منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء


حسمت قيادات لبنانية وفلسطينية لـ"اللواء" أنّ "لا صحة للشائعات التي جرى تداولها عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حول النيّة ببناء جدار حول مخيّم عين الحلوة"، مؤكدة أنّ "ذلك الأمر لم يُطرح في أصعب الظروف التي مرّت بها العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، فكيف في ظل هذه الظروف التي تتّسم بالصراحة والتنسيق، والعمل على تعزيز جسور التلاقي والتواصل بما يحفظ أمن المخيّمات وفي طليعتها مخيّم عين الحلوة والجوار؟!".
الإجماع اللبناني - الفلسطيني يُعتبر مطرقة لهدم أي محاولات لتوتير صفو العلاقات، التي تُعتبر  في أوجها، وأثمرت عن تسليم أكثر من 55 مطلوباً لأنفسهم من داخل مخيّم عين الحلوة إلى مخابرات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بفعل تنسيق قيادات لبنانية وفلسطينية مع المسؤولين المعنيين.
واستغرب متابعون للتفاصيل في ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، طرح مثل هذه الأفكار، التي تُعتبر (بالون اختبار) من قِبل بعض أصحاب المشاريع المشبوهة، لجس نبض الأطراف اللبنانية والشارع الفلسطيني وقواه السياسية، خاصة أنّ كلمة الجدار سرعان ما تعني للفلسطيني (جدار الفصل العنصري) الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة، في وقت هناك حرص على استثمار العلاقات الإيجابية لبنانياً وفلسطينياً، والتي تؤتي ثمارها بالمزيد من حلحلة القضايا الشائكة، وتساهم في نقل الملف الفلسطيني من الزاوية التي حُشِرَ بها - أي الزاوية الأمنية - إلى ملف متكامل أمنياً وسياسياً واجتماعياً ومعيشياً، بحيث تساهم أي إيجابية في العلاقات، بتخطّي المرحلة وتجسيد حقيقة العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، التي توثّقت بالدماء في مقاومة الاحتلال الصهيوني وأعوانه.

تفكيك الألغام

ولكن يبدو أنّ مَنْ يروّج لمثل هذه الأفكار، ويبث الشائعات، ربما كان جزءاً، أو مطّلعاً على "سيناريو" يخطّط لمخيّم عين الحلوة لتفجير الأوضاع داخله، وبين مجموعات مسلّحة تحاكي بأفكارها تجارب غريبة عن أبناء المخيّم، ما يؤدي إلى قتال فلسطيني - فلسطيني أو فلسطيني - لبناني، لكن ربما تفاجأ المخطّطون بأنّ هناك مَنْ كان لديه حرص على تفكيك الألغام، وصولاً إلى ما أُثير وسحب فتيل التفجير، قبل الوقوع في المحظور.
وما فات مَنْ يخطّط لمثل هذه المشاريع التي تزيد الشرخ في العلاقات اللبنانية - الفلسطينية أنّ هناك 15 مخيّماً فلسطينياً  - بقي منها 12 - وأكثر من 60 تجمعاً تتوزّع على كامل الأراضي اللبنانية، فهل كل منها بحاجة إلى بناء جدار؟!
أليس الأجدر بدلاً من صرف الأموال الباهظة التي لن تعطي إلا نتيجة سلبية، صرف قيمتها على مشاريع داخل المخيّمات، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي والسكني لأبناء هذه المخيّمات؟!
ويتأمّل الفلسطينيون كثيراً من النتائج الإيجابية للعلاقات المتينة بين اللبنانيين والفلسطينيين التي تساهم بدعم المجتمع الدولي، حيث تجلّى ذلك بزيارة ممثّلة الأمين العام لـ"الامم المتحدة" سيغريد كاغ إلى مخيّم عين الحلوة، حاملة سلسلة من الدلالات الإيجابية.
لكن، يبدو أنّ المخطّطين لن ييأسوا من محاولات التوتير لشق الساحة الداخلية الفلسطينية ومحاولة ضرب العلاقات الإيجابية مع الجانب اللبناني، خاصة أنّ هذه العلاقات ترسّخت منذ مُـدّة من خلال الثقة المتبادلة انطلاقاً من المصارحة التي كان لها مردود إيجابي داخل المخيّمات وخارجها.
وفي هذا الإطار، بات ملحاً الانتقال إلى مرحلة أخرى من التعاطي بهذا الملف، ومواصلة التنسيق بين الفصائل والقوى الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية من أجل مقاربة الملفات الفلسطينية كافة، وهذا يحتاج إلى سلسلة من الإجراءات، خاصة أنّ الظروف مؤاتية بعد العدد الكبير من المطلوبين الذين سلّموا أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وأُنهيت ملفات أكثر من نصفهم وعادوا إلى مزاولة حياتهم بشكل طبيعي، ما يُؤكّد أنّ البعض اقتنع بالتعاطي مع السلطات القضائية اللبنانية والأجهزة الأمنية، وهو المتهم بالانتماء إلى مجموعات إرهابية، وبينهم مَنْ سلموا أقرباء لهم وفي طليعتهم قائد "كتائب عبدالله عزام" توفيق طه، الذي سلّم نجليه محمّد ثم عبدالله، والإسلامي المتشدّد بلال بدر، حيث سلّم شقيقاه شراع وأحمد بدر ووالد زوجته غالب حجير أنفسهم إلى مخابرات الجيش اللبناني، كذلك طارق زياد الشهابي (إبن شقيق القيادي الإسلامي أسامة الشهابي) الذي سلّم نفسه إلى الأمن العام وأُطلق سراحهم بعد إنجاز التحقيقات معهم.
وأيضاً تسليم محمّد عبد الرحمن شمندور، شقيق الفنان المعتزل فضل شاكر وأحد أركان "مجموعات الشيخ الموقوف أحمد الأسير" نفسه إلى مخابرات الجيش ويُعتبر هذا تطوّراً هاماً، يمكن أن يؤدي إلى تسليم أسماء وازنة لنفسها، في ظل المعاملة الحسنة التي تلقوها، وسرعة إنجاز الملفات، خاصة لمَنْ لم تصدر بحقهم أحكام، أو لا توجد ادعاءات شخصية بحقهم.
على أنّ المهم في الجانب الفلسطيني هو حسم قضية رفع الغطاء السياسي عملانياً عن أي مخل بالأمن، لأنّ مَنْ يقترفون جرائم قتل أو افتعال مشاكل، لن يتجرأوا على ذلك، إذا ما وجدوا أنّ هناك إجماعاً فلسطينياً برفع الغطاء عنهم، وأنّ الموقف الفلسطيني موحّد عملانياً بين كافة الأطر في "منظمة التحرير الفلسطينية"، "تحالف القوى الفلسطينية"، "القوى الإسلامية"، و"أنصار الله"، الذين اجتمعوا على تشكيل "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة"، ولم يبق إلا أن يتم تفعيل دورها.

