صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "إذا حاول أي شخص أن يؤذينا، فإننا سوف نؤذيه" بحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية وجاء ذلك بعد ساعات من الغارة الإسرائيلية في سوريا، وما عرّفه الجيش الإسرائيلي بأنه استفزاز سوري في الصباح قد أصبح فرصة لتعزيز خطوط إسرائيل الحمراء بعد الظهر.

وحسب الصحيفة، فإن حادثة يوم الاثنين غير العادية بين سوريا وإسرائيل تقول شيئا عن الشرق الأوسط الحديث. في غضون ساعات، تحولت رحلة مراقبة روتينية إسرائيلية فوق لبنان إلى عملية تفجير على بعد 50 كيلومترا شرق دمشق.

وفيما يلي تسلسل الأحداث وفقا للبيان الموجز الصادرعن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: كانت طائرة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية تلتقط صورا في المجال الجوي اللبناني عندما أطلق صاروخ سا-5 عليها. لم يهدد الصاروخ الطائرة، لكن إسرائيل قررت عدم التغاضي عن الضربة وبعد ساعتين هاجمت رادار بطارية سورية مضادة للطائرات وأتلفتها.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تعتقد بأن الجيش السوري أطلق الصاروخ لأنه يخشى من مخطط لضربة هجومية. وفي الآونة الأخيرة، قال أمير إيشيل، قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق لـ هآرتس إن إسرائيل شنت نحو 100 غارة جوية على سوريا خلال السنوات الخمس الماضية ضد قوافل تنقل الأسلحة إلى حزب الله ومنظمات أخرى.

 وقالت الصحيفة إنه وفي بعض الأحيان، تدفع هذه الضربات لرد سوري،  ففي آذار، على سبيل المثال، أطلق الجيش السوري صواريخ سا-5 على طائرات مقاتلة إسرائيلية كانت تحاول قصف قافلة أسلحة تابعة لحزب الله. وقد تسبب هذا الحادث بموجات إذ أن إسرائيل خافت من هبوط الصواريخ في أراضيها، واعتراضها بنظام أرو المضاد للصواريخ. ولكنها سُبقت بثلاث حالات مماثلة على الأقل خلال العامين الماضيين أطلقت خلالها سوريا صواريخ مضادة للطائرات على الطائرات الإسرائيلية.

وذكرت الصحيفة أنه تم تطوير سا-5 في الستينات ويعتبر نظام بدائي، خصوصا حين مقارنته بالعديد من المنظومات الحديثة المضادة للطائرات في المنطقة. ويمكن بسهولة اكتشاف رادارها كثير الإزعاج من قبل التكنولوجيا الإسرائيلية. وبالتالي فمن المعقول أن نفترض أن القوات المسلحة الإسرائيلية عرفت أن السوريين كانوا يشغّلون النظام عندما جرت رحلة مراقبة الصباح.

وأضافت الصحيفة أن مضادات سا-5 هي غير فعالة تماما ضد الطائرات الإسرائيلية التي يمكن أن تناور لتمنع الرادار العتيق من الإقفال عليها، لذلك ليس من المستغرب أن جميع الصواريخ السورية الى حد الآن قد فوتت أهدافها، مع وجود طائرات إسرائيلية لديها الكثير من الوقت لاتخاذ إجراءات مراوغة والعودة إلى قاعدتها بأمان.

وذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من أن قوات الدفاع الجوي السورية قد شهدت تطورا واضحا في الأسابيع الأخيرة، رفض مسؤولو الدفاع تقديم تفسير واضح عن تغير سياسة الإستجابة الإسرائيلية فجأة. ولماذا قررت إسرائيل قصف البطارية السورية المضادة للطائرات المسؤولة عن شن الهجوم، على الرغم من إرتفاع حدة التوتر على طول الحدود الشمالية الحساسة بالفعل، كانت في الماضي قد إستجابت بأكثر من ذلك بكثير حتى في بعض الأحيان كانت دفاعية بحتة.

وقالت الصحيفة أن الجواب قد يكمن في ما حدث بعد ثماني ساعات في تل أبيب، حيث وصل وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو بمرافقة دراجات الشرطة، في أول زيارة له لإسرائيل الى مقر قيادة الجيش للإجتماع مع وزير الدفاع افيجدور ليبرمان وقد انتظرت إسرائيل وقتا طويلا لزيارة شويجو الرسمية وكانت قد خططت لإستخدامها لإظهار المحاولات الإيرانية لتعزيز موقعها في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن روسيا لا ترى بنفس العين الإسرائيلية بخصوص نشاط إيران في المنطقة بشكل عام وإسرائيل قلقة بشكل خاص إزاء الإختلاف في التعامل مع النشاط الإيراني في سوريا وتعتقد إسرائيل أن إيران تعتبر سوريا قاعدة لنفوذ إستراتيجي وإقتصادي طويل الأجل، بينما تعتقد روسيا أن الإيرانيين سيغادرون البلاد بمجرد إنتهاء الحرب السورية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024