منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، المؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمدارس الكاثوليكية، بعنوان "التربية والبيئة: واقع ومرتجى"، في ثانوية مار ضوميط للراهبات الأنطونيات في روميه المتن، بدعوة من اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية.

حضر المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين ويتخلله ندوات تتناول محاور عديدة، راعي الاحتفال البطريرك الراعي، ممثل عن الرئيس ميشال سليمان، وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب ممثلا بالمدير العام للوزارة فادي يرق، الوزير السابق الدكتور إبراهيم شمس الدين، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد البير حيدر، المدير العام لقوى الأمن الداخلي ابراهيم بصبوص ممثلا بالعقيد فرنسوا رشوا، القائم بأعمال السفارة الباباوية المونسنيور إيفان سانتوس، المعاون البطريركي في الكرسي البطريركي المطران جوزيف نفاع، راعي أبرشية أنطلياس رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران كميل زيدان، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو كسم، رئيس "كاريتاس" الأب بول كرم، الامين العام للمدارس الكاثوليكية في بلجيكا الأمين العام الأقليمي في أوروبا غي سيلدرلاغ، الى اميني المدارس الكاثوليكية في فرنسا والأردن وممثل الجهاز التربوي في السفارة الفرنسية باسكال بالمان.

كما حضر، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية محمد أمين الداعوق، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون، رئيس مكتب الرؤساء العامين الأب مالك طوق، رئيس المجلس الإقتصادي - الإجتماعي روجيه نسناس، نقيب المعلمين نعمة محفوض، رئيس رابطة التعليم الثانوي عبدو خاطر، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر ورئيس بلدية رومية عادل أبو حبيب وعدد من رؤوساء البلديات، الى حشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية ورجال دين ومسؤولين تربويين من القطاعين العام والخاص ومديري مدارس وهيئات تعليمية. وادارت حفل الإفتتاح الأخت باسمة الخوري.


عازار

بعد النشيد الوطني وصلاة مشتركة، القى الإمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، كلمة، إعتبر فيها أن "هذا المؤتمر يأتي مكملا لسلسلة من المؤتمرات كان هدفها ولا يزال تنشئة الاجيال الطالعة على احترام الحياة والاخر، وعلى التضامن من أجل انقاذ وطننا ومجتمعنا من مشاكل اجتماعية وبيئية تقلقنا وتهدد وحدتنا الوطنية والانسانية وصحتنا وسلامة عيشنا"، معتبرا ان "الاهتمام بالبيئة ليس جديدا على مدارسنا الكاثوليكية التي كانت تؤمن ومنذ نشأتها المكان الأفضل والأجواء الطبيعية المريحة لتعليم الناشئة وتربيتهم على حب الجمال والتعلق بالأرض واحترام التراث الوطني. لذلك أوصت مؤتمراتنا السابقة بتنظيم نشاطات للمحافظة على البيئة وتعزيز نوادي البيئة وحملات نظافة. واليوم نحن لا نزال مهتمون بهذا الموضوع الذي يقلقنا لا بل يقلق جميع الناس. لذلك نحن ملتزمون بتوجيهات الرسالة العامة كن مسبحا - لقداسة البابا فرنسيس، وكم نتمنى ان تولي مناهجنا التعليمية الموضوع البيئي اهتماما خاصا لكي يتنشأ التلامذة على حب الأرض والطبيعة والإنسان والتراث والقيم".

وقال: "من هذا المنطلق ومع ورشة تعديل المناهج، نطالب الدولة بالشراكة المتجردة بين القطاعين العام والخاص في صياغة مناهج جديدة، لكي نصنع معا الغد الذي يرتاح إليه تلامذتنا وأجيالنا الآتية"، مشددا على ان "التربية البيئية لا تتوقف عند قضايا الأرض والطبيعة، بل تطال العمل لايجاد بيئات سليمة سياسيا واقتصاديا وتربويا واخلاقيا. وكل عمل بيئي هو عمل انساني يساعد الانسان على تعزيز انسانيته وكرامته وحريته واحترامه للخليقة".

