منذ 6 سنوات | ترجمات / ترجمة LIBAN8

إن أي تحسن في العلاقات الدبلوماسية بين الدول الصديقة لإسرائيل والنظام الإيراني سيعتبر أخبارا سيئة بالنسبة لتل أبيب حسبما ذكرت صحيفة هآرتس في تقرير نشرته وقالت إن بوتين سيتوجه الى إيران لحضور قمة ثلاثية مع رئيس أذربيجان الهام علييف، ولكن من المثير للإهتمام أن المسؤولين الإسرائيليين ظلوا صامتين.

وقالت الصحيفة إن بوتين وعلييف لديهما الكثير من القواسم المشتركة وكلاهما قادة استبداديون لدول ما بعد الإتحاد السوفياتي الغنية بالنفط والغاز ولكن فقيرة في الديمقراطية وحرية التعبير. وتحت قيادتهما، أقامت الدولتان علاقات اقتصادية وأمنية وثيقة مع إسرائيل، ليسوا حلفاء ولكن الديناميات الجيوسياسية دفعت كل من روسيا وأذربيجان الى القرب من إسرائيل.

وأضافت الصحيفة، على مدى أكثر من عقد من الزمان تمتعت الدولة اليهودية بعلاقات دافئة متزايدة مع أذربيجان الشيعية العلمانية، واستوردت إسرائيل أغلبية نفطها من ذلك البلد، ووفقا لعلييف نفسه باعت إسرائيل في السنوات الأخيرة أسلحة إلى جيشه بقيمة 5 بليون دولار، بما في ذلك - تقول مصادر أجنبية - طائرات من دون طيار وأنظمة الرادار وصواريخ.

وحسب الصحيفة إنه وفي هذه الفترة، كانت أذربيجان لديها علاقات متوترة مع جارتها إيران بيد أن مسئولي المخابرات الإسرائيلية مازالوا يطلقون على هذا البلد "الباب الخلفي لإسرائيل الى إيران".

وتابعت الصحيفة أن محاولات علييف في العامين الماضيين للحصول على قدر أكبر من القبول من الغرب قد إنهارت - ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تقارير عن الإنتهاكات الكبيرة  لحقوق الإنسان وقمع أي ديمقراطية حرة أو وسائل إعلام في بلده - فازداد قربه من الكرملين والنظام الإيراني حيث أقيمت أول قمة ثلاثية في آب من العام الماضي في العاصمة الآذارية باكو.

وقالت الصحيفة إنه ومع ذلك، يبدو أن العلاقات الأكثر دفئا لم تأت على حساب إسرائيل حيث قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارة خاصة في كانون الأول إلى باكو ووقع سلسلة من إتفاقات التعاون الإقتصادي.

وأشارت الصحيفة الى إن بوتين عمل من جانبه منذ وصوله الى السلطة في عام 2000 الى تحسين علاقات روسيا التاريخية مع إسرائيل. وخلال العامين الماضيين، منذ أن نشرت روسيا قواتها العسكرية في سوريا دعما للرئيس السوري، إكتسبت هذه العلاقات إصرارا جديدا، حيث حمل بوتين مفاتيح مصير سوريا بعد الحرب.

وأضافت الصحيفة أن بوتين يهتم بإبقاء مصالح إسرائيل وإيران في خياراته، وطالب نتانياهو بعدم السماح لطهران بإقامة وجود عسكري دائم فى سوريا وان أي قوات موالية لإيران مثل قوات حزب الله لا يسمح لها بالعمل بالقرب من حدود الجولان.

وقالت مصادر مقربة من الكرملين في الأشهر الأخيرة إن بوتين لا يخطط لمطالبة إيران بإزالة مستشاريها العسكريين أو "الميليشيات الشيعية" التي تسيطر عليها من سوريا لأنها من العوامل الرئيسية لضمان بقاء نظام الأسد في دمشق، ومع ذلك فإن الرئيس مهتم بمنع تدخل إسرائيلي كبير في سوريا وهو على إستعداد لضمان أن سوريا لن تصبح قاعدة للهجمات على إسرائيل.

وشدد المسؤولون الروس على أن الكرملين لم يعق أو يدن الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا، وأن التنسيق بين سلاح الجو الإسرائيلي والممثلين العسكريين الروس في سوريا كان سلسا وفعالا.

وتابعت الصحيفة إنه على الرغم من التقارب الظاهري بين نتنياهو وإدارة ترامب، إلا ان إستفزازات رئيس الوزراء لتقوم الولايات المتحدة ببذل المزيد من الجهود للحد من نفوذ إيران في سوريا لم تثمر سوى القليل، إن وجد. والنتيجة التي يمكن رؤيتها في تزايد وتيرة الإجتماعات والمحادثات الهاتفية مع بوتين، هي ان إسرائيل ليس لديها خيار سوى الإعتماد الآن على صديقها في الكرملين.

وسألت الصحيفة، ما هي الرسالة التي يتوقعها بوتين وربما علييف أيضا من إسرائيل في اجتماعاتهما يوم الخميس مع القيادة الإيرانية؟

وقالت الصحيفة، وفي حين أن لدى إيران خططا كبيرة لبناء قاعدة جوية وميناء بحري خاص بها في سوريا، وقد أخذت وعودا من الرئيس السوري بشار الأسد بالأراضي التي سيتم بناؤها، لكن يعتقد محللون في المخابرات الإسرائيلية أنه لم يتم إتخاذ قرار نهائي في طهران حتى الآن، إذ إن بناء هذه القواعد سيكلف الإقتصاد الإيراني - في بداية التعافي من سنوات طويلة من العقوبات - مليارات كثيرة.

وأشارت الصحيفة إلى إن الرئيس حسن روحاني أقل إصرارا من منافسيه، قادة حرس الثورة الإسلامية، على إنفاق هذه الأموال على قواعد بعيدة بدلا من تجديد البنية التحتية المحلية المتدهورة في إيران، وأضافت إن سياسة إسرائيل هي زيادة الضغط ضد بناء القاعدة في سوريا. وقالت الصحيفة، بعد كل شيء، لماذا تنفق غيران كل هذا المال، عندما يكون من الممكن أن تفجرها إسرائيل على أي حال.

وذكرت الصحيفة أن القمة الثلاثية فى طهران ستكون أساسا حول القضايا الإقتصادية، وأن إيران وروسيا وأذربيجان يتشاركون ساحل بحر قزوين الغني بالغاز الطبيعي (مع كازاخستان وتركمانستان)، وأضافت أن إيران خصوصًا حريصة على مواصلة إستغلال ثروات الطاقة هذه والوصول إلى روسيا وإلى شبكات خطوط الأنابيب المتقدمة في أذربيجان. وعلى هامش القمة، قد يعبر بوتين أو علييف عن رسالة مفادها أنه من أجل مستقبل إيران الإقتصادي، قد يكون من الأفضل لها أن تتخلى عن بعض طموحاتها السورية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024