تحت عنوان "التهديدات الإسرائيلية لضرب لبنان كان المقصود منها إبعاد الحرب، لا إثارتها" كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل مؤكدا أن التهديدات هي لإرسال رسالة فقط ومشيرا الى ان الجانب اللبناني لا يحبذها بسبب إنشغاله بمناوراته السياسية للإنتخابات النيابية.

وقال المحلل ان المسؤولين الإسرائيليين قرعوا كل أجراس الإنذار هذا الأسبوع حول الخطر الذي تشكله خطط إيران في لبنان ولكن القصد منها هو السعي إلى إبعاد خطر الحرب.

وحسب المحلل فإن التحذيرات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الحرب افيغدور ليبرمان ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت ضد خطط ايران لإقامة مصانع أسلحة في لبنان كانت موجهة للصاغين في المنطقة في بيروت وطهران وموسكو.

وأشار المحلل الى انه يبدو ان الرسالة وصلت في آخر مرة أصدرت فيها إسرائيل مثل هذه التحذيرات في أيلول 2017 حيث أوقفت إيران وحزب الله المشروع، وقد استؤنفت هذه الجهود مؤخرا سواء بسبب أن الجهود الإيرانية المماثلة في سوريا واجهت المعارضة الروسية أو لأن طهران قد خلصت إلى أن إسرائيل غير قادرة على وقفها في لبنان.

وذكر المحلل ان حرب إسرائيل الكلامية بدأت بمقال نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال رونين مانيليس على مواقع باللغة العربية، وتبعتها على مدار ال 72 ساعة اللاحقة تهديدات صريحة من قبل نتنياهو وليبرمان وإيزنكوت، وخلال محادثات نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو كانت مسألة تدخل ايران في المنطقة وخاصة جهودها لإقامة مصانع أسلحة موضوعا رئيسيا للمناقشة.

وقال المحلل إن هجوم إسرائيل الدبلوماسي العلني أقل حسابا وتنسيقا مما قد يظهر للقارئ العادي أو المشاهد فقد كان مانيليس يبحث عن منصة مناسبة لنشر مقاله لمدة أسبوعين تقريبا ولم تبدأ التهديدات إلا بعد موافقة العديد من المواقع العربية أخيرا على نشرها.

وأشار المحلل الى انه وفيما يتعلق بالقضايا الأمنية، فإن نتنياهو محبط للغاية فعندما بدأ في صراعات عسكرية محدودة (عملية عمود السحاب في عام 2012 وعملية الجرف الصامد في عام 2014 في قطاع غزة) فإنه لم يجرها إلا بمزيج من التحدي الأمني الخارجي وتهديد سياسي محلي، لكن محاربة إيران وحزب الله في لبنان سيؤدي الى مخاطر أكبر بكثير وهذا ما يفسر الردع المتبادل الذي تطور بين الطرفين منذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006، مما أدى إلى فترة طويلة من الهدوء على غير العادة في الشمال.

وقال المحلل ان نتنياهو يثير الحماس مستخدما الخطاب الحربي ونظريات المؤامرة حول كيف يخطط لشن حرب كبيرة لتحويل الإنتباه عن تحقيقات الفساد ضده ولكن عندما تصدر هذه الإدعاءات من خانة التعليقات على الإنترنت لتوجيه المحررين هناك حاجة إلى أدلة أكثر إقناعا وحتى الآن لم يتم العثور عليها، وعلاوة على ذلك فإنه من الصعب أن نرى ايزنكوت، في آخر سنة له في وظيفته يمد يده لمثل هذه المؤامرة.

وأشار المحلل الى ان إسرائيل تتبنى حاليا لهجة أكثر عدوانية، وقد أيدت بالفعل أقوالها بالأفعال (وفقا لتقارير وسائل الإعلام العربية وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية) على شكل ضربات جوية عديدة في سوريا، ولكن حتى الآن يبدو أن طبول الحرب في الشمال سوف تنتظر فترة أطول.

وأضاف المحلل ان حزب الله ليس لديه نقص بالصواريخ والقذائف، ففي السنوات التي أعقبت حرب 2006 نمت ترسانته عشرة أضعاف تقريبا وفقا لتقييمات الاستخبارات الإسرائيلية، ومئات من هذه الصواريخ قادرة على ضرب منطقة تل أبيب الكبرى وعدد قليل منها يمكن أن يضرب إيلات في أقصى الجنوب.

وحسب المحلل فإن التغيير الذي يبدو حقا يقلق إسرائيل هو زيادة دقة صواريخ حزب الله، وإذا حرك الإيرانيون خطوط إنتاجهم لجهة مخازن حزب الله في لبنان، فإن هذه الدقة ستزداد إلى حد كبير ولن تتمكن إسرائيل من فعل شيء بهذا الشأن من دون البدء بالحرب، وهذا هو السبب في أن المسؤولين الإسرائيليين عاقدون العزم على التعامل مع هذه القضية الآن، في البداية من خلال الجهود الدبلوماسية، وبعد ذلك، وإن لم يكن هناك خيار آخر من خلال عمليات سرية أو كملجأ أخير، القوة الحركية (الصواريخ والقنابل).

وأشار المحلل الى انه وبناء على التصريحات الإسرائيلية تتوقع إسرائيل مساعدة روسية في هذا الأمر وهو الأمل الذي ثبت انه عديم الجدوى في مسألة مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا هذا الصيف، عندما رفضت روسيا التدخل لإبعاد "الميليشيات الشيعية" الموالية لإيران عن الحدود الإسرائيلية كما تريد إسرائيل.

وأضاف المحلل ان هذه المرة قد تكون هناك قوة أخرى لضبط النفس، فمن المقرر ان تجرى الإنتخابات البرلمانية في ايار المقبل وربما لا يريد أمين عام حزب الله  السيد حسن نصر الله حربا من شأنها ان تعطل مناوراته السياسية.

وقال المحلل انه وفي هذا الأسبوع أيضا، قدم الجيش اللبناني احتجاجا عن طريق قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بشأن استئناف العمل الإسرائيلي لبناء سياج على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية بالقرب من مستوطنة المطلة، ويقول اللبنانيون إن مسار السياج ينحرف عن الحدود في ستة أماكن وطالبوا بإجراء مناقشات ثلاثية حول الخطة.

وأنهى المحلل قائلا: " خلافا لبعض التقارير الإعلامية حول هذه المسألة، لم تكن التصريحات اللبنانية القلقة مصحوبة بتهديدات بالحرب."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024