شكلت التطورات الإقليمية المستجدة، بعد إطلاق صاروخ إيراني بالستي جديد من اليمن على المملكة العربية السعودية، عامل ضغط على مشاورات إنضاج التسوية الجديدة التي ستعيد الرئيس سعد الحريري عن استقالته، في ضوء ما شهدته باريس من لقاءات لبنانية – لبنانية ولبنانية – فرنسية، كان أبرزها اللقاء الذي عقد بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وجرى خلال لقاء الحريري وباسيل بحث معمق في بنود الصيغة التي يفترض صدورها عن مجلس الوزراء في جلسته المقبله، التي سيصدر عنها، ما يجيب على مطالب الرئيس الحريري للعودة رسمياً عن استقالته، وأهمها التأكيد على اتفاق الطائف والنأي بالنفس وعلاقات لبنان العربية.

في سياق متصل، كشفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن “حزب الله” أبلغ رئيس “التيار الوطني الحر”، أنه سيكون متجاوباً مع رغبة الحريري بالطريقة التي يراها مناسبة، من دون أن يكون حاسماً في ما يتعلق بتعهده النأي بالنفس عن أحداث المنطقة، باعتبار أن القرار في هذا الموضوع هو لإيران التي لا زالت تخوض مواجهة عربية شاملة على مختلف المحاور، ما يجعل ترجمة النأي بالنفس، أمراً صعباً لم تنضج ظروفه بعد.

وأبدى النائب بطرس حرب خشيته من أن تكون التسوية، كلامية وتدخل في إطار إيجاد مخارج شكلية للأزمة، من دون أن يتجاوز الأمر إلى تعديل في سياسة الحكومة التي أدت إلى نشوء الأزمة.

وقال لـ”السياسة”، إن الشكوى التي كانت قائمة من أداء الحكومة، نتيجة الصفقة التي حصلت، تم تجاوزها من خلال ظروف الاستقالة التي تقدم بها الحريري، وما رافقتها من تساؤلات عدة، ما جعل الأمور تأخذ منحى آخر، ودفع المطالبين برحيل الحكومة إلى التريث لمعرفة الظروف التي أدت إلى هذه الاستقالة.

وشدد على أنه بدل البحث عن سبل تفعيل الأداء الحكومي وتغيير النمط السائد، بات العمل جارياً على كيفية تحسين علاقات لبنان بالدول الخليجية، في ضوء الانحياز الظاهر للحكومة مع محور إقليمي ضد محور آخر، ما أثار ردود فعل إقليمية على سياسة الحكومة التي أدت إلى الاستقالة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024