منذ 6 سنوات | صحة عامة / Huffington Post

كشفت دراسة أميركية حديثة أن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون، مثل البرغر والبيتزا، يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان بغض عن النظر عن وزن الإنسان.

تأتي هذه الدراسة لتؤكد ما ذهب إليه بحث علمي للمركز الأميركي للوقاية من الأمراض، يوضح أن الأشخاص النحفاء قد يكونون غير أصحاء بالضرورة، من ناحية عمليات الأيض(metabolism)، أو التمثيل الغذائي، إذا كانوا يتناولون وجباتٍ عالية السعرات.

وبيَّنت الدراسة، التي نشرها موقع "medical daily" التابع لمجموعة "نيوزويك"، ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة بنسبة 10% بين النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس ويتمتعن بوزنٍ طبيعيٍ، لكنهن يتناولن أطعمة مشبعة بالدهون. ووفقاً للدكتورة الأميركية سينثيا إيه تومسون، التي قادت فريق الدراسة، فإن ذلك يشير إلى أن التحكم في الوزن لا يكفي للوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة والسرطان في حال تناولت النساء الأنواع الخاطئة من الطعام.

وتشرح الدكتورة سينثيا قائلةً: "بين النساء اللاتي يتمتعن بوزنٍ طبيعيٍ، ربما تكون الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون عاملاً مساهماً في الإصابة بأمراض السرطان المرتبطة بالسمنة"، فضلاً عن تأثير هذه الأطعمة الدهنية على جوانب أخرى من الصحية البدنية والنفسية.

والأهم من ذلك، كما تقول سينيثيا، هو أن هذه الأنظمة الغذائية تُعد عاملَ خطرٍ يمكن تفاديه؛ "إذ تعد الحميات الغذائية التي تستهدف التخلص من الدهون، بالإضافة إلى الأساليب الغذائية الأخرى المتبعة للوقاية من السرطان، طريقةً مضمونة لتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان بين النساء اللاتي تجاوزن سن انقطاع الطمث".

مخاطر الوزن الزائد

ويُعد الوزن الزائد عاملاً رئيسياً للإصابة بعدة أنواع من السرطان. فوفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهو مركزٌ أميركي، كان هناك نحو 3.5% من حالات الإصابة الجديدة بالسرطان بين الرجال و9.5% من حالات الإصابة الجديدة بالسرطان بين النساء بسبب الوزن الزائد في عام 2012. وتباينت هذه النسبة اعتماداً على نوع السرطان، فعلى سبيل المثال، كانت نحو 54% من حالات الإصابة بسرطان المرارة بين النساء عام 2012 بسبب الوزن الزائد أو السمنة.

ورغم أنه ليس من الواضح لماذا ترتبط السمنة بأنواعٍ مختلفةٍ عديدةٍ من السرطان، يعتقد باحثون أنه ربما يرجع ذلك جزئياً إلى حالة الالتهاب المزمنة التي تسبِّبها السمنة في جميع أجزاء الجسم؛ إذ يعيق ذلك الإنتاج الطبيعي لهرمونات معينة.

ومع ذلك، يشير هذا البحث الجديد إلى أن التغذية السيئة -دون معاناة الوزن الزائد أو السمنة- قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.

ولإعداد هذه الدراسة، استخدم فريق الباحثين بيانات 90 ألف امرأة تجاوزن سن اليأس، حصلوا عليها من مبادرة صحة المرأة الأميركية، تشمل معلوماتٍ عن أنظمتهن الغذائية وأي تشخيص سابق للإصابة بالسرطان.

واستناداً إلى هذه النتائج، تشير الدراسة إلى أن زيادة الوزن ليست وحدها المسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ إذ يمكن لأنواع الأطعمة -التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الوزن- أن تسبِّب اضطراباً في الأيض يكون مسؤولاً عن زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ورغم أن هذه الدراسة ركزت فقط على النساء ما بعد سن انقطاع الطمث، فإنها تشكل جرس إنذار لجميع الناس بمراعاة نوع طعامهم بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، الذي يقوم على العلاقة المثالية بين وزن الشخص وطوله.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024