منذ 6 سنوات | حول العالم / الوطن

عندما نفكر في الألعاب الأولمبية، يتبادر إلى الذهن العديد من الأشياء، مراسم الافتتاح، الرياضيين المتنافسين من جميع أنحاء العالم، ذروة المسابقات والدموع تسقط على منصة الجوائز، ومع ذلك، هناك بند بسيط ربما يكون رمزي أكثر من أي شيء آخر، إنه الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.

أصبح الفائز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية يعتبر صاحب خبرة في الرياضة الخاصة به، وطبيعي لتصبح بطل أوليمبي أن تجعل هذه الميداليات جزء لا يتجزأ من المنافسة، وتظهر الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في العديد من الرياضات والمسابقات المختلفة في العصر الحديث، حسب موقع " scienceabc".

ولكن من أين بدأ هذا التقليد؟، ولماذا تعلق ميدالية من المعدن حول رقبة الشخص للاحتفال بإنجازه التاريخي؟.. الميداليات لم تكن دائما من الذهب والفضة والبرونز، ويعتقد أن الاستخدام الحديث لهذه المعادن الثمينة مستمد من مختلف العصور الأسطورية، ويرجع ذلك أيضا إلى تكوين المعادن وندرتها.

يعرف معظم الناس أن المسابقات الأولمبية تعود إلى اليونان القديمة، منذ أكثر من 2700 سنة، حيث يتجمع أكبر الرياضيين لبطولة رياضية موسعة كل 4 سنوات في أولمبيا، الوادي الشهير الموجود بالقرب من مدينة "إليس" القديمة، كانت هناك بالتأكيد جوائز للمنتصرين في هذه الألعاب القديمة، ولكن الجائزة الكبرى لم تكن ميدالية ذهبية، بل كان يحصل الفائز على اكليلا من الزيتون وميدالية فضية، والباقي يحصلوا على اكليل من الغار وميدالية برونزية، وكانت الأكاليل تعتبر تكريما من "زيوس" كبير الآلهة عن قدماء اليونان.

ولكن بعد 25 قرنا وبالتحديد منذ عام 1896، أعيد إحياء تقليد دورة الالعاب الأولمبية في مدينة "أثينا" اليونانية، وخلال هذه المباريات الحديثة، كان يحصل الفائزون في كل مسابقة على الميداليات الفضية وأكاليل الزيتون، ويحصل المركز الثاني على الميداليات النحاسية، أما المركز الثالث يُمنح الميداليات البرونزية، وتحرك النظام ببطء إلى أن أصبح يتكون من 3 مراكز، كما هو اليوم.

واتخذت دورة الالعاب الأولمبية، عام 1900، في باريس، أسلوبا جديدا في ترتيب الجوائز، حيث حصل المنتصرون على الكؤوس، والجوائز، وقطع فنية قيمة لتكريمهم، ولا توجد قاعدة ثابتة في هذه المرحلة فيما يتعلق بالجوائز، وهي متروكة لحكم البلد المضيف.

وكان أول ظهور للميداليات الذهبية عندما عقدت الأولمبياد لأول مرة في الولايات المتحدة، عام 1904، بالقرب من مدينة "سانت لويس"، وفاز صاحب المركز الثاني بميدالية فضية، والمركز الثالث تلقى ميدالية برونزية، ومنذ ذلك الحين، كل دورة للألعاب الاولمبية تستخدم هذه التصنيفات الثلاث وجوائزها، ومع ذلك، دورة الالعاب الاولمبية ليست الحدث الرياضي الأول في العصر الحديث الذي استخدام هذه المعادن الثمينة للميداليات، ولكنها المثال الأكثر شهرة.

ودورة الالعاب الاولمبية الشتوية مختلفة قليلا، ولا تنظمها اللجنة الأولمبية الدولية بدقة من حيث معدن الميدالية، على مر التاريخ، وشملت الميداليات الأولمبية الشتوية المعادن غير الثمينة، مثل الزجاج، في حين أن الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية هي جوائز الألعاب الأوليمبية الصيفية، وهذا لا يفسر لماذا هذه المعادن هي المختارة كجوائز؟

 

هناك عدد من التفسيرات المحتملة حول سبب اختيار الذهب والفضة والبرونز كجوائز، ولكن أولا، من المهم تحديد ما هي هذه المعادن، البرونز هو عنصر ناتج من اختلاط النحاس مع كميات صغيرة من المعادن الأخرى، مثل القصدير، لذلك عندما ننظر إلى الجدول الدوري للعناصر ونبحث عن مواد تكوين الميداليات (النحاس، الفضة والذهب)، سنجدها عناصر نقية.

 

هذه العناصر الثلاث في نفس العمود في الجدول الدوري لتقسيم العناصر (1B)، والعناصر في نفس العمود من الجدول الدوري تكون خصائصها متشابهة، ويحتوي هذا العمود بعينه على خاصية مهمة جدا هو أن عناصره تبقى بشكل جيد لفترة طويلة، لذا هو جيد لو فكرت بتكوين جوائز منه في شكل نقي أو أصلي، وهذا يختلف عن العديد من المعادن الأخرى، والتي عادة ما تكون متاحة فقط في شكلها الأصلي بعد خضوعها لمختلف التفاعلات الكيميائية.

 

وبعبارة أخرى، يمكن ببساطة أن نجد هذه العناصر في الأرض في شكل نقي، أو في حالة الفضة والنحاس، في شكل كان مرتبطا بعلاقة ضعيفة مع الأكسجين أو الكبريت، البشر يستطيعون بسهولة إنتاج أشكال نقية من هذه المعادن، وأصبحت تستخدم على نطاق واسع لإيجاد الأدوات والعملة وتستخدم في الفنون وأشياء أخرى كثيرة، وهذه المعادن هي أيضا سهلة للتلاعب والتشكيل، ولها درجات انصهار منخفضة نسبيا، مما يجعلهم المرشحين المثاليين للجوائز الصغيرة.

 

وقيمة هذه المعادن جيدة بسبب ندرتها النسبية، وهذه المعادن موجودة على الأرض نتيجة لترسب المعادن أثناء إنشاء نظامنا الشمسي والكوكب، فالعناصر ذات الكثافة العالية هي أكثر ندرة، والشيء نفسه ينطبق على وجودها على الأرض، والنحاس الذي يتحول بسهولة للبرونز أكثر هذه المعادن الثلاث توفرا، والفضة أقل شيوعا، وهي في أسفل الجدول الدوري، والذهب هو أندرهم.

 

لذلك، عندما تفكر في اختيار ترتيب الميداليات، فهو على أساس ندرة تلك العناصر، في حين أن اختيارهم كمواد تصنع منها الميداليات يقوم على تكوينها وخصائصها العضوية المحددة، ويجب أن نعرف أن الميداليات الذهبية الأولمبية الحديثة هي في الواقع مصنوعة من الفضة في الغالب، ثم تطلى بالذهب فيشكل الذهب منها ما لا يزيد عن 1% من الحجم الإجمالي للميدالية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024