تحت عنوان "الحكومة السورية تستعد لتوسيع سيطرتها على المنطقة الحدودية مع إسرائيل" كتب عاموس هاريل في صحيفة هآرتس مقالا يشرح فيه التوسعات العسكرية للحكومة السورية آملا أن تعيد إسرائيل النظر في سياستها مع سوريا.

وقال الكاتب ان الحكومة السورية تستعد لتوسيع المنطقة التي سيطرت عليها في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ومن المرجح أن يبدأ الجيش السوري "والميليشيات" الداعمة له هجومهم على قوات المتمردين على مقربة من الحدود اللبنانية، من جهة جبل حرمون السوري، وفي وقت لاحق قد يحاولون التقدم نحو الجنوب على طول الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

وحسب الكاتب فإن إسرائيل اتخذت خطا أكثر صرامة ضد الحكومة السورية في السنوات الأخيرة، والآن يجب أن تعيد التفكير في سياستها، خصوصا بعد وصول مئات الأشخاص من التنظيمات السنية المتطرفة، مثل القاعدة وداعش، إلى المنطقة.

وأضاف الكاتب ان الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في الجولان كان مستقرا نسبيا في العام الماضي، وسيطر الجيش السوري على الجزء الشمالي في الحرمون السوري وفي بلدة القنيطرة الجديدة، وكان هناك أيضا جيبان، أحدهما درزي في قرية حضر، تسيطر عليهما "ميليشيات" محلية تتواصلان مع الحكومة السورية وجيب سني في القرى على طول الحدود اللبنانية.

وقال الكاتب ان المنظمات المتمردة كانت تسيطر على الجزء الرئيسي من الحدود، من البلدة القديمة في القنيطرة والجنوب، وكانت هذه المنطقة أساسا قطاع المليشيات السنية المحلية التي قبل بعضها المساعدات من إسرائيل كالأغذية والملابس والأدوية والرعاية الطبية في المستشفيات الإسرائيلية، وعرفت المنظمات المتطرفة كتنظيم القاعدة، وجبهة فتح الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة.

وأشار الكاتب الى ان الجيب الجنوبي، في مثلث الحدود مع إسرائيل والأردن، يسيطر عليه جيش محلي لداعش، ويسمى اليوم جيش خالد بن الوليد، وتورط هذا الجيش في معارك للسيطرة مع المنظمات المتمردة الأخرى في شماله وشرقه، و بالكاد يشارك في الحرب ضد الحكومة السورية.

واعتبر الكاتب ان المنعطفات الدراماتيكية في الحرب السورية قد تؤثر على التطورات على الحدود مع إسرائيل، وبمساندة القوات الجوية الروسية "والمليشيات الشيعية" يحقق الأسد المزيد من النجاحات، وتحرير حلب في كانون الأول الماضي يليه تحرير دير الزور والرقة في شرق سوريا من داعش تؤدي لإستئناف الجيش السوري "والميليشيات الشيعية" مصلحتها في مناطق أخرى أعتبرت أقل أهمية بالنسبة للأسد، ومن المحتمل أن تحدث خطوة الحكومة السورية المقبلة بالقرب من إسرائيل، على الرغم من أنه غير واضح متى سيحدث ذلك، وكالمعتاد مع سوريا، يمكن أن يتأخر بمعنى أن الجيش السوري سيهدف أولا إلى إستعادة الجزء الجنوبي من الحدود السورية اللبنانية، وقطع الإمدادات للمتمردين في لبنان إلى الأبد، وإذا تم الأمر، قد يحاول الأسد في وقت لاحق إبعاد المنظمات المتمردة من جنوب الجولان أيضا.

وقال الكاتب انه في الوقت نفسه، تترتب على خسارة داعش آثار أخرى على المنطقة القريبة من حدود إسرائيل، ووصل مؤخرا عدة مئات من المقاتلين إلى الجيب الجنوبي، عبر الحدود مع الأردن، وكان هؤلاء لاجئين من المعارك في المناطق التي خسرتها داعش، ويقدر أن حوالى 1000 من المتمردين المسلحين يعملون تحت رعاية داعش المحلي، كما تعززت مجموعة أخرى من القاعدة مع المقاتلين الفارين من الحرب في شرق البلاد مما أدى الى زيادة وجودها في الجزء الأوسط من الحدود مع إسرائيل.

وذكر الكاتب انه خلال العام الماضي، بينما وصلت الحكومة السورية الى مكاسبها، وسارعت "الميليشيات الشيعية" والحرس الثوري الإيراني إلى المشاركة في القتال، حذر القادة الإسرائيليون من النفوذ الإيراني في سوريا، وخصوصا نهجه تجاه الحدود الإسرائيلية، ولكن الوضع الآن مختلف قليلا، أولا، إن تجمع المتمردين المتطرفين الذين تعتبر أيديولوجياتهم التنظيمية معادية جدا لإسرائيل يمكن أن يخلق إمكانية للإرهاب بالقرب من الحدود، وثانيا هناك سؤال حول ما إذا كان تقديم المساعدات الإنسانية للميليشيات السنية المحلية لن يضع إسرائيل على مسار تصادم مباشر مع الأسد وإيران، الذي من المحتمل أن يفوزوا في أي صراع مع المتمردين.

وحسب الكاتب فإنه وفي هذا الشأن، تختلف الآراء في مؤسسات الدفاع والمؤسسات السياسية، فيحبذ أحد الآراء الحفاظ على المساعدات الإنسانية للقرى السنية، ويقول ان القلق من انه اذا توسع نفوذ الحكومة السورية بالقرب من الحدود، فإن الإيرانيين "والميليشيات" المرتبطة بالأسد سوف تظهر أيضا، ويشير آخرون إلى أن عودة الحكومة السورية يمكن أن تحقق إستقرارا فعليا في الحدود، مما يؤدي إلى صد المنظمات المرتبطة بالقاعدة، وبالأخص بتنظيم داعش.

وأشار الكاتب الى انه في أي من الحالين، فإن إستئناف الصراع الداخلي في سوريا بالقرب من الحدود سيتطلب من إسرائيل أن تكون في حالة تأهب خاصة وأن تعيد النظر في مواقفها.

وأنهى الكاتب قائلا انه لا يزال عدم الإستقرار في جنوب سوريا يثير قلق الدوائر الأردنية أيضا، فقد كتب الصحافي بسام البدارين الذي لديه العديد من المصادر في المؤسسة الأردنية هذا الأسبوع في صحيفة القدس العربي أن الأردن تشعر بالتخلي رغم التفاهمات التي تم التوصل إليها بينها وبين الولايات المتحدة وروسيا في اتفاق تم توقيعه الشهر الماضي لإنشاء مناطق للحد من الإحتكاك في جنوب سوريا.

وأضاف الكاتب أن البدارين كتب ان اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي يواصل تشجيع "الميليشيات الشيعية" على "التسرب" إلى مدينة درعا على الحدود مع الأردن، مما يعرض أمن المملكة الهاشمية للخطر، والقوى العظمى تتركها للتعامل مع المشكلة بنفسها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024