حذر تقرير صادر عن مجموعة من العسكريين رفيعي المستوى من أن أهم تطورات القدرات العسكرية لحزب الله تكمن في قدراته على إطلاق الصواريخ والقذائف حسبما ذكرت صحيفة Jewish Press.

 وشرح التقرير: " لقد زادت هذه الصواريخ عشرة أضعاف منذ حرب 2006، ويشكل حزب الله تهديدا القليل من الدول والمنظمات الفرعية للدول في العالم يمكن أن تقوم به، وتشير تقديرات المخابرات الإسرائيلية إلى أن عدد القذائف التي يملكها حزب الله اليوم تزيد عن المئة ألف ومعظم هذه الصواريخ قصيرة المدى ولكن الآلاف منها لها مدى أكبر بكثير تصل إلى 150 ميلا وأكثر من ذلك فقد ازدادت قدرة الفتك بشكل كبير بسبب ضخامة مجال الحمولات ودقة الإستهداف العالي، كما يصعد حزب الله من جهده الاستخباراتي الموسع ولديه العديد من وحدات جمع المعلومات الاستخباراتية التي تركز على إسرائيل، وتحديث مجموعة واسعة من الأهداف بما في ذلك العديد من مرافق البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية والحساسة."

 وقالت الصحيفة أنه تم تأليف المجموعة العسكرية الرفيعة المستوى من قادة عسكريين ومسؤولين من الناتو وبلدان ديمقراطية أخرى في أوائل عام 2015 لاستكشاف تحديات حرب القرن الحادي والعشرين، وفي تشرين الأول، أصدرت المجموعة تقريرا مقلقا حول قدرات العدو الأقوى لإسرائيل، حزب الله، الذي تعتبره مساويا بالقدرة العسكرية لدولة حديثة.

 وقال رافائيل ل. برداجي، مدير مبادرة أصدقاء إسرائيل، في تقريره الذي يحمل عنوان "جيش حزب الله الإرهابي: كيفية منع حرب ثالثة على لبنان." "منذ الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006، والتي وجهت "ضربة قاسية" إلى حزب الله، إستطاع الحزب ان يسترد عسكريا مخزونا كبيرا من الأسلحة ويطور وينقل نظم جديدة ودقيقة ومميتة ويكتسب خبرة قتالية بحربه في سوريا." 

وحذر بارداجي من أنه "بينما لا يوجد شيء محدد مسبقا في الحياة الإستراتيجية"، فإن الترتيب الجديد للقوات في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي إلى حرب جديدة، وبسبب الديناميات الإقليمية والضرورات الأمنية الجديدة ستكون الحرب أكثر عنفا وتدميرا من الحروب السابقة. 

وحسب تقرير المجموعة العسكرية رفيعة المستوى: "إن قوة ضرب حزب الله الرئيسية تقوم على ترسانة ضخمة من القذائف والصواريخ" مشيرا إلى أنه "على الرغم من أن حزب الله ليس لديه سلاح جو تقليدي ولا بحري، إلا أنه يمتلك قدرات متقدمة في تنفيذ حملات قتال جوية بإستخدام طائرات من دون طيار وشن هجمات ضد القواعد البحرية. 

ووفق التقرير فإن "القوات البرية لحزب الله مجهزة ببنادق هجومية من طراز أك-47، ونظارات للرؤية الليلية، وأسلحة متقدمة مضادة للدبابات ومقاتلوها يتمتعون بمهارات عالية في نشر المتفجرات والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، كما أن الخبرة القتالية المكتسبة في سوريا والزيادة الكبيرة في الأعداد تعطي أيضا حزب الله القدرة على المناورة وتنفيذ هجمات برية واسعة النطاق نسبيا على مستوى المجموعة أو الكتيبة." 

وذكر التقرير ان "قوات حزب الله إستفادت من التحسينات التكتيكية ووحدة دعم مدرعة جديدة تتألف من دبابات حديثة وناقلات الجنود المدرعة (APCs). كما تمتلك الآن المئات من الطائرات من دون طيار، مع قدرات مراقبة فضلا عن أنظمة دفاع جوي متقدمة وقدرات كبيرة لحرب بحرية مرتكزة على صواريخ كروز "من الساحل إلى البحر".

 وتناول تقرير المجموعة العسكرية رفيعة المستوى الدور الإيراني الكبير في تطوير وتمكين حزب الله، مشيرا إلى أنه مع تعميق مشاركة حزب الله في سوريا، فإن خطوط الإمداد بين إيران وحزب الله أصبحت أكثر تكاملا ويشير التقرير إلى إكتشافات الصيف الماضي بأن إيران تسهل إنشاء مواقع لتصنيع الأسلحة في لبنان مع نشاط إضافي من المرجح أن يحدث في اليمن. 

ويقول التقرير "إن هذه التطورات تشكل تغيرا خطيرا في القدرات العسكرية التي يستطيع حزب الله أن يولدها، ولديه القدرة على التأثير بشكل كبير على التوازن الإستراتيجي في المنطقة من خلال تمكين حزب الله من إنتاج صواريخ بعيدة المدى أكثر دقة من دون المخاطرة بالكشف عنها خلال نقلها."

 وأضافت الصحيفة أنه في الختام، وبالنظر إلى الاهتمام الواضح بتجنب محرقة إقليمية، يدعو التقرير الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف التوتر على الحدود بين "إسرائيل" ولبنان. كما يحث التقرير على "الاعتراف الواضح بالطموحات الجيوسياسية لإيران، ذات الدوافع الدينية الإمبريالية وسعيها لإبادة إسرائيل هي المحرك الأساسي للمشكلة ويجب معالجتها من جذورها ويجب على المجتمع الدولي إتخاذ إجراءات للحد من أنشطة إيران وتدفيها ثمن سلوكها، والمشاركة بمحاولات ردعها. 

وذكر التقرير في نهايته "أخيرا، يجب على الغرب أن يدعم إسرائيل بقوة في جهودها الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، لا يوجد تفسير شرعي معقول لجهود حزب الله لتسليح نفسه وتهديد إسرائيل غير الدافع الإيراني الصريح الديني لتدمير إسرائيل. ويجب على المجتمع الدولي أن يضمن ليس فقط أن يكون لإسرائيل غطاءً دبلوماسيًا وإنما أيضا الوسائل العسكرية ومجال المناورة، من أجل إرسال رسالة واضحة إلى إيران وحزب الله بأنه ستواجهها قوة عسكرية متفوقة كاملة بدعم كامل من حلفائها الذين يسعون إلى التصعيد. إن مثل هذا العرض للقوة والوحدة هو أفضل أمل في منع نشوب حروب لا أحد يريدها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024