تحت عنوان "كيف يتعامل ترامب مع تواجد حزب الله في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة " أي أميركا اللاتينية، نشر ماثيو ليفيت، أحد أبرز الباحثين في مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقالا في مجلة“Politico”  مفصلا كيف تتعامل واشنطن مع ملفات ”حزب الله“ القديمة.

وقال الكاتب ان إدارة ترامب تتعامل بنشاط ضد ما يشير إليه بـ”شبكة التهديد الايرانية“ أو ”آي تي أن“، للدلالة على الحملة التي تركز على  نشاطات حزب الله في أميركا اللاتينية، أما الكشف الجديد عن القضية يبرز أهمية العودة إلى الوراء لكشف بصمات الحزب في هذه المنطقة.

وأشار الكاتب انه في 19 تموز 1994، وبعد يوم من تفجير المركز اليهودي في الأرجنتين، أرسل حزب الله إنتحاريا لإستهداف طائرة تابعة لشركة ”ألاس شيريكاناس“ البنمية وهي خطوط جوية بانامية تنقل أشخاصا معظمهم من اليهود وبعض الأمريكيين.

وحسب الكاتب فإن القضية ظلت غير متداولة لعدة سنوات لكنه يبدو ان مكتب التحقيقات الفيديرالي (FBI) نجح في جمع معلومات جديدة وأدلة مصدرها تحقيقات راهنة، على أن تكون قاعدة لإجراءات جديدة ضد حزب الله الذي يمثل الحلقة الأبرز في شبكة التهديد الإيرانية.

وأشار الكاتب الى ان التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك في تشرين الأول أسفر عن إعتقال شخصين يدعى أنهما يعملان لمصلحة جناح حزب الله الذي يطلق عليه إسم منظمة الجهاد الإسلامي. وحسب البيان الصحفي لوزارة العدل زعم أحد المعتقلين انه قام مهمات في بنما لتحديد موقع السفارة الأميركية والسفارة الإسرائيلية وتقييم نقاط ضعف مجرى قناة بنما والسفن التي تعبر القناة، وزعم الآخر أنه أجرى عمليات استطلاع لأهداف محتملة في أميركا، بما في ذلك المنشآت العسكرية وأخرى تابعة لأجهزة إنفاذ القانون في مدينة نيويورك.

وقال الكاتب انه وفي أعقاب هذه الإعتقالات، حذر مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن قائلا :"تقييمنا هو أن حزب الله مصمم على تقديم نفسه كخيارا محتملا قويا كجزء من أجندته الإرهابية وهذا شيء كـجهاز مكافح للإرهاب نأخذه على محمل الجد."

وحسب الكاتب فإن حملة الإدارة الأميركية المواجهة لحزب الله تُعد جهدا مشتركا بين وكالات الإستخبارات الذي يشمل تعزيز الإستفادة من الأدوات الدبلوماسية والإستخباراتية والمالية لفضح وتعطيل النشاطات اللوجستية وعمليات جمع الأموال والأنشطة التنفيذية التي تقوم بها إيران وفيلق القدس وقائمة طويلة لوكلاء الإيرانيين من حزب الله إلى "الميليشيات الشيعية" الأخرى في العراق وأماكن أخرى. وقال منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب السفير ناثان سيل ان :"مواجهة حزب الله هي أولوية قصوى لإدارة ترامب" واتخذت إدارة ترامب سلسلة من الإجراءات منذ تسلم مهامها خصوصا ضد حزب الله _بما في ذلك توجيه إتهامات وإجراءات تسليم أشخاص ومواقف علنية ورصد مكافآت للحصول على معلومات عن قادة حزب الله المطلوبين_ ويلمح المسؤولون الأميركيون إلى أنه من المتوقع إتخاذ المزيد من الإجراءات وخاصة في أميركا اللاتينية، وقد تبنى الكونغرس سلسلة من مشاريع القوانين ضد حزب الله أيضا والهدف منها وفق ما نقلته "Politico" لمسؤول في الإدارة الأميركية هو "لجعله يتحمل عواقب سلوكه" والهدف هو عدم تمكين حزب الله من الإدعاء بأنه لاعب شرعي طالما أنه منخرط في نشاطات غير شرعية من شأنها تقويض الإستقرار في الداخل اللبناني، في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي العالم.

