يرى مصدر سياسي مراقب أن ما حصل على طاولة الحوار يشكل «النهاية» لترشيح كل من العماد ميشال عون وسليمان فرنجية، فالأول يتصرف على أساس أنه لم يعد لديه الوقت الكافي لضمان انتخابه، لأن «اتفاقا» ما سيحصل قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية مطلع نوفمبر المقبل لن يكون له مكان فيه ولا لفرنجية، وإنما لرئيس توافقي من خارج نادي المرشحين الأربعة الأقوياء، ولذلك لجأ عون الى التصعيد أخيرا بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء وتابعه بالسجال حول «ميثاقية» الحوار وغيره، لعله يتمكن من استيلاد ظروف تفرض انتخابه.

ويستند عون في اندفاعه الرئاسي الى اقتناع تكون لديه في الآونة الاخيرة ومفاده أن الأميركيين، وعلى رغم انشغالهم باستحقاقهم الرئاسي، لن يتركوا لبنان ينهار سياسيا واقتصاديا، وحتى أمنيا، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية بسبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وأنه مادام أن معالجة الأزمات الإقليمية ستطول فإن واشنطن لن تتردد في الدفع لإنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني لمنع لبنان من الانهيار وإنما في لحظة لم تعد بعيدة ستبادر لاقناع الاطراف الاقليمية بتسهيل هذا الأمر قبل الانتخابات الأميركية، وإذا تعذر عليها ذلك فستدفع الى انتخاب رئيس توافقي، وفي هذه الحال تضيع فرص عون وفرنجية معا.

لكن ما يقلق عون وفرنجية في آن معا أنهما يشعران بأن الخيارات الأميركية ربما تكون تخطتهما الى «الرئيس التوافقي»، لأن أيا منهما لم يتمكن من نيل التوافق الداخلي الجامع أو شبه الجامع الذي يؤمن انتخابه، ولذلك لم يجدا سبيلا سوى رفع الصوت والتصعيد لعل الأميركي يتحرك في اتجاه الرياض وطهران لتحريك مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024