وذكر: "يوم الأحد الماضي قال قداسة البابا فرنسيس في احتفال تقديس الأم تريزا دي كلكوتا: لقد جعلت صوتها مسموعا أمام زعماء العالم على امل ان يعترفوا بجرائم الفقر التي خلقوها هم أنفسهم. وكم نأمل، لا بل كم هو واجب علينا أن نصلي ليكون صوت مؤتمرنا اليوم مسموعا لكي نصنع السلام بانقاذنا الخليقة والكون من نتائج الصراعات والحروب والمجاعات".


زيادة

وألقى المطران زيادة كلمة، لفت فيها إلى "أننا نفتتح هذا المؤتمر بعد خمسة أيام من الإحتفال بيوم الصلاة السنوي من أجل البيئة"، وقال: "لقد دعانا البابا فرنسيس لنشارك بالصلاة مع الكنيسة الأرثوذكسية، من أجل توبة إيكولوجية والتزام أعمق بالحفاظ على البيئة، رأفة ببيتنا المشترك الذي نشوهه كل يوم ورأفة بمستقبل البشرية الذي نعرضه لأخطار وجودية".

أضاف: "وفي هذه المناسبة، تعلن المدرسة الكاثوليكية التزامها بقضايا البيئة وتدافع عنها، حفاظا على بيتنا المشترك وتدعو الجميع، لا سيما التربويين، الى اقتفاء هذا النهج. وتنطلق في التزامها هذا من مشروع تربوي رسمه لنا البابا فرنسيس في رسالته العامة كن مسبحا. أمام التدهور الكبير الذي تعاني منه البيئة والذي بات يهدد بتدمير بيتنا المشترك ومستقبل البشرية ككل، لا بد لنا أن نقوم بمواجهة متكاملة لهذا التحدي الوجودي. وتقوم هذه المواجهة على معرفة ووعي عميقين لأسباب التدهور، وإبراز الحاجة إلى توبة إيكولوجية وتطور التربية البيئية".

وبعدما تطرق إلى اسباب هذا التدهور بعوامل ثقافية وأخلاقية وروحية، أشار إلى أن "الحلول لا توجد في التقنيات، بل في تغير للكائن البشر والعبور من الإستهلاك إلى التضحية ومن الجشع إلى السخاء ومن الهدر إلى القدرة على المشاركة والى التوبة الفردية والإجتماعية لخلق دينامية تغيير مستدام".

ورأى ان "وجود قوانين وتشريعات ليس بكاف على المدى البعيد، للحد من التصرفات السيئة حتى وجدت رقابة فعالة. تقع علينا مسؤولية تجاه الآخرين وتجاه العالم وأنه أمر يستحق العناء أن نكون صالحين وصادقين"، معتبرا ان "التربية البيئية شرعت مؤخرا بتوسيع حقل أهدافها، وتميل أكثر إلى إبراز الحاجة إلى مختلف مستويات التوازن الإيكولوجي: المستوى الداخلي مع الذات والمستوى التضامني مع الآخرين والمستوى الطبيعي مع جميع الخلائق والمستوى الروحي مع الله".

ولخص "أهداف هذه التربية بتعزيز الوعي بأننا أسرة بشرية واحدة، لا توجد حدود وحواجز سياسية أو إجتماعية بإمكانها أن تسمح لنا بالإنعزال، ويجب ألا يكون هنالك مجال لعولمة اللامبالاة وتكوين قيادات تشق دروبا جديدة وتسعى إلى تلبية حاجات الأجيال الحاضرة بمشاركة الجميع، دون المغامرة بأجيال المستقبل، واللجوء إلى غنى الشعوب الثقافي المتنوع وإلى الفن والشعر والحياة الداخلية والروحانية وإلى جميع فروع العلم وأشكال الحكمة، لا سيما الدينية منها. رؤية الواقع بطريقة مختلفة، وجمع التطورات الإيجابية والمستدامة، واستعادة القيم والأهداف العظيمة التي دمرها جنون العظمة، وإبراز حاجة البشرية التغيير، إنطلاقا من الوعي أن المستقبل لا يتحقق إلا بمشاركة الجميع. فقط الوعي لخطورة الأزمة الثقافية والإيكولوجية سيسمح بتطوير قناعات جديدة ومواقف جديدة".

