منذ 6 سنوات | صحة عامة / Huffington Post

هل أخبرك أحدهم أنك تتحدث أثناء نومك؟ ربما تدخل في صراع مع شخص وهمي، أو تسب آخر، أو حتى تدفع عن نفسك سوء لا يعرفه سواك، قد تستيقظ لا تتذكر شيئاً مما رأيته.

كانت عبارات مثل "لا يمكنني التهام دولفين"، و"هل يمكنني الحصول على دلوٍ من الماء لأداء واجبي المنزلي، رجاءً؟" بعضاً من أغرب الأشياء التي قالها أعضاء فريق عمل موقع Medical News Today البريطاني في أثناء نومهم. تُسلط دراسة مثيرة جديدة الضوءَ على هذه الظاهرة، وتكشف بعضاً من الكلمات التي تخرج من أفواهنا على الأرجح في أثناء النوم. وللعلم هي ليست لطيفة.

يُعد التحدث أثناء النوم -الذي يُشار إليه أيضاً بـ"Somniloquy"- أحد اضطرابات النوم الشائعة المعروفة باسم الباراسومنيا. ربما استيقظ العديد منا فجأةً من قبل على صوت تمتمةٍ أو صراخ، أو ربما أخبرك شريكك في غرفة النوم بروايةٍ طريفة عن الكلمات الغريبة التي همهمت بها أثناء نومك الليلة الماضية.

بحسب التقديرات، يؤثر اضطراب التحدث أثناء النوم على نحو 5% من جميع البالغين في العالم، ولكن ربما يعاني عددٌ أكبر منا من هذا الاضطراب المُعقد، وخاصةً إذا كنا نشعر بالإجهاد أو نعاني قلة النوم.

وفي الواقع، أظهرت الأبحاث أن أكثر من 66% منّا تحدثوا في أثناء النوم في مرحلةٍ ما من حياتهم.

وفي حين أنَّنا نعلم القليل عن آليات المخ التي تحفز التحدث أثناء النوم، لكنَّ الأبحاث أوضحت أنَّه ينشأ كجزءٍ من اضطراب نوم حركة العين السريعة السلوكي، إذ تفشل المنطقة المسؤولة في المخ عن شل الحركة والكلام في أثناء النوم في أداء وظيفتها بشكلٍ فعالٍ.

الخبر السار هو أنَّ التحدث في أثناء النوم في حد ذاته غير ضار إلى حدٍّ كبير، رغم أنَّ الشخص الذي يضطر إلى سماع ثرثرتك بينما يحاول النوم قد لا يتفق مع ذلك.

إذا كنت قلقاً مما تقوله في أثناء نومك، متسائلاً ما إذا كنتَ تفوهت بشيءٍ محرج للغاية، فيجب عليك أن تقلق حقاً بحسب الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية Sleep الطبية.

التفوه بالشتائم والأمور السلبية سلوك شائع

أظهرت الأبحاث التي أجرتها الطبيبة الفرنسية إيزابيل أرنولف، المسؤولة بقسم اضطرابات النوم في مستشفى بيتييه سالبيتريير بالعاصمة الفرنسية باريس، أنَّ التحدث في أثناء النوم يعج بالكلمات السلبية والبذيئة التي تكون موجهةً عادةً إلى شخصٍ آخر.

وتوصل فريق البحث إلى هذه النتائج الجديدة، بعد إجراء الدراسة على 232 شخصاً بالغاً، 129 منهم كانوا يعانون من اضطراب نوم حركة العين السريعة السلوكي، و87 منهم يعانون من السير في أثناء النوم أو هلع النوم أو كليهما، بينما يعاني شخصٌ واحد منهم من انقطاع النفس أثناء النوم، بينما لم يكن 15 منهم يعانون من أي اضطراباتٍ متعلقة بالنوم.

