روسيا : التفكير في استهداف

المطارات العسكريّة لعبة خطرة



واصل الجيش السوري تقدمه وسط وشمال مدينة حلب، حيث تمكن من السيطرة على منطقة العويجة شمال المدينة. وترافقت المعارك مع قصف جوي على الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري سيطرة الجيش على منطقة العويجة.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن المعارك «تدور على ثلاثة محاور أساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة والذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية».
واشار عبد الرحمن الى «تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحور الشمالي بسيطرتهم السبت على ضاحية العويجة التي فيها منازل مدنيين ومعامل»، لافتاً الى ان ذلك «يتيح لها التقدم اكثر في شمال المدينة».

ـ مجلس الأمن ـ

على صعيد، فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروعي قرار أحدهما فرنسي والآخر روسي، يدعوان إلى هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا.
واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الفرنسي الذي طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، فيما لم يتمكن مشروع القرار الروسي من الحصول على موافقة تسعة أعضاء في مجلس الأمن، وهو الحد الأدنى اللازم لإقراره.
وحصل المشروع الروسي على موافقة أربعة أصوات فقط، ولهذا لم تكن هناك حاجة إلى استخدام حق النقض لعرقلته.
وحصلت روسيا على دعم الصين وفنزويلا ومصر لمشروع قرارها. وامتنعت أنغولا وأوروغواي عن التصويت، بينما صوت الأعضاء التسعة الباقون ضده.
اشارة الى ان هذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض ضد قرار أممي بشأن سوريا أثناء الحرب التي مضى عليها أكثر من خمسة أعوام.
بينما حصل المشروع الفرنسي في مجلس الأمن على موافقة 11 صوتا، بينما امتنعت الصين وأنغولا عن التصويت. وانضمت فنزويلا إلى روسيا في التصويت ضده.
وأعرب مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، عن أسف دمشق لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع القرار الروسي، مشيرا إلى ان إفشال مشروع هذا القرار يؤكد من جديد غياب الإرادة السياسية لدى معرقلي هذا الموضوع في مكافحة الإرهاب.
وفي الكلمة التي ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن للتصويت اعتبر الجعفري ان عملية فصل «الإرهابي» عن «المعتدل» عملية معقدة تشبه فصل ذرات اليورانيوم المشعة عن ذرات اليورانيوم غير المشعة إن وجدت.
ورأى المندوب السوري أن وزير الخارجية الفرنسي مارس في بيانه سياسة الوصاية على الشعب السوري، لافتًا إلى أن على الساسة الفرنسيين الشعور بالخجل لما فعلوه في ليبيا والشعب الليبي، واعتبر أن المذبحة التي تحدث في سورية اليوم سببها إرهابيون مرتزقة أجانب تتلاعب بهم استخبارات غربية متخصصة، وأن هؤلاء الإرهابيين يتلاعب بهم أيضاً المال السعودي والدعم التركي وغيرهما.
وتابع مندوب سوريا في مجلس الأمن «كنا نتمنى بدلا من تقديم مشروع قرار لفرض حظر جوي على جزء من سماء سورية أن تفرض فرنسا حظراً على الدعم الذي تقدمه للإرهابيين في سورية»، مشيراً إلى ان الارهابيين حولوا أهم وأكبر مشفى في شرق حلب إلى أكبر مقر لعملياتهم الإرهابية.
ولفت إلى أن طيران تحالف واشنطن يدرب الارهابيين ويمولهم ويسلحهم، ويقول ان ذلك مجرد اخطاء ثم يعود لتكرار الاخطاء.

ـ لافروف: الادارة الاميركية لا تملك استراتيجية شاملة ـ

على صعيد آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التفكير في ضرب المطارات العسكرية السورية «ألعاب خطرة» في ظل وجود أنظمة دفاع جوي روسية هناك، وأضاف لافروف في حديث للقناة الأولى الروسية امس، إن هنالك تسريبات مفادها أنه يمكن استعمال صواريخ مجنحة لضرب المطارات العسكرية السورية لمنع إقلاع الطائرات السورية منها، مشيرا إلى أن رئاسة الأركان الروسية قد تفاعلت مع هذه التسريبات.
واعتبر وزير الخارجية الروسي ذلك «لعبة خطرة» بما أن روسيا موجودة في سوريا بطلب من الحكومة الشرعية ولها قاعدتان في هذا البلد، واحدة حربية جوية في حميميم، والأخرى نقطة إمداد بالمواد والتقنيات في طرطوس، حيث توجد منظومة دفاع جوي لحماية منشآتنا».
وقال لافروف نحن ندرك جيدا أن العسكريين الأميركيين يفهمون ذلك، وأنه يجب التعقل وعدم الاحتكام إلى العواطف وشرارات الغضب الآنية»، واشار الى أن موسكو ترى أن الإدارة الأميركية لا تملك استراتيجية شاملة في تعاطيها مع الملف السوري، وأوضح أنه توجد مواقف مختلفة داخل الإدارة الأميركية، وهناك مجموعات مختلفة، بينهم من يُغلب الدبلوماسية في التعامل في الملف السوري، وآخرون يرغبون في ترك استخدام القوة خيارا قائما.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة لا تقوم بخطوات جدية بخصوص تنظيم «جبهة النصرة». وأوضح أن تنظيم داعش بدأ يتلقى ضربات جدية فقط بعد تدخل سلاح الجو الروسي بدعوة من الحكومة السورية.