وشدد زيادة على" أهمية بيئات التربية البيئية التي تتوزع بين المدرسة والعائلة ووسائل التواصل والتعليم الديني والعادات والتقاليد، وتضافر جهود كل هذه البيئات لتأمين تربية بيئية مثمرة بمقابل العمل على تبديل السلوكيات وعدم إهمال العلاقة بين التربية والجمال والحفاظ علي بيئة سليمة ودور الجماعات المسيحية في العمل التربوي"، مشيرا الى ان "التربية لن تعط ثمارها وجهودها ستذهب سدى، إن لم نهتم أولا بنشر نموذج جديد للكائن البشري والحياة والمجتمع والعلاقة مع الطبيعة".

واكد انه "سيبقى العمل التربوي في المدرسة محدود الثمار، إن لم تحتضنه العائلة ويحتضنه المجتمع، وتواكبه سياسات وتدابير حكيمة على مستوى الدولة. نعم، تعي المدارس بعمق أن وحدها لن تستطيع أن تبدل الكثير، ولكن بالرغم من كل شيء، تريد المدرسة أن تضيء شمعة في سواد الليل السائد. إنها، وبالرغم من الفساد الذي يتآكل مجتمعنا والأزمات السياسية التي تفكك أوصاله وسوء إدارة الشأن العام الذي يسحق ناسه، تريد اليوم أن تجدد الوعد بأنها ستعمل ما في وسعها، للحفاظ على بيتنا المشترك. وتدعو وتطالب بإلحاح، أن يبادر الجميع كل من موقعه، إلى القيام بما يجب لإنقاذ هذا البيت من الدمار المحتوم".


الراعي

والقى البطريرك الراعي كلمة، إعتبر في مستهلها أن "اختيار موضوع التربية البيئة، تلبية لدعوة قداسة البابا فرنسيس في رسالته العامة "كن مسبحا"، تقتضيه اوضاع البيئة الملوثة والخطرة عندنا. فالاكولوجيا او علم البيئة مسألة تربوية، تجد فيها المدرسة عامة والمدرسة الكاثوليكية خاصة دورا اساسيا ومميزا. ذلك أن البيئة البشرية والبيئة الطبيعية ونضيف اليهما البيئة السياسية، هي اركان "بيتنا المشترك" على ما يكتب البابا فرنسيس في رسالته وتتدهور معا. ولا مجال لمواجهة هذا التدهور إلا بوعي الاسباب التي أدت الى التدهور البشري والاجتماعي والسياسي اولا، وبالتالي الى التدهور البيئي. والامر يعود في الاساس الى الرباط العضوي القائم بين الانسان والطبيعية، كالرباط بين الشجرة وثمارها. فإذا كانت صالحة كانت ثمارها صالحة، وإذا كانت فاسدة كانت ثمارها فاسدة. فلا بد من العودة الى لاهوت البيئة انطلاقا من الكتاب المقدس، من اجل استكشاف السلوكيات الاخلاقية وادراك دور المدرسة الكاثوليكية في التربية البيئية. هذه النقاط الثلاث تشكل مضمون كلمتي".


وبعدما تناول البطريرك الراعي "لاهوت البيئة في الكتاب المقدس والخطيئة المرتكبة ضد الله مباشرة أو ضد الإنسان وتدميرها البيئة ونظامها الطبيعي، توقف عند "أنانية البشر"، قائلا: "إياها تتسبب بكل انواع التلوث. فلنفكر بقطع الاشجار غير المنظم والمقالع والكسارات ومعامل الحجارة العشوائية ورمي النفايات على الطرقات والساحات وفي الاحراج والبحر والانهار والسدود. بسبب هذه الأنانية نفسها عجزت الحكومة عندنا والمسؤولون السياسيون عن حل مسألة النفايات وتسببوا بانتشار الأوبئة والأمراض وأقصوا السواح عن أرضنا الجميلة".