على مدار ليلتين، استخدم الباحثون تقنيات دراسة النوم عبر الفيديو لتسجيل أي حالات تحدث في أثناء النوم تصدر عن المشاركين بالدراسة. وراقب الباحثون مدى تكرر حالات التحدث والكلمات التي قالها كل مشارك، وما إذا كان المشاركون يتحدثون بطريقةٍ إيجابية أو سلبية، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كانت كلماتهم موجَّهة إلى أشخاص آخرين أم لا.

وكان هناك إجمالي 833 حالة تَحَدُّث في أثناء النوم، شملت 3349 كلمة مفهومة، وكانت الكلمة الأكثر شيوعاً هي "لا"، وذُكِرَت هذه الكلمة نحو أربع مرات أكثر عندما كان المشاركون بالدراسة نائمين.

ولكن هذا ليس الجزء الأسوأ في الأمر، إذ وجد فريق الباحثين أنَّ نحو 10% من جميع حالات التحدث احتوت على شتائم، وذُكرت كلمة "اللعنة" نحو 800 مرة أكثر في أثناء النوم.

وكان التفوه بالشتائم في أثناء النوم أكثر شيوعاً لدى الرجال من النساء، ويميل الرجال أكثر إلى التحدث في أثناء النوم بشكلٍ عامٍ.

ربما نتفوه بشتائمٍ في أثناء النوم، لكنَّ قواعدنا اللغوية بخير

في حديثها لموقع Medical News Today، قالت إيزابيل إنَّ فريق الباحثين لم يكن متفاجئاً للغاية بالنتائج، مشيرةً إلى أنَّه عندما يحلم الأشخاص -وهو ما يحدث عادةً خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة- تكون المشاعر السلبية شائعةً.

وقالت إيزابيل: "ربما تصدر أفعالٌ من الأشخاص ويتحدثون بصوتٍ عالٍ فقط عندما يكونون قلقين للغاية، ويظل باقي حديثهم مكنوناً صامتاً".

وأضافت قائلةً: "ربما يواجه المتحدثون أثناء النوم مواقف في أحلامهم كانوا سيسبون فيها لو كانوا مستيقظين، على سبيل المثال: إن كنتَ في حاجة إلى الفرار من خطر وتصرخ، أو في حاجة إلى مقاومة اعتداء وإهانة المعتدي".

في الأساس، إذا كنتَ تحلم بموقفٍ عصيب في العمل أو جدالٍ مع أحد رفاقك، فلا تتفاجأ إذا صدر قليل من الشتائم من فمك.

لكن، ورغم أنَّ الكلمات التي نتفوه بها في أثناء نومنا أبعد ما تكون عن المثالية، يمكننا أن نطمئن قليلاً إذا علمنا أنَّ قواعد اللغة لا تكون بهذا السوء.

وقالت إيزابيل: "ما نعلمه الآن هو أنَّ التحدث في أثناء النوم مشابه للغاية للتحدث في أثناء الاستيقاظ، من ناحية القواعد اللغوية الصحيحة والعبارات الثانوية والصمت انتظاراً لرد الآخرين".

وأضافت قائلةً: "تُعد الاختلافات نوعية: فاللغة التي نتحدث بها أثناء النوم سلبية ومليئة بالضغوط وأكثر بذاءة وموجهة إلى شخصٍ ما، وليس للذات. يوضح ذلك أنَّ المخ يستخدم شبكة النواقل العصبية ذاتها أثناء الاستيقاظ، وأنَّ التحدث في أثناء النوم يترجم النشاط المصاحب للأحلام، وهو سلوك مليء بالضغوط أيضاً".

ويخطط الباحثون لتسليط بعض الضوء على الإيماءات التي تتوافق مع ما يقوله المتحدثون نياماً، وهو الأمر الذي تُشير إليه إيزابيل بـ"الإيماءات المصاحبة للنوم".

وقالت إيزابيل: "تواجد الإيماءات المصاحبة للنوم يمكن أن يوضح أنَّ الاتصال بين الفص الجبهي والفص الصدغي للمخ يبقى قائماً في أثناء النوم".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024