وذكر الكاتب ان الإدارة أصدرت طلبا للـ(RFI) لجمع المعلومات لدعم هذه السياسة طالبة من الإدارات والوكالات أن تجمع معلومات جديدة يمكن إستخدامها لتحديد الأهداف والمساعدة على توجيه وإبلاغ تنفيذ الإجراءات المقبلة. على الرغم من أنه غير واضح ما إذا كانت المعلومات الجديدة نتيجة لـ(RFI) كما دلت على ذلك مؤخرا نشرة مكتب التحقيقات الفدرالي "البحث عن المعلومات" الصادرة عن مكتب ميامي الميداني.

وقال الكاتب ان محتوى النشرة كان ان المفجر علي حواء جمال توفي في هجوم ألاس شيريكاناس. وفي أعقاب الحادث، تعرفت أُسر الركاب والطاقم على جميع الجثث بإستثناء جثة واحدة، هذه الجثة التي كانت مشوهة بشدة، حدد انها عائدة الى علي حواء جمال بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي ولكن طلب المعلومات جاء في الوقت المناسب تماما، حيث أن السلطات تبحث بنشاط عن شركائه الذين لا يزالون على قيد الحياة، اما الجديد في هذه القضية فهو معرفة الإسم الحقيقي للمنفذ المنتمي الى حزب الله. والى الآن، لم تكن السلطات تعرف سوى الإسم الذي يظهر على بطاقة الهوية المزورة التي استخدمها لشراء تذكرة سفره للرحلة، "جمال ليا". اما الآن ومع معرفة الهوية الحقيقية للمنفذ، تطلب السلطات معلومات يمكن أن تقودهم إلى شبكة الدعم المحلية الأميركية التي يفترض أنها ساعدته على تنفيذ مؤامراته، وأشارت النشرة الى ان هذه الشبكة قد تكون ساعدت جمال في التفجير.

وذكر الكاتب ان إنفجار الطائرة بعيد اطلاقها قتل 21 شخصاً بينهم 12 يهودياً 5 بنميين و4 إسرائيليين و3 أميركيين، وسيحدد المحققون ان كان منفذ التفجير قام بالمراقبة قبل العملية مما أدى الى هجومه الفعلي، بما في ذلك السفر في نفس مسار الطائرة عدة مرات، لإحتمال إختبار الأمن وإختيار المقعد الأمثل لتحقيق أقصى قدر من تأثير جهازه المتفجر.

وقال الكاتب انه وفي غضون أيام، أعلن حزب الله مسؤوليته عن تفجيري (AMIA) وتفجير طيران بنما في نشرة وزعت في مدينة صيدا. وجاء الإعلان تحت إسم أنصار الله، أو "حزب الله". وأوضحت السلطات الأرجنتينية أن" أنصار الله كان واحدا من الأسماء الوهمية الكثيرة التي كان حزب الله يشير فيها بمسؤولية هجماته. ومع ذلك، وعلى الرغم من إدعاء حزب الله المسؤولية وغيرها من الأدلة الظرفية التي تشير إليه، فإن السلطات لم تكن متأكدة بعد.

وحسب الكاتب فإن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب الدولي لعام 1994 أشار إلى أن حزب الله كان المشتبه فيه الرئيسي وراء هجوم (AMIA) ويضيف أنه مع إسقاط الطائرة 00901 "أثارت هذه الهجمات مخاوف بشأن وجود عناصر من حزب الله في أميركا اللاتينية، في منطقة الثلاثية التي تجتمع فيها الأراضي البرازيلية والأرجنتينية والباراغواي." وفي العام نفسه، ضبطت الشرطة في أوروغواي عملية لتهريب الأسلحة لحزب الله مع علاقات بالمنطقة الثلاثية، وفي آب الماضي، ألقت الشرطة الباراغوية القبض على ثلاثة أفراد في "خلية نائمة" تابعة لحزب الله مع وجود روابط محتملة بتفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992.

وأنهى الكاتب قائلا من الواضح أن إدارة ترامب حريصة على مواجهة إيران وترى أن حزب الله هو الوكيل الرئيس لطهران المتورط فيما وصفه العديد من المسؤولين "النشاطات الخبيثة للنظام الإيراني". وتسعى الحملة العلنية للإدارة ضد حزب الله وفقا لمدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن إلى تحقيق أمرين: أولا، عرقلة عمليات جمع الأموال، والنشطات اللوجستية والعمليات للمجموعة. وثانيا، لتسليط الضوء على المفارقة بين الأنشطة الإرهابية والإجرامية للمجموعة ومحاولاته لإظهار نفسه كحزب سياسي مشروع".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024