واذ رأى الراعي أن "تلوث الطبيعة على أنواعه يحرم الانسان من الهواء النقي وتتفشى الاوبئة وتنتشر الامراض"، قال: "يقتضي لاهوت البيئة احترام النظام الالهي لها. فمخالفته تعود إلينا بالشر".

واذ تناول السلوكيات الأخلاقية، اعتبر انه "في ضوء الربط بين خطيئة الانسان وتلوث البيئة، تبدأ معالجة المسألة البيئية بمعالجة الانسان بتربية سلوكياته الاخلاقية تجاه الانسان الآخر والمجتمع والوطن (الاكولوجية البشرية والاكولوجيا السياسية)، وتجاه الطبيعة ومكوناتها (الاكولوجية الطبيعية). وهذه مسؤولية الدولة والمجتمع، كما هي مسؤولية العائلة والكنيسة، والمدرسة والجامعة، وهي ايضا وبخاصة مسؤولية الحكم والاحزاب السياسية والمؤسسات الاعلامية وتقنياتها الحديثة. وكم يؤسفنا ويؤلمنا في آن هذا التخاطب المسيء والمنحط الى أقسى درجات الانحطاط الذي نشهده ونقرأه عبر وسائل التواصل، التي أصبحت وبكل أسف وسائل تفكيك لاوصال العائلة الاجتماعية والوطنية. فلا يمكن الاستمرار بمثل هذه السلوكيات المشينة والهدامة".

وبعد توقفه عند السلوكيات الأخلاقية التي أشار إليها البابا فرنسيس، قال: "الالتزام في ايكولوجية متكاملة تشمل البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحياة اليومية، ومبدأ الخير العام والعدالة والتضامن كمسؤولية كلنا عن كلنا، وخلق مواطنيةايكولوجية، قوامها إحترام الدستور والميثاق الوطني والشرائع والقوانين والألتزام بها، بحيث تعطيها قوة وثباتا وتولد بدورها الثقة لدى المؤمنين بوطنهم".

واذ توقف عند دور المدارس الكاثوليكية في التربية البيئية، قال: "يدعو قداسة البابا فرنسيس في الفصل السادس والاخير من رسالته العامة "كن مسبحا" إلى "التربية البيئية"، ويسميها "روحانية الايكولوجية" التي تربي على نمط آخر من الحياة، اذ تجدد باخلاص العهد بين البشرية والبيئة، بروحانية القديس فرنسيس الاسيزي المميزة بالفرح والسلام. وتربي على اخلاقية العلاقة مع الايكولوجية الطبيعية والايكولوجية البشرية والايكولوجية السياسية، وعلى المحبة المدنية والوطنية والسياسية. هذه التربية هي في عهدة مدارسنا الكاثوليكية خاصة ومدارسنا الرسمية بشكل عام".

أضاف: "تنطلق التربية البيئية من ايكولوجية متكاملة قوامها الرباط غير المنفصم بين الاهتمام بالطبيعة التي منها نعيش والعناية بالفقراء والمهمشين والعدالة الاجتماعية وحماية الجنين، كونه كائنا بشريا منذ اللحظة الأولى لتكوينه في حشا امه، وقيمة الشخص البشري وكرامة الانسان واحترام المجتمع والوطن. اذا لم نكتسب كلنا هذه التربية البيئية على ما يقول البابا فرنسيس، يكون من الصعب الاصغاء الى صرخات الطبيعة نفسها"، مؤكدا ان "أساس التربية البيئية إحياء الايمان والعلاقة السليمة مع الله لكي تسلم مع الناس والطبيعة. سلام مع الله، سلام مع الخليقة كلها".

