منذ 7 سنوات | العالم / 24.ae













تدرس الأجهزة الأمنية البريطانية خططاً للتعامل مع آلاف الجهاديين الغربيين المتوقع عودتهم إلى أوروبا، مع تواصل خسائر تنظيم داعش الإرهابي، وتضائل المساحات التي يسيطر عليها في سوريا والعراق جراء الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف التي بقيادات الولايات المتحدة والضربات الجوية الروسية.

وعلى الرغم من التزايد الكبير في حالات الانشقاق عن صفوف داعش، عاد عدد قليل جداً من المقاتلين الأجانب إلى أوروبا خلال الآونة الأخيرة، وعلى سبيل المثال، بحسب صحيفة إندبندنت البريطانية أن بريطانياً واحداً فقط، عاد إلى المملكة المتحدة خلال الأشهر الثمانية الماضية. 

ويشكل المتطرفون العائدون إلى أوروبا، والذين تلقوا تدريباً عسكرياً، "قنبلة موقوتة" تهدد المستقبل القريب للقارة العجوز، ويؤكد مسؤولون أمنيون الحاجة إلى سياسة منسقة لمواجهة الأزمة الوشيكة.

ووفقاً للصحيفة، تفاقمت هذه المشكلة من خلال استخدام الأطفال الغربيين في تنفيذ عمليات إعدام للأسرى، إذ أظهر فيديو بثه التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي صبياً بريطانياً (11 عاماً) يطلق النار على رأس أسير كردي. 

ويعتقد مسؤولون أن داعش يضم حوالي 1500 طفل مقاتل في صفوفه، معظمهم من سوريا والعراق واليمن والمغرب وبعض الدول العربية، وهناك أيضاً حوالي 50 طفلاً من بريطانيا إلى جنب مع عدد أقل من فرنسا وأستراليا.

الأطفال الدواعش


وقال مسؤول بريطاني رفيع المستوى: "علينا التصرف بسرعة مع هؤلاء الأطفال، فهم اعتادوا على القيام ببعض الأعمال الإجرامية، وهم في المقابل دون سن المسؤولية الجنائية في العديد من الدول الأوربية".

وأضاف: "نحن نعلم أن أطفالاً غربيين انتقلوا إلى سوريا، ولكن أطفالاً ولدوا هناك أيضاً لأبوين أوروبيين". 

وأردف المسؤول: "لكن المشكلة الحقيقية ستكون مع آلاف الدواعش البالغين، نحن على اتصال مع عدد من الدول الأوروبية حول هذه المشكلة، لكن سياسات تعتمد إلى حد ما على الاعتبارات السياسية والقانونية داخل البلد نفسه".

ومن المتوقع أن تحتل مشكلة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء الأوروبيين، موقعاً كبيراً في مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي. 

ويعتقد أن نحو 27 آلاف أوروبي سافروا إلى سوريا منذ بداية الحرب الأهلية قبل 5 سنوات، بينهم نحو 5000 و7000 في صفوف المنظمات المتمردة المتشددة مثل جبهة النصرة، وما يقل عن 800 سافروا من المملكة المتحدة.

وأحد الأسباب الرئيسية التي تمنع المتطرفين الغربيين من العودة، هو أن الدول الأوروبية توجه اتهامات جنائية ضد الذين قاتلوا مع المتطرفين، باستثناء الدنمارك التي تملك برنامج إعادة تأهيل للمتطرفين.

ويعتقد أن نحو نصف المتطوعين المسلمين البريطانيين الذين سافروا إلى سوريا والعراق، أي حوالي 400، عادوا إلى المملكة المتحدة، وأدين 55 منهم في وقت سابق بتهم القتال أو مساعدة جماعات متطرفة.

وذكرت تقارير سابقة أن متطرفين إسلاميين تسللوا مرة أخرى إلى أوروبا عبر اللاجئين، ومع ذلك فإن أرقام المتسللين صغيرة نسبياً.

وختم المسؤول الأمني البريطاني بقوله "الادعاء أن آلاف الجهاديين عادوا مرة أخرى إلى أوروبا، يخفي وراءه المشكلة الحقيقية التي تنتظرنا، داعش سيواجه خسائر كبيرة العام المقبل، وسيقتل بعض المقاتلين الأجانب، وسيعتقل البعض الآخر، لكن كثيرين آخرين سيحاولون الفرار والعودة إلى أوروبا، إنها الحقيقة الصعبة، وهي مشكلتنا ولن تختفي تلقائياً".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024