فيما تتواصل الجهود لحل أزمة ترقيات الضباط بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، شدد رئيس الحكومة سعد الحريري على أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للبلد أن يسير فيها قدماً هي أن تكون أكثرية مكوناته السياسية موجودة داخل الحكومة.

وقال الحريري إن هناك حالياً اتفاقاً سياسياً كبيراً جداً في البلد، وسترون كيف ستتحسن الأمور، وأنا في كل عمل أقوم به، أنظر إلى مصلحة البلد واللبنانيين أولاً.

وأضاف حين أقدمت على ما أقدمت عليه من تسويات، كنت أرى البلد وهو ينهار أمام أعين الجميع والمؤسسات تهترئ، واتفاق الطائف الذي عمل رفيق الحريري الكثير لإنجازه مهدد بالسقوط وهو كل كيان الدولة اللبنانية.

وأكد أن لبنان لم يعد يتحمل، وهو لديه مشكلة مع أصدقائه وأشقائه، إن كان في المملكة العربية السعودية أو الخليج، مشدداً على أننا نريد أفضل العلاقات مع المملكة، لأنها لم تقصر يوماً مع لبنان، ونحن سنواصل هذه المسيرة وأنا أؤكد لكم أن العلاقات ستكون مع المملكة بأفضل حالاتها.

وأوضح أن دول الخليج لا تعتزم اتخاذ أي اجراءات ضد لبنان، مشيراً إلى أن الخليج يواجه مشكلة مع حزب سياسي واحد في لبنان وليس لديه مشكلة مع كل لبنان.

وشدد على ضرورة أن يكون النأي بالنفس قولاً وفعلاً، لأن لبنان لم يعد يتحمل.

إلى ذلك، طالب الحريري خلال إعلان نتائج تعداد الفلسطينيين في لبنان، الدول المانحة، بأن تزيد اهتمامها ودعمها لتتمكن وكالة “الأونروا” من التزاماتها.

وقال في كلمة له في الحفل الذي أقيم في السرايا الحكومية أمس، إن التضامن العربي حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لإنقاذ القدس ولتبقى عاصمة دولة فلسطين، مشدداً على أننا في لبنان متضامنون دائماً مع فلسطين ومع القدس ومع أخواننا الفلسطينيين، وواجبنا أن ننظر كدولة للمشكلات التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في بلدنا.

وشدد الحريري على أن لبنان لن يتخلى عن واجبه القومي والإنساني بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

وكشف أن عدد اللاجئين الفلسطنيين في لبنان 177 ألفا فقط.

وقال “كنا نهول ونسمع أرقام قياسية (عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان)، واستخدمت الأرقام في التجاذبات السياسية”، مؤكداً أن “هذا الرقم حقيقي، وعلينا واجبات أن نقوم بها كدولة تحت سقف الحوار والتفاهم”.

على صعيد آخر، علق الحريري للمرة الأولى على قضية الإعلامي مارسيل غانم قائلاً، إن “تضخيم الموضوع خطأ جسيم”، مضيفاً “مارسيل غانم أجرى حلقة تلفزيونية تكلم البعض عنها، وأنا قمت بتقديم شكاوى ضد بعض الصحافيين الذين تعدّوا الخطوط الحمر”.

وأوضح “إذا كان هناك تحريض طائفي ومذهبي، فترفع دعوى وهناك آلية مناسبة”، مشدداً على أن هذا الموضوع يجب أن يحل، وهناك آلية في القضاء يجب أن تحترم، ويجب أن يأخذ مارسيل غانم حقه”.

وقال “الأمور تضخم في أماكن لها طابع سياسي، أنا ضدها وأضم صوتي لمارسيل”.

وشارك إعلاميون ومجموعات من المجتمع المدني وهيئات حقوقية في وقفة احتجاجية أمام قصر العدل بيروت أمس، رفضاً لسياسة كم الأفواه والقمع، ودعماً لحرية الرأي، مشددين على أن السلطة التي تمد يدها على الحريات لن تتوانى عن ارتكاب كل الجرائم المادية والمعنوية، ودعوا إلى المواجهة الديموقراطية المباشرة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024