نشرت صحيفة حرييت التركية حسب مصادرها الدبلوماسية الرفيعة مقالا شرحت فيه عدم وجود معارضة من المجتمع الدولي بشأن عملية عفرين لعدة أسباب وأشارت الى تخوف تركيا من مخاطر محتملة.

وقالت الصحيفة ان العملية العسكرية التركية التي طال انتظارها في عفرين لم تخلق معارضة كبيرة من المجتمع الدولي، وخصوصا من القوى الكبرى وفقا لما ذكرته مصادر دبلوماسية رفيعة، استنادا الى حقيقة ان كلا من روسيا والولايات المتحدة تخلتا منذ فترة طويلة عن نفوذهما في تلك المنطقة بالذات.

ووفقا لتقديرات المصادر الدبلوماسية لم تعتبرالعملية التركية أخبارا صادمة من قبل القوى الدولية الكبرى لثلاثة أسباب رئيسية:

أولا، أوضحت تركيا أن هناك عملية في عفرين في طور الإعداد بعد الإنتهاء من عملية درع الفرات وحتى قبل بدء عملية إدلب في منتصف عام 2017، وقد أعلن كبار المسؤولين الأتراك وخصوصا الرئيس رجب طيب اردوغان عن خطط تركيا لتوفير الأمن لحدودها في منطقة عفرين.

ثانيا، لقد كانت تركيا في حوار مستمر مع جميع القوى الكبرى على مدى الأسابيع القليلة الماضية من أجل إعلامهم وطلب الدعم السياسي والعملي لهذه العملية، وقد لعبت زيارة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال هولوسي أكار ورئيس هيئة الإستخبارات الوطنية هاكان فيدان الى موسكو دورا حاسما في جعل هذه العملية ممكنة، وقد سعت اجتماعات وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس الأسبوع الماضي في فانكوفر لحشد دعم واشنطن لعملية القوات المسلحة التركية.

وفي سياق متصل، قالت الصحيفة ان هذه المحادثات أسفرت عن فتح المجال الجوي السوري للقوات الجوية التركية وإزالة المراقبين العسكريين الروس من عفرين بفضل التنسيق بين أنقرة وموسكو، ومن وجهة نظر الولايات المتحدة فقد أوضح مسؤولون عسكريون أميركيون أن عفرين لم تكن جزءا من نفوذها، وبالتالي إشارة إلى الضوء الأخضر الحاسم للهجوم التركي.

أمّا النقطة الثالثة، هي أن منطقة عفرين لم تعد تلعب دورا هاما واستراتيجيا في المنظورات والأولويات الروسية والأميركية على المسرح السوري، أي ان كلا القوتين قد تخلتا عن المنطقة إلى المجال التركي نظرا للافتراض بأن هذه العملية ستشغل تركيا لأكثر من ستة أشهر.

وأضافت الصحيفة انه وبالنسبة لروسيا، من المهم ألا تعرقل العملية التركية الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية سياسية من خلال عملية سوتشي، وبالنسبة للولايات المتحدة، سيتم إثارة مخاوف أكبر إذا كان التخطيط العسكري للقوات المسلحة التركية يتضمن عملية في منبج وشرق الفرات، المناطق الخاضعة لنفوذ الولايات المتحدة في الحرب ضد الجهاديين.

وأشارت الصحيفة الى تخوف تركيا من اثنين من المخاطر وفقا للمصادر نفسها:

الأول يتعلق بالخسائر العسكرية والمدنية غير المرغوب فيها حيث تستخدم وحدات حماية الشعب السكان المحليين كدروع بشرية، وخصوصا في منطقة عفرين وحولها، والثاني هو أن النظام السوري يمكن أن يصعد عملياته العسكرية في الأجزاء الشمالية من إدلب انتقاما من تحرك عفرين.

وذكرت الصحيفة ان سوريا قد شنت مؤخرا حملة عسكرية واسعة النطاق في منطقة ادلب في انتهاك لإتفاق ثلاثي بين تركيا وروسيا وايران يهدف الى اقامة منطقة خفض تصعيد في هذه المنطقة التي يسيطر عليها "المتمردون".

وأضافت الصحيفة ان قلق أنقرة هو أن الحكومة السورية قد تكثف عملياتها في شمال منطقة إدلب، مما يؤدي إلى اشتباكات عسكرية غير مرغوب فيها بين دمشق وجماعات المعارضة المسلحة، وقالت مصادر الصحيفة ان القوات التركية هي أيضا في نفس المسرح بمهمة إنشاء مواقع مراقبة عسكرية في الميدان.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024