منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل










مسمار آخر دُقّ بالأمس في نعش الجمهورية.. طار الحوار ولم يبقَ في ميدان المواجهة المستميتة بين الدولة والفراغ سوى ذراع تنفيذية تصارع وحيدة شبح الموت السريري بعدما بُتر الرأس وشُلّت الذراع التشريعية.

 وفي الجلسة الحوارية الـ23 والأخيرة، قطع التيار العوني شعرة الحوار ورفع الصوت طائفياً مهدّداً بهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع وبفضّ الشراكة الوطنية بذريعة الدفاع عن «الميثاقية» ورفع «المظلومية» عن المسيحيين الذين اختزل الوزير جبران باسيل تمثيلهم والتحدث باسمهم على طاولة الحوار، 

الأمر الذي أثار حفيظة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية ودفعه إلى الرد على اعتباره وعموم المسيحيين الذين لا يؤيديون «التيار الوطني» يمثلون فقط 6% فقال لباسيل: «أنا أمثل أباً عن جد أما أنت فمن تمثل؟ سقطت 6 مرات في الانتخابات (البلدية والنيابية) وعمّك عينك مديراً عاماً لتياره لأنك «ما استرجيت» تخوض الانتخابات في التيار». 


وفي تفاصيل النقاشات التي دارت على طاولة الحوار، وفق ما نقلتها مصادر المتحاورين لـ«المستقبل»، أنّ مندوب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» إلى الجلسة استهلها بمداخلة طائفية تهويلية لوّح فيها بانهيار «مفهوم الشراكة» مع المسلمين، متحدثاً عن «مظلومية» مسيحية ومتسائلاً عن جدوى استمرار الحوار «طالما تؤكل حقوقي» كما قال بوصفه متحدثاً باسم المسيحيين. 

وإذ وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري كلام باسيل بأنه «أخطر كلام يسمعه منذ الحرب الأهلية ويؤدي إلى تكرار هذه الحرب»، طلب فرنجية الكلام معرباً عن رفضه اختزال المسيحيين بـ«التيار الوطني الحر» وأردف: «الميثاقية لا تعني أن تقول للشريك في الوطن أعطني ما أريد وإلا لا تكون ميثاقياً»، 

متوجهاً إلى باسيل بالقول: «مع احترامي لك لكن مواقفك هي مواقف غبّ الطلب لأنكم تتحدثون عن حقوقكم وليس عن حقوق المسيحيين، نحن مشينا مع الجنرال ميشال عون حتى النهاية لكنكم أوصلتمونا إلى مكان أصبحتم تخيرون الناس فيه بين أن يعطوكم ما تريدون أو «عمرها ما تكون جمهورية» 

وهذه مسألة لا نقبل بها»، مضيفاً: «لطالما أعجبت بالجنرال لكن للأسف طروحاته هي التي أضاعت حقوق المسيحيين وها نحن منذ العام 1992 نحاول إعادة تحصيل هذه الحقوق التي ضاعت بسببه»، أما في الملف الرئاسي فلفت فرنجية انتباه «التيار الوطني» و»القوات» و»الكتائب» إلى أنّ هناك بوادر تسويات في المنطقة متوجهاً على هذا الأساس إليهم بالقول: حرام كلما حان أوان التسويات «تفوتونا بالحيط».






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024