لا أحد يعرف تحديداً يوم وفاتك، ولكن هناك يومان من الأسبوع تزداد فيهما احتمالات وفاة المرضى؛ إذ أوضح بحثٌ جديد، نُشِرَ في دورية الكلية الأميركية لطب القلب، أنَّه على الأقل بالنسبة للأشخاص بالمستشفيات تزداد احتمالات موتك بشكلٍ كبيرٍ في يومي السبت أو الأحد، وهي الظاهرة التي أطلق عليها الأطباء "تأثير عطلة نهاية الأسبوع".

نظرياً، يجب ألا يكون الأمر كذلك؛ فالمستشفيات تعمل طوال اليوم؛ لأنَّه لا يمكنك توقُّع متى ستصاب بفتقٍ تحديداً، والسبب الرئيس وراء عمل الأطباء في مناوبات تستمر طوال الوقت هو التأكد من حصول المرضى على أفضل رعاية ممكنة بغض النظر عن اليوم أو الساعة.


ومع ذلك، للأسف، لا يبدو أنَّ الأمر يسير بهذه الطريقة؛ إذ وجدت دراسة أُجريت عام 2008 أن احتمالية الموت بسبب نوبةٍ قلبية بمستشفى تكون مرتفعة في أوقات الليل وعطلات نهاية الأسبوع، حتى عند تعديل الدراسة لمراعاة المتغيرات. وبعد مرور 10 سنوات، وبينما تحسنت الأمور قليلاً، ملا زالت هذه الظاهرة قائمةً. بحسب مجلة Best Life الأميركية

ذكرت الدراسة أنَّه "رغم التحسُّن الملحوظ في احتمالات البقاء على قيد الحياة بعد التعرض لسكتةٍ قلبية بالمستشفى- فإنَّ انخفاض احتمالات البقاء على قيد الحياة بساعات الراحة عنها في ساعات العمل ما زال قائماً".

وقال الطبيب الأميركي سيث غولدشتاين، زميل جراحة الأطفال بمستشفى جونز هوبكنز، لشبكة CNN الأميركية، بعد أن أجرى بحثه الخاص، الذي كشف أنَّ الأطفال الذين ذهبوا إلى المستشفى في عطلات نهاية الأسبوع للخضوع للجراحة، عانوا انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة وارتفاع خطر إصابتهم بمضاعفات: "يمكننا الإشارة إلى أنَّ المشكلة موجودة دون أن نملك رؤيةً واضحة حقاً لندرك السبب".

وافترض غولدشتاين أنَّه ربما كانت المشكلة بسبب أنَّ الأشخاص الذين يذهبون إلى المستشفى في أوقات الليل وعطلات نهاية الأسبوع، يميلون إلى أن يكونوا في حالةٍ حرجة أكثر؛ إذ إن الأشخاص في ذلك الوقت معرَّضون أكثر للأذى؛ بسبب شرب الكحوليات، لكنَّه اعترف أيضاً أنَّه ربما تكون المستشفيات أقل في العمالة، وأن يكون الأطباء أكثر إرهاقاً خلال ساعات الراحة.

وقال غولدشتاين: "عدد المرضى الذين يقبعون تحت رعايتنا في أي وقت، يكون أكثر من عددهم خلال المناوبات غير المرغوب فيها من جانب الأطباء. ويكون الأمر أكثر صعوبة بأي مستشفى للحصول على نتائج تحاليل المختبر، أو إجراء أشعة سينية أو رسم قلب في أوقات الليل عن أوقات النهار".

ووفقاً لبعض الإحصاءات، يموت 44-98 ألف مواطن أميركي مُحتجز بمستشفى سنوياً نتيجةً لأخطاء طبية يمكن تفاديها. وإذا أردنا سد هذه الفجوة، فإننا نحتاج إذن إلى إجراء إصلاح جذري في كيفية عمل مستشفياتنا. أو على الأقل، يحتاج أفراد طاقم العمل إلى إيجاد وسائل أكثر للحفاظ على طاقتهم في أعلى مستوياتها.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024