منذ 6 سنوات | حول العالم / HuffPost Arabi

هل يمكنك أن تتصور نفسك كنقطة تعيش في خط تتحرك فيه للأمام أو الخلف فقط على المسار نفسه، ستكون الحياة مملة جداً بالتأكيد.. وربما تحتاج لانتظار طابور النقاط الأخرى التي أمامك ليتحرك بالترتيب إذا أردت الانتقال على الخط نفسه للأمام.

تخيَّل أن بعض الأصدقاء من النقاط الأخرى الذين يشاركونك الخط نفسه قد استطاعوا إنشاء بُعد آخر عرضي وأصبح العالم سطحاً به الكثير من المساحة للحركة ولا تحتاج لانتظار النقاط الأخرى لتتحرك للأمام أو الخلف، سيضفي الانتشار على السطح ثنائي الأبعاد الكثير من المرح والإمكانات والاحتمالات؛ بسبب البعد العرضي الجديد.

إذن، يبدو البُعد الأول كنقطة على خط يمكن وصفها بعدة سنتمترات للأمام أو الخلف لا أكثر، بينما البُعد الثاني يبدو كسطح أو رقعة منبسطة أو خريطة يمكن أن تحدد موقعاً فيها بإحداثي الطول والعرض، ونحن نعيش في عالم ثلاثي الأبعاد به العمق أو الارتفاع الذي يستطيع وصف موقع طائرة في السماء أو قياس حجم بناية مثلاً.

وزاد آينشتاين بُعداً رابعاً هو الزمن، وهو بُعد غير مكاني، لكنه محور مستقل فيه ماضٍ وحاضر ومستقبل، فلوصف صعود رجل لجبل مرتفع، فإنه يلزم وصف موقعه الأول بإحداثيات الطول والعرض والارتفاع وكذلك زمن وجوده، ووصف موقعه بعد الصعود، حيث يختلف الارتفاع والطول والعرض بعد فترة زمنية تمثل الانتقال في البعد الزمني الرابع.

يستطيع الإنسان تصور أي جسم من ثلاث أبعاد، بما أنه يعيش في 3 أبعاد مكانية، لكن ماذا لو كان هناك بعد مكاني رابع كيف ستراه عين الإنسان؟ الإجابة تشبه نظرة النقطة للمربع أو نظرة المربع للمكعب.

كم بُعداً في الكون؟

كثير من العلماء يعتقدون بالفعل أن في الوجود أبعاداً أكثر من الثلاثة المكانية المرئية، والإطار النظري لنظرية الأوتار الفائقة يفترض أن الكون موجود في 10 أبعاد مختلفة، هي التي تحتوي الكون والقوى الأساسية للطبيعة.

ولتصور بُعد خامس، نفترض أن الزمن ليس بُعداً رابعاً فقط ولكنه مكون من بُعدين، فبدلاً من الحركة بالزمن للأمام أو الخلف فقط، يمكن الحركة بالزمن يميناً ويساراً على الخط الزمني مثل السير في الشارع.. إنه جنون!

وفي البعدين الخامس والسادس، ينشأ مفهوم العوالم الممكنة أو الأكوان المتوازية التي تشبه ظروف كوننا، فبالدخول للبُعدين الخامس والسادس يمكن السفر عبر الزمن للماضي أو المستقبل، بينما البُعد السابع يفتح الأكوان التي لا تشبه ظروف كوننا في بداياتها (الانفجار العظيم)، والبعد الثامن يفتح مجالاً للأكوان التي بدأت بظروف مختلفة ثم تطورت إلى ما لا نهاية! وفي البعد التاسع، يمكن مقارنة كل الأكوان الممكنة بكل طرق البداية وقوانين الفيزياء المختلفة، وفي البعد العاشر تنفتح الاحتمالات تماماً لتضم كل المحتمل وكل المتخيل، ولا يمكن للبشر تخيل ما هو أكثر من 10 أبعاد.


وتفترض نظرية الأوتار الفائقة وجود إثباتات رياضية للأبعاد الكونية الستة الأخرى بخلاف الطول والعرض والارتفاع والزمن.

نحن معتادون تخيُّل الكون ثلاثي الأبعاد، وحتى مع إضافة الزمن كما تفعل نظرية النسبية العامة التي ترسم صورة كون رباعي الأبعاد، لكن ماذا لو كان لدينا 10 أبعاد.. في المقطعين التاليين محاولة لتقريب الفكرة.



محاولة سينمائية لتجسيد تعدد الأبعاد


ويصور فيلم interstellar محاولة لتجسيد كون خماسي الأبعاد، يكون الزمن فيه بُعداً ملموساً تماماً، فقد جعل كل لحظة من الماضي في مكتبته موجودة أمامه كأنه مسافر عبر الزمن.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024