وتابع: "لا يمكننا الوصول الى مجتمع سليم إلا من خلال تفعيل التعليم المسيحي في مدارسنا على أعلى مستوى ممكن. نأسف أن ينظر البعض إلى التعليم المسيحي وكأنه أمر غير ذي أهمية ومجرد نشاط اختياري متروك لهوى الطالب. غير أن الكوارث البيئية المحيطة بنا والخطر الداهم على الصحة والاقتصاد والموارد الطبيعية وحتى على موارد الغذاء والماء في الأرض بينت لنا الخطأ بإهمال التنشئة الدينية، والتنشئة على حسن السلوك وأصول التصرف في المجتمع. كانت هذه التنشئة إلزامية في مدارسنا الكاثوليكية، بفقدانها بات شبابنا يعتبرون أن الأصول والتقاليد الاجتماعية بروتوكولات خارجية عتيقة وعقيمة لا فائدة منها. فكانت النتيجة الفوضى واللاخلاقية. من دون هذه التربية على الايمان واخلاقية التصرف، سوف ننتج أنسانا يحمل إعاقة حقيقية. إن النجاح العلمي للطالب يشكل جزءا مهما من شخصيته، لكن شخصيته لا تكتمل الا بابعادها الاخرى الروحية والاخلاقية والانسانية والاجتماعية. إذا فقد احداها، يصبح شبيها بمن يفقد عضوا أو ناحية من جسده. وهذا يسمى اعاقة تشل كل هذه الابعاد التي يضاف إليها احترام النظافة والبيئة. جميع هذه الاعاقات تلوث الايكولوجية البشرية والطبيعية والسياسية على السواء. أما إذا وفرت مدارسنا الكاثوليكية تربية بيئية متكاملة، فإنما تنمي العقل والايمان والاخلاق، وتكتسب ثقة الاهل ومحبة الطلاب لها. هذه هي القيمة المضافة التي تقدمها مدرستنا الكاثوليكية بنوع خاص".

ورأى ان "التربية المتكاملة في مدارسنا تقتضي أن تشمل قطاعات ونشاطات يكتمل بها صقل شخصية الطالب بمقدمها التربية على مجابهة ما يسمى "بثقافة الهدر" و"الهوس الاستهلاكي"، والتي تستدعي رؤية المثال في ادارة المدرسة، عندما لا تنجرف الى التغيير من اجل التغيير في اثاث المكاتب، وفي الكتب والهندام المدرسي وسواها، بروح اقتصادي سليم، يميز بين الشكليات والجوهر، وتنظيم نشاطات بيئية تشمل فرز النفايات بشكل علمي وبيع ما يلزم منها والاستفادة من دخلها لدعم الطلاب المحتاجين، وتعزيز المساحات الخضراء، والقيام بحملات تشجير سنوية سواء في حرم المدرسة أم في خارجها، والتعرف الى التراث الطبيعي والتاريخي والاثري والفني والثقافي، ومعرفة استقراء الطبيعة".

وختم الراعي كلمته، متمنيا "بلوغ المؤتمر، أهدافه في تأمين تربية بيئية لطلاب مدارسنا، بحيث تشمل هذه التربية أهلهم من أجل بيئة بشرية وطبيعية ووطنية وسياسية أسلم ينعم بها لبنان وشعبه، فتعود إليه حياته الجميلة السالفة".


- المحور الاول

وتحت عنوان "الإطار المفهومي للتربية على البيئة"، عقد المحور الأول للمؤتمر بإدارة شارل كنعان، وإستعرض فيها ألامين العام للجنة الأوروبية للتعليم الكاثوليكي غي سيلدرلاغ برامج التعليم الكاثوليكي في بلجيكا الفرانكوفونية، وأشار ألى أن "برامج التعليم الكاثوليكي في بلجيكا الفرانكوفونية تحترم المتطلبات التي تفرضها المراسيم، خصوصا القواعد المرتبطة بالتربية المدنية المسؤولة، وتتخطى بالتالي وجهات النظر القانونية تلك، لتطور محتويات تعليمية تعزز المقاربة البيئية استنادا إلى مفهوم تعليمي مستوحى من الإنسانية المسيحية ومن رؤية عالمية لتطور التلميذ".

