استشهد امس الشاب الفلسطيني مصباح أبو صبيح (39 عاماً) برصاص شرطة الاحتلال، فيما قتل شرطي اسرائيلي وامرأة وأصيب 6 آخرون بجروح مختلفة من بينهم فلسطيني من مدينة الخليل، في عملية إطلاق نار نفذها ابو صبيح في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة.


وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن منفذ العملية هو مصباح ابو صبيح، وهو من سكان بلدة سلوان جنوب القدس، وقد اطلق النار تجاه مجموعة من الإسرائيليين قرب مقر قيادة الشرطة في حي الشيخ جراح، ومن ثم أطلق النار باتجاه سيارة كانت متوقفة بجانبه كان في داخلها إسرائيليون، ثم توجه إلى منطقة أُخرى في الشيخ جراح، كما أطلق النار على أفراد شرطة كانوا على متن دراجة نارية، قاموا بمطاردته وقتله. 


وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان منفذ العملية كان يستقل سيارة من مفرق التلة الفرنسية وتوجه الى محطة القطار الخفيف الواقعة قبالة المقر العام للشرطة، ومن ثم بدأ بإطلاق النار على اشخاص كانوا يقفون في المحطة ما ادى الى اصابة امرأة، ثم واصل سيره بسرعة فائقة وأطلق النار على امرأة اخرى كانت داخل سيارتها، ولدى وصوله الى حي الشيخ جراح اوقف سيارته الى جانب الطريق وأطلق النار على افراد من وحدة شرطية خاصة كانوا يركبون دراجات نارية. 


وعندها رصد مقاتلون من حرس الحدود منفذ العملية، وأطلقوا النار عليه فأردوه قتيلاً. 


وقتل كل من الشرطي يوسف كيرما (29 عاما) وليفانا مليحي وهي متقاعدة تبلغ من العمر 60 عاما.


وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة «بالشرطة التي قامت بتصفية منفذ العملية«.


وأمرت الشرطة الإسرائيلية بحظر نشر تفاصيل العملية، وقالت في بيان صدر عنها: «صدر أمر بالحظر على تفاصيل عملية القدس التي أدت إلى إصابة عدد من الإسرائيليين». وأضاف البيان: «كما يشمل الحظر نشر صور عن العملية«.


وأصدرت حركة «حماس» بياناً كشفت فيه عن أن ابو صبيح ينتمي اليها «وهو أحد ابنائها المجاهدين«.


وجاء في البيان: «تزف حركة «حماس» في الضفة الغربية ابنها الشهيد المجاهد مصباح أبو صبيح «أبو عز الدين»، منفذ عملية إطلاق النار البطولية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة صباح الأحد«.


وأكدت الحركة أن قوات الاحتلال شددت من ملاحقتها للشهيد أبو صبيح خلال الأسبوعين الماضيين باعتقاله وتوقيفه 5 مرات متتالية، حيث أفرج عنه اخيراً بشرط الإبعاد عن شرق القدس لمدة شهر، وقبلها تسلّم قرارًا بالمنع من السفر لنهاية العام الجاري، وكذلك بمنعه من دخول المسجد الأقصى 6 أشهر.


وأشارت الحركة إلى أن قوات الاحتلال كانت تنتظر من أبو صبيح أن يسلّم نفسه لاعتقاله 4 أشهر إدارية بعد صدور قرار اسرائيلي بذلك «بتهمة ضرب شرطي اسرائيلي في منطقة «باب حطة» عام 2013.


وشددت حماس على «أن انتفاضة القدس ماضية، ولن يتمكن أحد من إيقافها، وأن هذه العملية حققت عنصر المفاجأة للعدو، وتحدياً للإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الاحتلال بحجة الأعياد اليهودية«.


واكد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان العملية تأتي «تأكيدا على استمرارية الانتفاضة»، مؤكدا ان «كل محاولات الاحتلال لكسرها وتصفيتها لن يكتب لها النجاح».


وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن «المقاومة بكل أشكالها حق من حقوق الشعب الفلسطيني تستمد جذوتها من دماء مفجري انتفاضة القدس»، مضيفاً: «ولن نتنازل عن المقاومة، طالما أن الاحتلال موجود فالمقاومة ستبقى مستمرة«.


ودان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف اطلاق النار وقال «لا شيء يبرر مثل هذه الهجمات». واضاف في بيان «من المستنكر وغير المقبول ان تمجد «حماس» وغيرها مثل هذه الاعمال التي تقوض احتمال التوصل الى مستقبل سلمي للفلسطينيين والاسرائيليين«. 


كما دان نائب المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر الهجوم وقال «لا يوجد اي مبرر مطلقا لقتل الابرياء(..) كما ندين التصريحات التي تمجد هذا الهجوم البغيض والجبان».


كما دانت فرنسا الهجوم وقالت انها تعارض «اي شكل من اشكال الارهاب».


وكان آخر ما كتبه أبو صبيح على صفحته في موقع «الفيسبوك» صباحا: «كم اشتاق لعشقي لحبي، كم اشتاق وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه وأقبله وأسجد على ثراه المسجد الاقصى. اقبل ترابك، القدس، وأصلي فيك ولكن هو الظلم وهم الظالمون لن اشتاق لأحد كاشتياقي إليك، لن أحب أحد كحبي إياك رغم سجونهم حقدهم جبروتهم طغيانهم حبي لك يزداد، قالوا: 4 اشهر سجن لحبي إياك، قلت: والله قليل فعمري وحياتي وكل مالي فداه ان لم أستطع الوصول إليك بجسدي فروحي وقلبي وعيوني ما فارقتك وما تركتك وما نسيتك الحب الأكبر والعشق الأبدي حتى الممات.. الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا«.


واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة تحت حماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال.


وأفاد شهود عيان أن القوات الخاصة انتشرت في باحات الأقصى، وقامت بفتح باب المغاربة أمام المستوطنين، الذين قاموا بأداء طقوس تلمودية في المكان.


وذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية، أن مستوطناً أصيب بجروح ما بين الطفيفة ومتوسطة من جراء إلقاء زجاجة حارقة تجاه سيارته قرب تقاطع عصيون.


وحسب ذات المصادر، فإن السيارة احترقت جراء إلقاء الزجاجة الحارقة على بعد 200 متر من جنوب تقاطع عصيون بالقرب من مستوطنة إفرات جنوب بيت لحم، مشيرةً إلى أن طواقم الإطفاء سيطرت على الحريق.


الى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي 34 منشأة بين مساكن وبركسات وحظائر أغنام ومنشآت زراعية في منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية.


وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، معتز بشارات إن «أربع جرافات يرافقها جيش الاحتلال هدمت 34 منشأة تعود لتسع عائلات في المنطقة، كما دمرت عددا من الخلايا الشمسية الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية للمواطنين تدميراً كاملاً«.


وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طاولت 10 فلسطينيين في انحاء الضفة الغربية بتهمة مقاومة الاحتلال .




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024