تطرقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من غزة في الأيام الماضية مستبعدة رغبة حماس بإندلاع حرب جديدة.

وقالت الصحيفة ان مسؤولي الدفاع لا يعتقدون أن حماس ترغب بحرب أخرى، وإن الأخيرة تدرك أن إسرائيل وصلت إلى حدود صبرها، وبالتالي فهي تستعد لإمكانية إندلاع الحرب.

وحسب الصحيفة فإن الصاروخ الذي أُطلق يوم الخميس الماضي أوصل مجموع الصواريخ التي أُطلقت خلال الأسبوع الماضي الى 24، وكان قد هبط منها 13 على الأقل في "الداخل الإسرائيلي" الا انه تم إعتراضها من قبل نظام القبة الحديدية او هبطت في مناطق مفتوحة بينما هبط الصاروخ الرابع عشر في مستوطنة سديروت ولم يسفر عن سقوط ضحايا وهذا أكبر عدد من الصواريخ يُطلق في هذه الفترة القصيرة منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة في صيف عام 2014.

وأضافت الصحيفة ان الصواريخ أطلقت أساسا بسبب منافسات داخل غزة من قبل منظمات سلفية صغيرة تريد إحراج حماس وإحداث تصعيد. ولا يمكن لهذه الجماعات إطلاق الصواريخ بكميات كبيرة، ولكن يمكنها ان تطلق بما فيه الكفاية لتشكل تحديا لحماس.

وحسب الصحيفة فإن مسؤولي الدفاع يعتقدون أن حماس قد وصلت الى حدود قدرتها في التأثير على هذه المنظمات، و تخشى كل من إسرائيل وحماس أن تأثير الأخيرة قد يضعف، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة، وهذا بدوره سيؤدي إلى تصعيد مع إسرائيل.

وقالت الصحيفة ان حماس تريد الهدوء لأن التصعيد لا يخدم مصالحها الآن، وهدفها الفوري هو إستكمال مصالحتها مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ولا تريد أن تكون الطرف المسؤول عن فشل المصالحة خشية أن يقوض ذلك علاقتها بمصر، في أمور أخرى.

وذكرت الصحيفة ان الوضع في غزة صعب بالفعل، وان حماس تفهم أن بدء حرب أخرى مع إقتراب الشتاء سيؤدي إلى إحتجاجات من قبل سكان غزة، كما يمكن أن يقوض جهود حماس من أجل إعادة التسلح، وهو ما كانت تعمل عليه منذ حرب عام 2014، التي شكلت لها ضربة قاسية.

وأضافت الصحيفة ان حماس تدرك أيضا أنه في الوقت الذي يعارض فيه العالم العربي بأكمله قرار ترامب حول الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإنه لا يمكنها أن تبقى على الهامش، وبالتالي فإنها تحاول إظهار أنها تعارض بفعالية إعلان ترامب، وتقوم بذلك في المقام الأول من خلال حث عناصرها في الضفة الغربية على شن هجمات والإشتباك مع الجنود الإسرائيليين، وحث الناس في غزة على الإشتباك مع الجنود الإسرائيليين على طول السياج الحدودي.

وأنهت الصحيفة قائلة ان إسرائيل ليس لديها علم حتى الآن بأي جهد مصري لتهدئة الوضع، ومصر هي حاليا اللاعب الأكثر قدرة على إعادة الهدوء من خلال التوضيح للمجموعات الفلسطينية في غزة أنه يجب عليها وقف إطلاق الصواريخ.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024