اشتدت المعارك العنيفة والغارات الكثيفة المرافقة لها امس في مدينة حلب السورية غداة فشل مجلس الامن الدولي في التوصل الى قرار ينهي معاناة سكان المدينة المحاصرة.

 واستخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو الى وقف عمليات القصف في حلب، ما حال دون تبنيه في المجلس الذي رفض بدوره مشروع قرار قدمته موسكو. 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المعارك في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب تركزت امس على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها. 

واوضح عبد الرحمن ان «الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة». 

 ونقلت صحيفة «الوطن»، المقربة من النظام، عن مصدر ميداني ان الجيش السوري وبعد تقدمه في شمال المدينة وسيطرته على دوار الجندول بات يطل على «احياء عدة واصبح يشرف نارياً على احياء الإنذارات وعين التل والهلك».

مجلس الأمن 

وتشكل المدينة محور الجهود الدبلوماسية حول سوريا، الا ان اجتماعا لمجلس الامن الدولي السبت ابرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية حول سوريا ومدينة حلب تحديدا. 

واستخدمت روسيا، الداعم الرئيسي لدمشق، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا يدعو الى وقف اطلاق النار في حلب ووقف فوري للقصف الجوي على المدينة. 

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حذر قبل الجلسة من ان اي دولة تستخدم حق النقض ضد المشروع الفرنسي «ستخسر مصداقيتها امام العالم».

 وهذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها روسيا حق النقض في الأمم المتحدة ضد مشاريع قرارات تتعلق بالنزاع السوري.

 وبعيد ذلك، طرحت روسيا للتصويت مشروع قرار آخر يدعو الى وقف الاعمال القتالية في شكل اكثر شمولا، وخصوصا في حلب، ولكن دون ذكر للغارات.

الا ان تسعة أعضاء من أصل ١٥ صوتوا ضد مشروع القرار الروسي، بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. 

واعتبر سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين التصويت على القرارين من «اغرب» ما حصل في مجلس الامن كون جميع اعضائه كانوا على دراية بانهما لن يمرا.

 وقال «مضيعة الوقت هذه غير مقبولة»، لكنه شدد على ان الجهود الديبلوماسية لم تنته بل ان ما حصل «هو نهاية اجتماع غريب جدا لمجلس الامن». 

ووصف سفير بريطانيا بدوره ما حصل بانه «يوم سيىء لروسيا ولكنه اسوأ لسكان حلب».  

في هذا الوقت استمرت الحرب الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات تهدد الأمن القومي الروسي، مؤكدا أن بلاده قادرة على حماية مصالحها في سوريا، إذا ما تعرضت القواعد الجوية السورية للقصف والتدمير.

وقال لافروف «شهدنا تغيرا جوهريا في الأوضاع عندما يتعلق الأمر بهوس الخوف من روسيا والذي يكمن الآن في لب السياسة الأميركية تجاه روسيا».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024