من الخطأ الحكم على الطفل بمحدودية الذكاء إذا كان يجد صعوبات في الدراسة أو في القيام بواجباته المدرسية. ربما يكون فقط يفكر بطريقة مختلفة.
ربما كان مثلاً من الأطفال ذوي الذكاء البصري، الذين يفكرون بأعينهم ويستطيعون تذكر كل ما يرونه على شكل صورة، فيتذكرون شكل الحروف عندما يحاولون التهجي، ولذا يكونون متميزين مثلاً في تعلم اللغات الآسيوية المكتوبة، لأنها تتكون من صور بدلاً من الحروف الكلمات.
ميشيل كاسكي أم لابنين من ذوي القدرات المختلفة، أو الذكاء المتميز -كما تصفهما- وقد سجلت تجربتها معهما، وخاصة في التعليم المنزلي بدلاً من المدرسة في كتاب، كما تدير منتدى على الإنترنت للتواصل مع الآباء والأمهات، وإفادتهم من تجربتها في مجال تعليم الأبناء منزلياً.
وفي مقال لها على موقع homeschool-your-boys تحدد كاسكي بعض المواصفات التي تميز الأطفال ذوي الذكاء البصري فتقول، إن هؤلاء الأطفال دائماً ما يتسمون بـأنهم:
فإذا أظهر طفلك عدداً من المواصفات السابقة فهو غالباً ما قد يكون طفلاً بصرياً، وإليك عدة نصائح للتعامل معه:
يصبح هؤلاء الأطفال في المستقبل رسامين ومصممي أزياء ومصورين ومهندسين مدنيين ونحاتين ومنتجي ألعاب فيديو جيدين، علينا فقط أن ننتبه إلى اختلافهم وتميزهم.
وإليك بعض الطرق لتعليم هؤلاء الأطفال:
الأطفال البصريون الذين يعانون مع القيام بواجبهم المدرسي أيضاً قد يستفيدون من تعلم استخدام ذاكرتهم الفوتوغرافية، ويمكنهم أن يتعلموا القراءة والهجاء والتدرب على أخذ الملاحظات وتذكر المعلومات الرياضية باستخدام نصف المخ الأيمن، وهو ذلك النصف "التصوري" من المخ.
وعلينا أن ننتبه إلى أن بعض الأطفال البصريين ينشغلون بالعالم حولهم، وهم يحاولون أن يقوموا بواجبهم المدرسى. لذا فقد ترغب في شراء "مقصورة مذاكرة" مغلقة لهم لتساعد على تقليل المشتتات المرئية حولهم. وتأكد أن تعلم أطفالك أن هذه مجرد وسيلة تساعدهم على التركيز وليست عقاباً. ولا تظن أنت أن قلة تركيز الطفل مقصود لمضايقتك.
إن أحد أبنائي يحب أن يجلس تحت البطانية دائماً وهو يقرأ، بل يسحب البطانية فوق رأسه بالكامل! ودائماً ما ظننت أنه تصرف غريب. لكني الآن أفهم أنه كان يستخدم البطانية ليمنع أي شيء قد يشتته بصرياً وهو يحاول القراءة. وما كنت لأتوصل لهذا الاستنتاج لو لم أتعرف أكثر على طريقة تفكيره.
قد تكون محاولة تعليم طفل يفكر بطريقة مختلفة جداً عنا أمراً محبطاً، فيجب أن نكون حذرين ألا نُشعر أطفالنا أنهم ليسوا أذكياء، فقط لأننا لا نفهم طريقة تفكيرهم. تذكر دائماً أن طفلك إذا كان يواجه صعوبة في التعلم، فربما كان السبب جيداً، أنك أنت الذي لا تعلمه بالطريقة المناسبة له. فلا يجب على طفلك أن يتعلم طبقاً للطريقة المناسبة لك أنت.
وجزء من واجبنا كأهل هو أن نساعد أطفالنا أن يكتشفوا ما يمكنهم فعله ليعبروا عن أنفسهم، ولجعل أفكارهم تتدفق بحرية. بعض الناس يفكرون جيداً وهم يركضون. البعض الآخر يفكر وهو يعزف آلة موسيقية. وبعض الأطفال قد يتمكنون من معالجة أفكارهم بوضوح أكثر وهم يقفزون على "نطاطة"، أو يلعبون مع الكلب، أو يلعبون كرة السلة، أو يستلقون على العشب ويتأملون السحاب.
لتجد المفتاح للوصول إلى طريقة تفكير طفلك، أعطه شيئاً ليفكر فيه، وعرّضه لأوضاع مختلفة وهو يفكر. جرب السيناريوهات المختلفة حتى تستطيع أن تساعده على اكتشاف الطريقة التي يفضلها للتفكير والإبداع.