واعتبر ان "هذا الخيار التربوي يتماشى وروح الرسالة البابوية Laudato Si التي كتبها البابا فرنسيس والتي تمنح الأولوية لضرورة تبني مقاربة شاملة حيال هذا المسألة بغية استعادة كرامة المهمشين من جهة وتشدد من جهة أخرى على ضرورة التحلي بحس المسؤولية حيال البشر كافة شأن اللاجئين المناخيين.


مزوق

وتناولت رئيس قسم العلوم الإجتماعية في جامعة الروح القدس الكسليك ميرنا مزوق "المتطلبات الأساسية الاجتماعية - التعليمية والاجتماعية - الكنسية لتربية مدنية ومسيحية تحترم المنزل المشترك في لبنان، فلفتت إلى أنه "في مطلع القرن الواحد والعشرين، تشغل الإشكالية البيئية كل المساحات العالمية وتشكل هما وجوديا من دون أن تعالج بطريقة عميقة ومستدامة".


رعيدي

ورأت خبيرة البحث والتقييم في العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف ربى رعيدي في مداخلة أن "هناك حاجة قصوى للارتكاز إلى غايات النظام التربوي اللبناني لمعاينة مفهوم المواطنية الصديقة للبيئة وزوايا دراسته والكفاءات المرتبطة به، لتحديد المقاربة التي يندرج فيها المنهج التربوي".


- المحور الثاني

وسلط المحور الثاني الضؤ على "بادرات صديقة للبيئة بغية التوصل إلى تميز في مدارسنا"، بإدارة ميشلين غطاس، وتناول أنطوان تيان من "نادي العلوم" مساهمات الجمعيات غير الحكومية في خلق جيل تنمية مستدامة، واشار إلى "رصد مبادرات جدية في مدارسنا لحماية محيطنا الطبيعي وإيجاد حلول فعالة للأزمة الببيئية، والتدريب على ركائز المعرفة الجيولوجية والايكولوجية".


ابي راشد

وتطرق رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد إلى "مساهمة المؤسسات غير الحكومية في ظهور جيل التنمية المستدامة"، فلفت إلى أن "الوضع البيئي في لبنان أصبح كارثي، مما يستوجب التعاون بين المؤسسات غير الحكومية والمدارس ضرورة ضمن خطة طارئة لإعداد مواطن مسؤول يحترم بيئته"، مؤكدا أن "الجمعيات غير الحكومية اللبنانية كانت رائدة في مجال التربية البيئية خصوصا في إنتاج مواد تربوية وإعداد الأساتذة وتوعية التلاميذ وتنظيم النشاطات التطبيقية".

وشدد على ان "المواضيع الطارئة والمهمة شأن التغيير المناخي والنفايات والماء وحماية التنوع البيولوجي، ستساهم في مساعدة المدارس على إكمال المعلومات المكتسبة في البرنامج".


غنيمة

وأسفت الأستاذ المساعد بقسم الهندسة البيئية والمدنية في جامعة سيدة اللويزة صوفيا غنيمة، في مداخلتها بعنوان "المنزل المشرك"، ل"فوات الأوان لتوعية اللبنانيين الراشدين على واجباتهم حيال الأرض"، ورأت أن" شبابنا يشكلون الوسيلة الأكثر قوة لربح هذه المعركة الوجودية والمربون يعتبرون هيئات الضغط الأكثر سلطة التي تسهم في إنقاذ منزلنا المشترك".


محفوظ

وتطرقت عالمة الكيمياء والباحثة في مركز الأبحاث البحرية بمجلس الوطني للبحوث العلمية سيلين محفوظ الى "واقع مجاري المياه المصدر الأول للتزويد بالمياه المحلية والزراعية والصناعية والشاطئ اللبناني، وما تتعرض له من تلوث بيئي متعدد المصادر وتأثيره السلبي على البيئة البحرية والنهرية، الأمر الذي يدفعنا إلى البحث عن حلول سريعة لتقليل الضرر الحاصل في الأنظمة المائية. وتمر هذه الخطوة بإدراك فعلي يرتكز إلى التعلم والتربية". 



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024