ادى مرور اعصار «ماثيو» خلال الاسبوع المنصرم في اجواء هايتي وجنوب شرقي الولايات المتحدة الاميركية الى مقتل نحو 1000 شخص. وحتى مساء امس افادت ارقام منظمات الإغاثة ووسائل اعلام بأن عدد ضحايا الإعصار الذي دمر 90 في المئة من منازل جنوب هايتي تقدر بأكثر من 900 قتيل ولا تزال هناك مناطق تعذر وصول الإغاثة اليها، مما يعني ان عدد القتلى الهاييتين مرجح للارتفاع خلال الايام المقبلة. اما في الولايات المتحدة وبحسب احداثيات نشرتها شبكة «سي ان ان» فإن عدد القتلى الاميركيين بلغ حتى مساء امس 15 شخصا على الأقل.

وابتداء من بعد ظهر امس بالتوقيت الاميركي تحول «ماثيو» الذي تضاءلت قوته في الساعات ال24 الماضية من اعصار الى مجرد عاصفة موسمية قوية، فكانت بذلك ولاية نورث كارولاينا الاميركية آخر المحطات التي شعرت بغضبه. ورغم هذا التحول، حذرت خبيرة الارصاد الجوية الاميركية آليسون تشينشار من ان تغير التسمية من اعصار الى عاصفة لا يعني ان ماثيو انهى مرحلة الخطر، واشارت الى ان قوة الرياح لا تزال نحو 120 كيلومترا في الساعة، وهذا يعني ان مرحلة الخطر لا تزال مستمرة.

وكان ماثيو انطلق من مياه الكاريبي في 29 ايلول الفائت واتجه نحو الشمال محدثاً اضراراً في بعض مناطق كولومبيا والباهاماس والدومينيكان وكوبا وجامايكا، لكنه بلغ ذروته لدى وصوله منتصف الاسبوع المنصرم الى هايتي التي عاشت ساعات عصيبة في عين الإعصار.

وادى الاعصار خلال مروره في الولايات الاميركية الجنوبية الشرقية الى قطع التيار الكهربائي وبعض انواع الاتصالات في ولايات فلوريدا وجورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا، واحدث فيضانات عجزت السدود عن الوقوف في وجهها، وانتشرت فرق الإغاثة في شتى مناطق الولايات الأربع، اذ ان الاميركيين كانوا يترقبون بحذر وصول الاعصار الضخم اليهم. وبذلت السلطات المحلية ما في وسعها لتقليص عدد الضحايا، لكن طبعا ليس باستطاعتها تفادي الاضرار المادية التي يلحقها غصب الطبيعة بالبنى التحتية والممتلكات.

وبحسب الارقام التي تداولتها وسائل الإعلام الاميركية مساء امس، تأكد سقوط 15 قتيلاً اميركياً بفعل الإعصار: 7 منهم في نورث كارولاينا، 4 في فلوريدا، 3 في جورجيا وقتيل واحد في ساوث كارولاينا.

وتتكثف الآن الحملات الانسانية لإنقاذ المتصررين في هايتي التي غالباً ما تنكبها الكوارث الطبيعية. فقد خلّف ماثيو هناك ما لا يقل عن 350 الف مشرد بلا مأوى وبحاجة ماسة للمساعدة. وتجدر الاشارة الى ان الاعصار عندما ضرب هايتي كانت سرعة رياحه المصحوبة بالامطار الغزيرة نحو 230 كيلومتراً في الساعة اي تقريباً ضعف السرعة التي يضرب فيها حالياً الولايات الاميركية.