لا شيء في الوقائع السياسية تغير من شأنه أن يغير في مجريات الحوار الوطني الذي يستكمل غداً في جلسة جديدة ستضاف إلى سابقاتها ولن تشهد تبدلاً في السيناريو المتوقع، لا بل فإنها قد تكون الأخيرة بالنسبة لمشاركة “التيار الوطني الحر” الذي علم أنه سيربط مشاركته في الحوار، باحترام الحكومة للميثاقية وتوقف رئيسها تمام سلام عن عقد الجلسات بغياب وزيري التيار، 

فيما يستمر التجاذب بشأن سلة الحل التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث ما زالت قوى “14 آذار” على موقفها الرافض للقبول بهذه السلة التي تنظر إليها على أنها فخ يراد إيقاعها به، مشددة على أن الحل لكل ما يواجه البلد هو انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم يصار إلى إيجاد حل لكل المشكلات التي يمر بها لبنان. 

وفي هذا الإطار، أكدت أوساط نيابية بارزة في “تيار المستقبل” لـ”السياسة”، أن الحوار سيبقى يراوح إذا أصر “حزب الله” على موقفه الرافض تأمين نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، محذرة من أن ما يُسمى بـ”سلة” الحل التي اخترعها “حزب الله” وكلّف الرئيس بري الترويج لها، لن تمر لأنها مرفوضة من قوى “14 آذار”، باعتبارها منافية للآلية الدستورية التي يجب اعتمادها للخروج من الأزمة، خاصة وأن مروجي هذه السلة يهدفون للحصول على ما يريدون قبل انتخاب الرئيس العتيد، سواء بالنسبة إلى قانون الانتخابات أو بالنسبة إلى شكل الحكومة الجديدة،

 وهذا ما لا يمكن القبول به، وبالتالي فإن الأزمة مرشحة للاستمرار، طالما أن “حزب الله” لم يستوعب أن تشبثه بمواقفه وإصراره على النائب ميشال عون رئيساً سيعمق المأزق ويزيد المعاناة. 

وفي إطار المواقف التصعيدية التي يطلقها منذ مقاطعته والوزير الياس بو صعب جلسات الحكومة، توجه وزير الخارجية جبران باسيل إلى رئيس الحكومة تمام سلام بالقول “فلينتبه ابن صائب سلام جيداً إلى الخطر الناتج عن قول اللبنانيين إن حكومة يرأسها لا تستقيم ميثاقيتها بوجود 6 في المائة من المسيحيين فيها، 

في وقت دعا أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان مناصري “التيار الوطني الحر” إلى الجهوزية، “فالساعة اقتربت ولأن بعد النضال داخل المؤسسات وخارجها، هناك من يحاول إسقاط الحلم والمستقبل الأفضل، وكلمة اللا ستكون قريبة وسنكون على جهوزية لنكون على قدر المسؤولية في الشارع وسواه”، سائلاً “ما نفع الحوار إذا لم يكن هناك من إقرار بالشراكة؟”. 

 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024