ـ نواب بريطانيون يطالبون بعقد جلسة طارئة ـ 

هذا ودعا جون وودكوك، العضو في مجلس العموم البريطاني، إلى عقد جلسة برلمانية طارئة بهدف وضع حد للعنف في سوريا، مصحباً هذه الدعوة باتهامات لدمشق وموسكو.
وحث وودكوك، وهو يتولى منصب سكرتير «مجموعة أصدقاء سوريا» في البرلمان البريطاني، حث رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على عقد جلسة طارئة للبرلمان أثناء عطلته.
وأكد النائب، الذي عقد قبل أسبوع اجتماعا في اسطنبول مع قيادة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أن المعارضين السوريين يشعرون بأن العالم تركهم، وهم يطالبون بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ببذل المزيد من الجهود في سبيل إخراج الأزمة السورية من الطريق المسدود.
ووجه وودكوك اتهامات شديدة اللهجة بـ «القتل الممنهج للمدنيين» إلى حكومتي دمشق وموسكو، مشددا على أن روسيا، الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ترتكب يوميا «جرائم حرب»، حسب ادعائه.
وهدد البرلماني بتسديد سلاح الجو البريطاني ضربات إلى القواعد العسكرية التابعة للقوات «الموالية للرئيس الأسد»، ردا على اختراق الطيران السوري لمنطقة حظر جوي فوق حلب، يمكن إقامتها. وقال وودكوك: «إن مقترح إقامة منطقة حظر جوي سيوضح لروسيا وسوريا بأننا سنرد على كل مرة ترمون فيها البراميل المتفجرة على المدنيين بقصف الأهداف التابعة النظام... قوتنا النارية تتجاوز ما لديكم... ستعقد هناك جلسة طارئة بهدف إقناع الحكومة (البريطانية) باتخاذ الخطوات».

ـ نائب وزير الخارجية التشيكي يزور سوريا ـ

وأكد نائب وزير الخارجية التشيكي مارتن تلابا أهمية إيجاد حل للأزمة في سورية مشيراً إلى أن بلاده تسعى على مستوى الساحة الاوروبية من أجل تحسين الظروف لمساعدة الشعب السوري. وقال تلابا في تصريح للصحفيين عقب وصوله إلى مطار دمشق الدولي امس: «نأمل أن نستطيع أن نساهم في حل سريع للأزمة في سورية فقد وصلنا كأصدقاء لسورية حيث يجب التعبير عن الصداقة في الأوقات الحرجة».
وأعرب نائب وزير الخارجية التشيكي عن سعادته بزيارة سورية مضيفاً : «إننا ننقل مساعدات إنسانية من الشعب التشيكي إلى الشعب السوري وسنجري محادثات مع عدد من المسؤولين» مبيناً أن الزيارة هي استكمال للمحادثات التي أجراها وزيرا الخارجية السوري والتشيكي في نيويورك نهاية الشهر الماضي.

ـ الجيش التركي: مقتل 38 من «داعش» ـ

قال الجيش التركي امس إن 38 من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في اشتباكات وضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فيما يعد تصعيدا للعنف في المنطقة التي تقاتل فيها قوات المعارضة المدعومة من تركيا متشددين إسلاميين.
وأضاف الجيش في بيان أن 14 من المتشددين قتلوا بينما كانوا يحاولون دخول قريتي أخترين وتركمان بارح الواقعتين على بعد ثلاثة كيلومترات شرق دابق والخاضعتين لسيطرة مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا.
وذكر البيان الذي يصدر عن الجيش التركي يوميا عن العملية التي أطلق عليها اسم «درع الفرات» أن سبعة عشر آخرين من المتشددين قتلوا في ضربات جوية شنتها طائرات التحالف في المناطق نفسها، واشار الى إن طائرات مقاتلة تركية شنت غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا صباح امس قتل فيها سبعة من المتشددين وتم تدمير خمسة مبان كانوا يستخدمونها، واكد أن اثنين من مقاتلي المعارضة السورية قتلا وأصيب 19 آخرين في أحدث معارك ضد الدولة الإسلامية. واستهدفت العملية أيضا مسلحين أكرادا تعتبر تركيا أن وجودهم على حدودها يشكل تهديدا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024