منذ 7 سنوات | لبنان / الديار

خطاب الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام لحزب الله، مؤشر كاف يدل الى قرب انضاج لقاء يجمع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون برعاية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لحلحلة الامور المعقدة حول الملف الرئاسي وتسهيل وصول رئيس الى قصر بعبدا. كما ان المساعي التي يقوم بها مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم لا تزال سارية المفعول وقد اعطت نتائج ايجابية على الصعيد الرئاسي خصوصا انها ضخت نمطاً جديداً في العلاقة بين عون وبري وفي مقاربة الملف الرئاسي.

وتقول المعلومات ان حزب الله ليس في نيته الصدام مع بري لاي سبب كان، لكنه ليس في نيته مساعدته على «الانتحار السياسي» بعد ان فقدت معركة «السلة» كل مقومات النجاح، هذا يمكن، لما حصل من تطورات، ان يفتح الباب امام حوار عقلاني تقع مسؤوليته على العماد عون ليبادر باتجاه الرئيس بري الذي بات يتصرّف «بواقعية» ستؤدي حكماً الى تسوية.

انما في الوقت ذاته، ما زال احتمال تصعيد الخلاف بين الرئيس بري والقوى المسيحية واقعاً، ذلك ان بري يصر على اقامة جلسات تشريعية دون ان يكون قانون الانتخاب بنداً على جدول اعمال هذه الجلسات. فالجدير بالذكر ان العمل التشريعي يلحظ قانون الانتخاب والمسيحيين يعطون الاولوية لمناقشة مشاريع قانون انتخاب، خصوصاً ان التيار العوني يشدد على اعتماد القانون الارثوذكسي للانتخابات على اساس انه الاكثر انصافا في تمثيل اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا في المجلس النيابي.

وهذا الخلاف حول قانون الانتخاب قد يتحول الى عقبة في تسيير الامور والى تصاعد التوتر بين الاطراف المسيحية وبين الرئيس بري، لا سيما ان القوى المسيحية، وعلى رأسهم التيار العوني بقيادة العماد ميشال عون، كان قد بعث بإشارات ايجابية تخفف حدة الخلاف مع بري عبر توقيع نوابه على التمديد لمواقع القادة الامنيين الشيعة والدروز من بينهم وليد سليمان.

وهنا يعتبر العونيون ان مرونتهم في التعامل مع شركائهم في الوطن، وتحديدا مع بري، بقيت احادية الجانب اذ لم يقم الطرف الآخر بأي خطوة ايجابية تجاهنا وتجاه المسيحيين عموما. اضف الى ذلك، ان الرئيس بري يمعن في الدعوة الى جلسة تشريعية دون ان يلحظ قانون الانتخاب ودون تجسيده بشكل واقعي، وهذا الامر يثير غضب القوى المسيحية. 

وفي هذا المجال، صرح النائب الان عون ان الكتلة ستدرس ما قدمه بري، مجددا تأكيده على ان النواب العونيين سيقاطعون الجلسة طالما لم يطرح قانون الانتخاب بندا في الجلسة.


ـ انتخابات الرئاسة ـ


وتساءلت اوساط سياسية متابعة انه اذا اجهضت اللحظة الانتخابية واذا كان الحريري يسعى الى اعلان ترشيح متكامل ام متجزأ على عدة مراحل الى ان تنضج الامور؟ وهل لا تزال لبننة الاستحقاق قائمة ام انها ابطلت نتيجة تداعيات الاقليم الملتهب ابرزها الصراع السوري والصراع الايراني-السعودي ومؤخرا الخلاف الاميركي - الروسي؟ هل يمكن تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في ظل هذه الصراعات المتراكمة او اننا بدأنا نفقد فرصة انتخاب رئيس، الامر الذي سينعكس سلبا على لبنان وسيؤدي الى تصادم داخلي، وبعد ذلك يبدأ ترتيب الداخل اللبناني بعد اعادة ترتيب النظام اللبناني وما تمت تسميته بالمؤتمر التأسيسي؟

وعلى هذا الاساس، قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ«الديار» ان الرئيس سعد الحريري قام بجولات على القوى المسيحية لرأب الصدع ولايجاد حل ومخرج من الشغور الرئاسي، والان سيقوم بجولات خارجية، فلماذا لا يقوم بزيارة الجمهورية الاسلامية طالما ان لها تأثيراً كبيراً في الساحة اللبنانية؟

بيد ان اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، لم يأت بنتائج ايجابية ولم يوضح الامور، اذ قال سلمان للحريري «افعلوا ما بوسعكم وتحملوا قراراتكم». وهذا يدل على ان السعوديين غير موافقين على المبادرة التي اطلقها الحريري وان انتخاب رئيس للجمهورية ما زال مسألة صعبة.

