تحت عنوان "خمس لحظات رئيسية من رحلة ماكرون الصينية" نشرت صحيفة بلومبرغ مقالا شرحت فيه خمسة عناصر رئيسية للمناورات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الفرنسي.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سيختتم زيارته الرسمية الأولى للصين اليوم الأربعاء بفكرة أوضح للتحدي الذي يواجهه في قيادة القوة الإقتصادية الأوروبية على الساحة العالمية.

وأضافت الصحيفة أن دعوات ماكرون الى "إعادة التوازن" للعلاقات الإقتصادية الأوروبية مع الصين حصلت على امتيازات قليلة من الرئيس شي جين بينغ وعودة ضئيلة لقادة الأعمال في الوفد المرافق له.

وشرحت الصحيفة خمسة عناصر رئيسية للمناورات الدبلوماسية التي حصلت:

مغازلة التنين

أشاد ماكرون بثقافة الصينيين وتاريخهم، واستمع إلى شرح طويل حول معنى رمزهم الوطني أي التنين في زيارة إلى المدينة المحرمة في بكين، حتى انه إستشهد بشاعر أسرة يوان، وانغ ميان، الذي ذكره الرئيس الصيني شي في خطابه أمام الحزب الشيوعي العام الماضي، وتحدث شي عن "الأهمية التاريخية العميقة" للعلاقة بين فرنسا والصين وأشاد بالجنرال شارل ديجول الذي أسس الجمهورية الخامسة في فرنسا واستعاد العلاقات الدبلوماسية مع الصين فى عام 1964، وتستضيف فرنسا بالفعل باندا أنثى وصغيرها في حديقة حيوان بالقرب من باريس، وأهدى الرئيس الفرنسي نظيره الصيني حصانا من الحرس الجمهوري الفرنسي.

القضايا الصعبة

وصل ماكرون الى بكين كمتحدث باسم الإتحاد الأوروبي الذي يشعر بعدم ارتياح متزايد لعلاقته التجارية مع الصين، وكان التعبير الطنان للرئيس طوال الرحلة "المعاملة بالمثل"، وأشار الى أن طريق الحرير القديم لم يكن يعني فقط الصين بل أن الأمر يتعلق بأوروبا أيضا، وعندما غاص في التفاصيل بدا أكثر دقة: المزيد من فرص الوصول لشركات الإتحاد الأوروبي إلى الأسواق، المعايير المشتركة والمزيد من الإستثمارات الصينية في فرنسا.

الكلمات الصريحة

كان وزير المالية برونو لو مير أكثر صراحة بشأن المخاوف الفرنسية وقال لو مير على هامش غداء مع رجال أعمال لفرنسيين عاملين في بكين للصحفيين أنه مصر على ألا يخرج المستثمرون الصينيون او آخرون من فرنسا أو الإتحاد الأوروبي من دون تعزيز الإقتصاد المحلي، وقال لو مير "هناك ناهبون في كل بلد، على جميعهم فهم أن أوروبا لديها وسائل لحماية نفسها".

بضع صفقات تجارية

حذر فريق ماكرون قبل السفر الى الصين ان هذه الرحلة لن تسفر الّا عن القليل من الناحية التجارية، وكانوا على حق، وعلى الرغم من ان الوفد المرافق لماكرون أكثر من 50 من قادة الأعمال، فإن الزيارة أنتجت حفنة من الأعمال المؤكدة، فسوف تزود الشركة  الفرنسية سافران بمحركات الطائرات النفاثة إلى شركات الطيران الصينية ووقعت شركة كهرباء فرنسا عقدين لخدمات الطاقة، ولكن أكبر الصفقات المحتملة هي  لـ"لاريفا" وهي مجمع فرنسي ضخم يعمل في مجالات متعدّدة وأبرزها الطاقة النووية، ولـ"إيرباص"  شركة صناعة الطائرات لا تزال مجرد نوايا، وقال المؤسس لمجموعة "علي بابا" جاك ما انه يدرس بناء مركز لوجستي في فرنسا.

التنافس مع الولايات المتحدة

وكان للمنافسة الأوروبية مع الولايات المتحدة واستحسان الصين لها هو الإتجاه الخفي للمحادثات، وقال ماكرون لمجموعة من رجال الاعمال بمن فيهم جاك ما إنه "عندما تكون رياح التغيير قادمة، يقوم البعض ببناء جدران، بينما يقوم آخرون ببناء طواحين الرياح" وأضاف "أريد بناء طواحين الرياح"، ووجه الكلام لخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إقامة جدار على الحدود المكسيكية فضلا عن قراره بالإنسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ، لكن رد الرئيس شي كان غير معبر وقال "إن الصين تؤيد الدور الكبير لفرنسا في تعزيز التكامل الأوروبي" وأضاف "اننا نرحب بفرنسا لتقديمها اسهامات لتنمية العلاقات بين الصين وأوروبا".

وأنهت الصحيفة قائلة في حين أن ترامب ترك بكين في تشرين الثاني ملوحا بصفقات بقيمة 250 مليار $ ، فلم يفز ماكرون بمثل تلك الجائزة، وطلب مسؤولون صينيون من وفد باريس عدم إعطاء رقم لقيمة العمل الذي تم التوصل اليه وفقا لما ذكره مسؤول فرنسى بارز.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024