طرح الكاتب في صحيفة هآرتس آموس هاريل مسألة ضغط المعارضة الإسرائيلية بسبب عدم رد نتنياهو الحاسم على حماس مستبعدا إنجرار الحكومة الإسرائيلية الى حرب معها الآن.

وقال الكاتب إن حكومة حماس في غزة اعتقلت في الأيام الأخيرة العديد من المسلحين السلفيين، وعلى ما يبدو بهدف وقف إطلاق صواريخ جماعاتهم على إسرائيل، وقد أرسلت حماس رسالة عبر عدة قنوات وإلى المخابرات المصرية قبل كل شيئ، بأنها تسعى إلى تجنب التصعيد مع إسرائيل. وبحسب حماس، كان من بين المعتقلين مسؤولين عن إطلاق الصواريخ الأخيرة.

وذكر الكاتب انه ومنذ ان اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من كانون الاول، أُطلق نحو 30 صاروخا على صحراء النقب، وقد سقط النصف في غزة، ولكن مرتين - الأحد والأسبوع الماضي - سقطت الصواريخ في مناطق مأهولة بالسكان جنوب مستوطنتي عسقلان وسديروت ولم تسفر عن وقوع إصابات، بل كانت هناك أضرار مادية.

وحسب الكاتب فإن الإستخبارات الإسرائيلية تخمن بأن حماس لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى حرب أوسع، ومع ذلك فإن حقيقة أن حماس لم توقف إطلاق الصواريخ المتكرر لما يقارب الأسبوعين تثير مسألة ما إذا كانت عمليات الإطلاق تنبع من عدم قدرة حماس على فرض الهدوء أو عدم وجود قوى دافعة لقواتها للقيام بذلك.

وأضاف الكاتب ان هناك تفسير محتمل لإستجابة حماس البطيئة وهو الجو العام في المنطقة، فقد قوبل قرار ترامب بإستنكارات حادة من حكومة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكذلك من قبل الدول العربية والإسلامية، وبالتالي قد تخشى حماس وضع نفسها في موقف يبدو أنه يعارض "المقاومة" أي المعركة ضد إسرائيل.

وإفترض الكاتب ان حماس تسعى لتوجيه الإحتجاج إلى مسارات أكثر راحة، مثل الهجمات في الضفة الغربية (حيث يتم تقسيم السيطرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية) والمظاهرات بالقرب من السور المحيط بقطاع غزة، إن إطلاق الصواريخ هو أكثر خطورة بالنسبة لحماس لأنها لا تملك السيطرة على النتائج، ويمكن أن تؤدي الهجمات إلى ردة فعل إسرائيلية قاسية، وحتى الآن كانت إستجابة إسرائيل محدودة جدا، معظمها مجرد غارات جوية ليلية على المقرات ومرافق التدريب التابعة للجيش العسكري لحماس، والتي تكون فارغة في العادة بذلك الوقت.

وقال الكاتب انه في الوقت نفسه، إزدادت الإنتقادات في إسرائيل لما وصف بأنه عجز للحكومة عن الرد على إطلاق الصواريخ على البلدات الحدودية مع غزة، وكان رئيسي الحزبين يائير لابيد (يش عتيد) و آفي غاباي (الإتحاد الصهيوني) قد هاجما أمس الاثنين نتانياهو للتحفظ عن الرد في غزة وطالبا بالرد العسكري القوي على حماس.

وذكر الكاتب ان الحكومة اليمينية التي يتزعمها نتانياهو ناقشت يوم الاثنين الوضع في الجنوب واتخذت نهجا مقيدا ، ويبدو أنه لا يزال هناك حتى الآن توافق واسع في مجلس الوزراء ضد عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، ويعتقد معظم الوزراء أن مثل هذا الإجراء لن يخدم غرضا آخر غير الإراقة المتبادلة، في حين أن التهديد الصاروخي من غزة إلى سكان المناطق الحدودية لم يصبح بعد غير محتمل.

وأضاف الكاتب انه يوجد إعتبار آخر وهو بناء إسرائيل لحاجز تحت الأرض ضد الأنفاق الآتية من غزة ومن المتوقع ان يستمر العمل على الحاجز لمدة عام اخر، وخلال الشهر والنصف إكتشف الجيش نفقين حفرا من قبل الجهاد الإسلامي وحماس.

وقال الكاتب إن لبيد وغاباي إعتبرا سياسة نتنياهو في قطاع غزة هدفا مريحا بالنظر إلى استمرار إطلاق الصواريخ.

وقال الكاتب انه يجب على قادة المعارضة أن يسألوا أنفسهم بالضبط ما الذي يسعون لتحقيقه من خلال معاقبة حماس، هل هم مهتمون بهزيمتها؟ هل يجب ان تفضل إسرائيل حكم مليوني فلسطيني أم تتمنى ان تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عنها؟

وأنهى الكاتب قائلا انه وفي غياب خطة غزة المفترضة من قبل المعارضة، تبدو الدعوات إلى قبضة حديدية شعبوية، ونذكر أيضا أن نتنياهو أجبر مرتين في الماضي على القيام بعمليات في غزة لم تحقق سوى نتائج محدودة - عملية عامود السحاب في عام 2012 وعملية الجرف الصامد في عام 2014 - لأنه تم جره باستفزازات حماس في غزة وبالنقد السياسي من الجانب الإسرائيلي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024