اللواء إبراهيم و"حماس"

وفي إطار المتابعات، التقى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه أمس ممثّل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، على رأس وفد من الحركة، ضم نائب المسؤول السياسي للحركة الدكتور أحمد عبد الهادي، المسؤول الاعلامي رأفت مُرّة، ومسؤول العلاقات السياسية زياد حسن، وتناول البحث الوضع الفلسطيني العام وأوضاع مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وجرى "التشديد على ضرورة متابعة التنسيق بين القوى الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية "حماس".
وقدم وفد الحركة التهاني للمدير العام للأمن العام  بمناسبة الذكرى الـ 71 لتأسيس جهاز الأمن العام في لبنان، وقدوم عيد الأضحى المبارك.
وأكد اللواء إبراهيم أن إصدار وثائق سفر بيرومترية خاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان سيبدأ في 15/10/2016 م.

عشاء تنسيقي

وكذلك حصل لقاء بين مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وممثّلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية بدعوة من المستشار لدى سفارة دولة فلسطين في لبنان سامي البقاعي في مطعم "الكابتن"  - الرميلة، عند مدخل صيدا الشمالي.
شارك في العشاء رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود، رئيس جهاز الأمن القومي في الجنوب العقيد علي نور الدين وأمين سر الأمن القومي عباس عبدالله.
وعن الجانب الفلسطيني شارك قائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان" اللواء صبحي أبو عرب، ونائبه قائد "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان" اللواء منير المقدح، أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، أمير "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ أبو طارق السعدي، الناطق الرسمي بإسم العصبة الشيخ ابو شريف عقل، مسؤول العلاقات في العصبة ابو سليمان السعدي، قائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، مسؤول العلاقات العامة لـ"قوات الأمن الوطني الفلسطيني" العقيد سعيد العسوس، وعضو قيادة "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ أبو اسحق المقدح، أصحاب شركة البقاعي محمد ونضال البقاعي، سكرتير عام التحرير في جريدة "اللواء" الإعلامي هيثم زعيتر، رجل الأعمال المغترب احمد عبد الله بسام نور الدين وعلي موسى وشخصيات اقتصادية لبنانية وفلسطينية.
وطغى على أجواء اللقاء، ملف استقرار الأوضاع في مخيّم عين الحلوة والجوار، وأهمية مواصلة التنسيق تعزيزاً للعلاقات الأخوية، وإيجابية تسليم عشرات المطلوبين أنفسهم لمخابرات الجيش في الجنوب ما انعكس ارتياحاً داخل المخيّمات وخارجها.
وأكد البقاعي أن "القضية الفلسطينية ستبقى هي الاساس لكل الفصائل والقوى الفلسطينية، وسيبقى الفلسطينيون في لبنان عامل استقرار ولن ينجروا الى اي فتنة".
واعتبر أن "ما حصل مؤخراً من تسليم عشرات المطلوبين في مخيّم عين الحلوة لأنفسهم الى مخابرات الجيش اللبناني، خطوة في الاتجاه الصحيح لتخفيف الضغط عن المخيّم الذي يضم أكثر من 100 ألف لاجىء فلسطيني". مؤكداً "الثقة بالجيش اللبناني الذي يشكل صمام الأمان للبنان وبالقضاء اللبناني الذي نجل ونقدر".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024