تحت عنوان "لماذا مقتل الرئيس السابق في اليمن يهدد بتصعيد الحرب؟" جاوبت صحيفة بلومبيرغ على أسئلة طرحتها حول مصير اليمن وتطورات ما بعد موت علي عبدالله صالح.

وقالت الصحيفة إن تغيير الأطراف في الحرب غالباً ما يحمل مخاطر شديدة، وقد دفع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حياته نتيجة ذلك.

بعد أيام من إدارة صالح ظهره للتحالف مع "المتمردين الحوثيين" في اليمن، قتل على أيديهم. وجاءت وفاته في الوقت الذي يبدو أن المملكة العربية السعودية تحاول أن تقلب الحرب الأهلية اليمنية لصالحها عن طريق إبعاد مقاتلي صالح عن الحوثيين، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد حملة القصف التي تقودها السعودية. ويجب على  المتمردين الإتحاد من جديد تحت وتيرة تخفيض إستعمال قوة النار، لكن يبدو أنهم بعيدين من الإستعداد للإستسلام. وربما يحمل المستقبل المزيد من البؤس لليمنيين العاديين الذين يواجهون مسبقاً كارثة إنسانية.

وسألت الصحيفة بعض الأسئلة موضحة رأيها.

1. لماذا قد يتفاقم القتال؟

يتوقع بعض المحللين أن يستجيب السعوديون لمقتل صالح وأن يستجيب الحوثيون لخيانته، بعدوانية حادة. أحد الخيارات للحوثيين هو محاولة الحصول على مزيد من الدعم من إيران، التي كانت قد ساعدت "المتمردين". وتوقع بيتر ساليسبري في معهد تشاتام هاوس في لندن :"بالنسبة للسعوديين، سوف يخلعون قفازاتهم". قصفت الطائرات المقاتلة السعودية القصر الرئاسي في صنعاء للمرة الأولى منذ ما يقرب ثلاث سنوات من الحرب. وبالإضافة إلى ذلك، يزيد مقتل صالح طبقة جديدة من الإنتقام للصراع. ويمكن أن ينتشر العنف الآن في شمال اليمن، حيث الحدود مع المملكة العربية السعودية، وحيث وجود حلفاء بين القبائل المحلية لكل من صالح والحوثيين.

2. حول ماذا الحرب؟

سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014 في ظل سياسات الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقد وضع بموجب إتفاقیة إنتقالیة مدعومة من الولایات المتحدة والسعودیة بعد أن أجبرت ثورة الربيع العربي صالح علی التنحي في عام 2012. لم تعاني اليمن من طائفية سنية-شيعية إلا قليلاً، إلا أنّ القوى الخارجیة إختارت جانباً من هذين الخطين. وقد دعمت السعودية ذو الغالبية السنية هادي، وهو سني، وإيران ذات الأغلبية الشيعية ساعدت الحوثيين، من المذهب الزيدي في الإسلام الشيعي. لقد أصبحت الحرب جزءاً من الصراع من أجل التأثير الإقليمي بين السعودية وإيران.

3. إذن كان الحوثيون وصالح حليفين طبيعيين؟

لا. في الواقع، كان الرئيس السابق قد حارب "المتمردين" خلال أكثر من عقدين في السلطة. وكان دافع الحوثيون للتحالف معه هو القلق من أن مجتمعهم كان مهمشاً. وكان تحالف الحرب الأهلية بين الموالين للحوثيين ولصالح دائماً ضعيفاً. ورأى الكثيرون أنه زواج الراحة، الدافع من جانب صالح هو رغبته في إستعادة الرئاسة أما من جانب الحوثيين فهو التعزيز الذي قدمه الموالون لصالح لهم.

4. ماذا سيفعل الموالون لصالح الآن؟

من الممكن أن يلجأ العديد منهم إلى جانب الحكومة، مما يُربح "المتمردين" قوى بشرية كبيرة. ووفقاً لآدم بارون، زميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه لا ينبغي الإستخفاف بالحوثيين، حتى بدون دعم مقاتلي صالح وإمداداتهم.

5. هل يستطيع السعوديون الفوز بالحرب لصالح هادي؟

خفض التحالف العربي بقيادة السعودية تدخله بالأراضي الواقعة تحت سيطرة "المتمردين"، لكنه فشل في طردهم من العاصمة ومن أجزاء أخرى من شمال اليمن. وقد اعتمد التحالف إلى حد كبير على الضربات الجوية وعلى نشر قوات برية محدود. وباستخدام هذه الاستراتيجية، يرى جوست هيلترمان، المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية"، فرصة ضئيلة للتحالف لتحقيق النصر العسكري.

6 - هل يمكن أن تفضي المفاوضات إلى إتفاق سلام؟

لم تؤتِ المحادثات المتقطعة التي ترعاها الأمم المتحدة ثمارها. واستبعد الحوثيون إستعادة هادي للسلطة، كما يرغب السعوديون. ومن الممكن التفكك بين حلفاء الحوثيين مع مقاتلي صالح أن يخفف من حدة موقفهم.

7. ماذا عن عائلة صالح؟

ووفقاً لما ذكرته ميريام إبس، محللة الأمن الإقليمي في شركة لي بيك إنترناشونال الإستشارية التي تتخذ من المنامة مقراً لها، فإنّ أحد الأسئلة الرئيسية هو أنه هل من الممكن لأي شخص أن يأخذ مكان صالح ويحشد قواته، وأضافت :"إن ابنه أحمد، وهو قائد سابق للحرس الجمهوري اليمني، مرشح محتمل، لكن يُعتقد أنه خارج البلاد."

8- ما هو الخطر على الشعب اليمني؟

لقد أنتجت الحرب بالفعل ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد قتل ما لا يقل عن 14000 شخص أو جرحوا منذ بدء الهجوم الذي تقوده السعودية منذ آذار 2015. وقد دعت الأمم المتحدة الإئتلاف الى رفع الحصار عن موانئ اليمن في البحر الاحمر الذي رفع من خطر إنتشار المجاعة، فإن إثنين من أصل ثلاثة يمنيين يكافحون للحصول على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة وأصيب ما يقارب مليون شخص بالكوليرا و 3 ملايين من أصل 28 مليون نسمة مشردين داخل البلد، وفقا للأمم المتحدة. وكانت اليمن مسبقا أفقر بلد في الشرق الأوسط.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024