوى بالإضافة إلى أفواج الطوارئ والحشد العشائري والمحلي والذي تبلغ أعداد قواته نحو 15 ألف عنصر، فيما أشار الى «أن المحاور التي سيتم الدخول من خلالها الى مركز الموصل ستحدد في وقتها».

وأكد المتحدث باسم هيئة الحشد «أن جميع فصائل الحشد وتشكيلاته ستشارك بمعركة تحرير الموصل عبر إسناد القطعات الامنية عدا التشكيلات المكلفة بمسك قواطع أساسية ضمن محاور أخرى حيث ستبقى تلك القوات في محاورها ومواقعها المتواجدة فيها وذلك ضمن المحاور المتفق عليها»، مشيرًا الى «أن من أساسيات المعركة هو حماية المدنيين وتجنيبهم أي أذى أو ضرر بسبب المعارك، اذ تم تهيئة كافة الاستعدادات لاستقبال اكبر عدد ممكن من مواطني نينوى حال نزوحهم بالتزامن مع انطلاق عمليات تحرير المحافظة».


 منشورات لاهالي الموصل 


هذا وألقت طائرات القوة الجوية العراقية منشورات تحمل تعليمات سلامة لأهالي الموصل، قبل انطلاق العملية العسكرية المرتقبة لاستعادة المدينة من سيطرة تنظيم «داعش».

وصرحت قيادة العمليات المشتركة أن «طائرات القوة الجوية العراقية ألقت عشرات آلاف من الصحف والمجلات على مركز مدينة الموصل، تحمل أخبارا مهمة وإحاطتهم بالمستجدات والحقائق والانتصارات».

وتضمنت تعليمات السلامة في المنشورات، دعوات سكان الموصل إلى وضع أشرطة لاصقة على زجاج النوافذ لمنع تحطمها خلال القصف، والابتعاد عن مواقع الضربات الجوية لمدة ساعة، وعدم استقلال السيارات إذا أمكن ذلك.

كما تضمنت رسالة طمأنة للسكان بأن وحدات الجيش والقصف الجوي «سوف لن يستهدف المدنيين»، ودعوات «بالبقاء في المنازل وعدم تصديق إشاعات داعش».

وجاء في منشورات الجيش: «تجب المحافظة على الهدوء وإقناع الأطفال أن الأمر مجرد لعبة أو صوت الرعد قبل سقوط الأمطار». و«يجب على النساء عدم الصراخ للحفاظ على نفسيات الأطفال».. «إذا شاهدت أي قوة عسكرية لا تقترب منها أكثر من مسافة 25 مترا ولا تقم بأي حركة سريعة أو مفاجئة».


 تفجير انتحاري 


على صعيد آخر، أعلنت قيادة عمليات بغداد، امس، عن تصديها للانتحاري الذي استهدف موكباً حسينياً أسفل جسر الجادرية وسط العاصمة، فيما أكدت أن حصيلة الشهداء والمصابين بلغ ستة أشخاص فقط.

وقالت القيادة في بيان إن  الانتحاري الذي استهدف موكباً حسينياً قرب مطعم وحدائق أغصان الزيتون أسفل جسر الجادرية وسط بغداد، تم التصدي له من قبل القوات الامنية المتواجدة هناك. وأضافت، أن «الانتحاري قام على الفور بتفجير نفسه ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة»، مشيرة إلى «أنه تم نقل الجرحى الى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثتي القتيلين الى دائرة الطب العدلي».

وأفاد مصدر في الشرطة العراقية، اليوم الأحد، بأن تفجيراً انتحارياً بحزام ناسف استهدف موكباً حسينياً أسفل جسر الجادرية وسط بغداد، فيما أشار إلى أن سيارات الشرطة هرعت إلى المكان، وفرضت اجراءات مشددة في المنطقة.


 بوتين: على واشنطن وباريس التحرك بحذر في الموصل 


وفي المواقف، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وفرنسا إلى أن تكون تحركاتهم في الموصل حذرة للغاية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال بوتين امس «نأمل من شركائنا الأميركيين، في هذه الحالة، ومن الشركاء الفرنسيين، أن يتحركوا بشكل انتقائي، وأن يبذلوا كل شيء من أجل تقليل، والأفضل منع وقوع ضحايا في صفوف المدنيين». وأضاف «نحن بالتأكيد لا ننوي إثارة هستيريا حول هذه القضية، كما يفعل شركاؤنا في الغرب، لأننا ندرك أن مكافحة الإرهاب أمر ضروري، وليس هناك سبيل آخر، باستثناء المكافحة الفعلية».

وأكد الرئيس الروسي أن هناك تشابها بين عمليات روسيا في حلب، حيث تحاول القوات الروسية منع وقوع كارثة إنسانية، الأمر الذي ينتقده الغرب، وما يحدث في الموصل. وشدد على أن «وجه الشبه واضح»، متابعا «بالطبع، نحن الآن قادرون على مخاطبة شركائنا (الغربيين) في الموصل، بأن هناك أيضا العديد من المدنيين يعيشون، وهم بمئات الآلاف، وأن استخدام الطيران المدفعية امر خطير جدا لجهة احتمال سقوط ضحايا».


 ايران: نقف الى جانب العراق 


وجددت وزارة الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها بهرام قاسمي التاكيد على ضرورة التعاون المشترك لمكافحة الارهاب والجماعات التكفيرية والمسؤولية الدولية لدعم العراق حكومة وشعبا بصورة فاعلة.

واكد أن إيران ستقف إلى جانب العراق حكومة وشعباً حتى إلحاق الهزيمة الكاملة بالارهابيين وتأمل بأن يتم القضاء على هذه الظاهرة البغيضة من المنطقه في ظل وحدة كافة شرائح الشعب العراقي وانسجامهم والدول الأخرى في المنطقة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024