استراحت بعبدا امس بعد يوم التشاور حول «النأي بالنفس» لتكتفي بمراجعة وجوجلة ما سجل من افكار وطروحات الفعاليات السياسية التي استشارها الرئيس ميشال عون في موضوع الساعة اللبناني «النأي بالنفس عن صراعات المنطقة» والذي على جدية اعتماده يتوقف مصير الحكومة الحريرية التي تعيش حالة استقالة مع وقف التنفيذ.

الى ذلك، انشغلت دوائر القصر الجمهوري في تحضير ملفات رحلة الرئيس عون الى روما اليوم للمشاركة في مؤتمر التعاون الاوروبي ـ المتوسطي.

وقبل ذلك طرح عون 3 اسئلة على الشخصيات السياسية التي التقاها في يوم المشاورات الطويل: كيف ندافع عن لبنان؟ وكيف يكون النأي بالنفس؟ وكيف نُعيد الاخوة النازحين السوريين كراما الى بلادهم؟

وتقول القناة البرتقالية ان الرئيس عون حرص على تدوين اجوبة من التقاهم، شخصيا، على جدول مقارنة اعده، وقد جاءت الخلاصات كالتالي:

٭ أولا: تجديد الاجماع على شجاعة الرئيس وحكمته في ادارة الازمة الاخيرة.

٭ ثانيا: التأكيد على ان الاشكاليات المطروحة جدية وليست شكلية، خصوصا كيفية المواءمة بين المحافظة على عناصر قوة لبنان من جهة والحرص على استقراره من خلال تحييده عن الصراعات في المنطقة من جهة اخرى.

٭ ثالثا: إعادة التأكيد على السقف الميثاقي الذي وضعه خطاب القسم، كما البيان الوزاري، واعادة تجديد معاني الوثيقتين وتفعيلهما، والتوافق على ان الصيغة الفضلى للتعبير عن ذلك تكون في بيان يصدر عن مجلس الوزراء عند عودته الى الاجتماع في بعبدا في اقرب وقت.

ولابد من الاشارة الى ما طرحه حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية بوصفهما من الخطين السياسيين في لبنان، الكتائب طرحت من خلال رئيس الحزب سامي الجميل، الحياد وحصر السلاح بين الدولة اللبنانية، فيما طرحت القوات بشخص د ..سمير جعجع ان يكون القرار العسكري والامني بيد الدولة اللبنانية بشكل صريح. مصادر بعبدا اعتبرت ان المشاورات تخطت الاسوأ، وبقي السيئ القابل للمعالجة، خصوصا بعد تفاؤل الرئيس نبيه بري وابتسامة الرئيس سعد الحريري العريضة عند خروجهما من لقاء الرئيس عون اول من امس.

وقال بري إنه متمسك بالحريري رئيسا للحكومة حتى انه ردد أمام وفد زاره «يا ما أحلى الرجوع اليه»، شرط ان يكون الرجل ساعيا الى هذا الأمر، ويقبل بالاستمرار على رأس الحكومة.

غير أن البيان الصادر عن الرئاسة في نهاية اليوم الطويل كان مقتضبا ومقتصرا على العموميات، لأنه كان لهذه المشاورات ما بعدها، اثر عودة الرئيس من روما، انما ما بات متوافقا عليه اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الصراعات بين الدول بالتزامن مع «التريث» الذي امتد ليشمل المسائل الاقليمية، وبالذات السورية.

حزب الله الذي هو «ألف» المشكلة و«ياؤها» ابلغ الرئيس عون بانه مستعد لطمأنة الرئيس سعد الحريري وليس اي طرف اقليمي آخر، لكنه لا يوافق على تعديل البيان الوزاري للحكومة، انما يمكن التأكيد على الوارد في البيان حول «النأي بالنفس» الذي يواجه مشكلة تطبيق لا مشكلة وجود. وعلى هذا الاساس، اطلق الرئيسان بري والحريري وحزب الله والنائب وليد جنبلاط وحلفاؤهم يد رئيس الجمهورية لايجاد التسوية المناسبة لعودة رئيس الحكومة عن التريث وعودة حزب الله الى قواعده السياسية في لبنان. الاوساط المتابعة ترجح لـ «الأنباء» ان تكون الصيغة التي يعتمدها الرئيس عون بعد العودة من روما ستكون عامة ومرضية للجميع مع التشديد على نقطة النأي بالنفس قولا وفعلا، بالاعلام وبالميدان، ما عدا حق الرد في السياسة والاعلام، اضافة الى المباشرة بالانسحاب التدريجي من ازمات المنطقة.

وفي غضون ذلك، تتعرض العلاقات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية لحملات متعددة الجوانب وحيدة المصدر تقريبا، فبعد حديث بعض «المستقبليين» عن خيانة للحريري والغدر به من قبل من كانوا معه، بات واضحا لدى د.سمير جعجع ان ثمة من يخطط لعزل «القوات» من خلال ضم تيار المستقبل الى التحالف الآخر والمؤلف من حركة امل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر عبر الضخ الاعلامي المقرون بتحركات سياسية ناشطة لإثبات القول بالفعل.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024