وعما قيل عن وجود اتفاق بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري حول تسوية الازمة الرئاسية تسأل الاوساط «على ماذا اتفقوا؟ وهل تم الاتفاق شكلا ومضمونا؟ وهل هناك اتفاق يلحظ موقف الحريري وعون حول الازمة السورية وسلاح حزب الله؟ وهل سينجح هذا الاتفاق اذا لم يأخذ بعين الاعتبار شجون الاطراف الاخرى؟

وهنا تؤكد مصادر في 8 آذار انها طالما رفضت ما حكيَ عن تسوية باريسية بين النائب سليمان فرنجية والحريري بسقف اقل مما يتمّ تداوله اليوم، فلماذا علينا السير باتفاق عون ـ الحريري اذا ما صدقت التسريبات.

وأكدت المصادر ان استراتيجية حزب الله في التعاطي مع الملف الرئاسي واضحة وعلى قاعدة لا تقبل اي التباس «لن نخوض معركة سياسية بالنيابة عن احد، لن نعرقل وسنساعد، ولكن وفق طريق لا يمكن لاحد فرضها علينا». وشددت على ان فضيلة الصمت التي اعتمدها حزب الله جنبته الكثير من مطبّات الحلفاء والخصوم معاً.

وتقول المعلومات ان هناك من نصح الحريري باستغلال انشغال السعودية بورطتها المستجدة في اليمن بعد الجريمة التي ارتكبها طيرانها والمضي قدماً في خطوته الرئاسية وإلا فالندم بعدها لن ينفعه.


ـ بري: فعلت ما بوسعي اما هم فلم يفعلوا شيئا ـ


على صعيد آخر، يترأس الرئيس نبيه بري اليوم هيئة مكتب مجلس النواب تحضيرا لجلسة انتخاب اللجان التي ستعقد في يوم 18 من الشهر الجاري مع بدء العقد العادي للمجلس. اضف الى ذلك، سيناقش اليوم جدول اعمال الجلسة التشريعية التي ينوي الرئيس بري الدعوة لها. وهنا تجدر الاشارة الى وجود 3 ملايين اقتراح ومشروع قانون جاهزة لطرحها على الهيئة العامة غير ان بري اكد امام زواره انه سيحصل «غربلة» لاختيار «مشاريع الضرورة» اولا نظرا للحالة الصعبة التي تمر بها البلاد، ولا يوجد قانون انتخاب جاهز امام الهيئة العامة، رغم ان الاطراف المعنية قد طرحت 17 قانون انتخاب، غير انها لا تزال في اللجان. وهنا قال بري امام زواره «لو كان في قانون واحد جاهز فاهلا وسهلا... وساعتها بعمل اكثر من جلسة».

وحول الملف الرئاسي، قال بري لزواره «لقد فعلت ما بوسعي الا انهم لم يفعلوا شيئاً، رافضا اتهامه بعرقلة مسار انتخاب رئيس للجمهورية. وفي السياق ذاته، وصف بري العلاقة مع بكركي بأنها علاقة ايجابية وقد زالت الغيوم السوداء بيننا. ولفت الى ان البعض حاول ويحاول ان يحدث شرخا بينه وبين المسيحيين، ولكنهم فشلوا ولن ينجحوا بأي شكل من الاشكال. واضاف بري: «وصلوا بهذه اللعبة الى حد السكين لكنهم يدركون كيف احب هذه اللعبة واجيدها والان ارتدت عليهم».

اما عن امكانية احداث خلاف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، فاعتبر بري ان ذلك لا يستحق الرد مشيرا الى ان هذه المحاولات باءت بالفشل  معلقا بسخرية على ذلك: «لقد جربوا وفشلوا... خليهم يجربوا».

والى جانب ذلك، نقل الزوار عنه قول «يتهموننا بالتعطيل فيما الجميع يعرف ان كتلتي نزلت وشاركت في جلسات المجلس النيابي اكثر من غيرها وسنبقى نشارك وننزل الى البرلمان «مضيفا» خلي يلي مش عم بينزلوا... ينزلوا ويطلعوا».


ـ الراعي يجدّد «هجومه» ـ


وفي نطاق متصل، اعتبرت مصادر مسيحية ان عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد (امس) في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي لم تضف شيئا جديدا لان الراعي لا يزال ثابتاً في موقفه ولا يزال يرفض أي سلة تضع شروطا مسبقة على رئيس الجمهورية كما انه يحرص دوما على التمييز بين «السلة» وبين الدستور مشددا على احترام الميثاقية. واشارت المصادر الى ان موقف الراعي يصب في خانة التشجيع والتفريع للانتخابات اذ يشدد الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على عدم الاتيان برئيس للجمهورية مريض الجناح مستولدا في كنف الاخرين. ويريد الراعي الا تبقى حقوق المسيحيين مهدورة في لبنان معتبرا انه «طفح الكيل» في التلاعب بالمسيحيين.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024