نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا تحت عنوانين  "في نهاية الحرب" و "ما وراء الإبتسامات" حيث تناولت في العنوان الأول أحداث لقاء سوتشي الذي عقد الأسبوع الماضي وأفردت في العنوان الثاني شرحا لمشكلتين محتملتين تعاني منهما إسرائيل بتصريحاتها حول الوجود الإيراني في سوريا.

وقالت الصحيفة ان ما حصل في سوتشي، المنتجع الروسي الفاخر الذي يقع على ضفاف البحر الأسود كان أساسا حفل ختام للحرب السورية، وان الرئيس السوري بشار الأسد انتقل الى هناك ليعرب عن امتنانه للروس وبعد يومين ناقشوا كيفية تقسيم الغنائم فالتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظرائه من إيران وتركيا، روحاني وأردوغان لمناقشة تقسيم السلطة في سوريا بعد هزيمة داعش.

وتابعت الصحيفة حسب تحليلها ان الحرب لم تنته بعد وأن الكثير من "الميليشيات المتمردة" لم يتركوا أسلحتهم حتى، وأن ما تغير هو انهيار المجال الجغرافي الذي أقامته داعش وقالت الصحيفة إن داعش كفكرة، مع عدد لا يحصى من المؤيدين في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء الغرب، سوف تستمر في حصد الضحايا، ولكن سقوط الخلافة له أهمية كبيرة لسبب آخر أيضا وهو ان الولايات المتحدة ستلغي جميع ما تبقى من اهتمامها في سوريا إلى الأبد وتترك المجال مفتوحا على نطاق واسع للروس وشركائهم.

وقالت الصحيفة انه وبالرغم من جميع الوجوه المبتسمة المجتمعة في سوتشي تواصل إسرائيل إرسال التحذيرات، فقد أعلن نتنياهو وليبرمان وحتى إيسنكوت، في أوقات متلاحقة، ان إسرائيل لن تقبل بأي وجود إيراني أو وجود أي من "الميليشيات الشيعية" التي تدعمها في سوريا ولا سيما في الجنوب.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع في لقاء صحفي، تحدث ليبرمان عن معارضة إسرائيل للمحاولات الإيرانية للضغط على الأسد للسماح لهم ببناء قاعدة جوية وقاعدة بحرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال سوريا. وقال "لا يمكننا قبول ذلك."

وأضافت الصحيفة انه يبدو ان إسرائيل تتسلق شجرة عالية جدا حول الوجود الإيراني في سوريا وانه من المحتمل وجود مشكلتين في هذا الصدد، الأولى هي ان التصريحات التي تبلغ الخطوط الحمراء ليست متسقة ولا توضح بما فيه الكفاية ما تطلبه إسرائيل. هل تعارض أي وجود "للميليشيات الإيرانية والشيعية" في سوريا أم في الجنوب فقط؟ هل هي ضد أي نشاط يمكن أن يتطور إلى عمل "إرهابي" ضدها (مطلب معقول تماما)؟ أم أنها تعارض أيضا التحركات الإيرانية لدعم الجيش السوري (مطلب من الصعب استحضار الشرعية الدولية له)؟ أما المشكلة الثانية فهي هي أن تكرار مثل هذه التهديدات دون اتخاذ أي إجراء فهو عرضة لأن ينظر إليه في المنطقة على أنه ضعف وحديث فارغ، في حين أن التنفيذ الفعلي للتحذيرات المتخذة يمكن أن يؤدي بسهولة إلى تصعيد خطير للوضع على الحدود السورية واللبنانية، وإلى مواجهة عسكرية أوسع نطاقا قد لا تكون إسرائيل مستعدة لها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024