أعد تلفزيون Telesur الفنزويلي تقريرا، يتعلق بخلفيات دعم إسرائيل لإستفتاء كردستان وانفصالها عن العراق وجاء في التقرير أنه في حين أن الأكراد في العراق الذين اضطهدوا منذ فترة طويلة يرفعون دعواتهم إلى الحكم الذاتي، بعيدا عن مجرد كونهم منطقة مستقلة ذاتيا داخل العراق بقيادة حكومة إقليم كردستان، إلى بلد منفصل تماما عن بغداد، فإن الوضع يطرح السؤال: لماذا تؤيد إسرائيل ذلك؟

وذكر التلفزيون أنه في حين أن وزير الدفاع العراقي عبد العزيز العقيلي اعلن في العام 1966 ان الاكراد العراقيين يسعون الى اقامة "إسرائيل الثانية" في الشرق الاوسط، فبعد حوالى 51 عاما صرح نائب الرئيس العراقي نوري المالكي نفس الشيئ قائلا: "لن نسمح بإنشاء دولة ثانية فى شمال العراق". وفي حين أن العلاقات بين كردستان العراق وإسرائيل أصبحت أكثر شفافية في السنوات الأخيرة، فإن التاريخ بين الاثنين يعود إلى عقود طويلة، وقال باتريك هيجينز طالب في الدراسات العلية في جامعة هيوستن الذي يبحث في تاريخ الحركات الفلسطينية اليسارية، "هناك تاريخ سابق يعود إلى الخمسينات على الأقل، هذه العلاقات الهادئة تخرج الآن الى العلن".

وحسب هيغنز، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أن الأكراد كانوا وسيظلون حلفاء موثوقين وطويلين الأجل لإسرائيل لأنهم، مثلنا، أقلية في المنطقة، وإن الإستفتاء هو جهود مشروعة للشعب الكردي لتحقيق دولة خاصة به"، ودعم الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز ايضا الاكراد العراقيين وسعيهم الى اقامة دولتهم حيث اعرب المئات في اقليم كردستان عن احترامهم للرئيس الإسرائيلي السابق عندما توفي في العام 2016، ولكن هذا الدعم الصريح جديد نوعا ما ويتقدم على السياسة الداعمة الأكثر هدوءا التي بدأت بعد فترة وجيزة من شطب فلسطين لإفساح المجال لدولة إسرائيل في عام 1948.

وأوضح هيغنز أنه وفي محاولة للتخلص من تأثير المجاورة للدول العربية المناهضة للصهيونية، بدأت إسرائيل في إنشاء تحالف بين الأطراف ومن اجل إضعاف فكرة اقامة دولة اشتراكية عربية موحدة، أضاف: " إسرائيل تسعى الى إقامة علاقات مع العناصر الفاعلة غير العربية"، وإن سياسة إضعاف العروبة إمتددت الآن لإضعاف محور المقاومة الذي يفسر بدوره الدافع وراء إسرائيل لدعم الأكراد العراقيين.

وحسب هيغنز إن دعم إسرائيل لكردستان العراق يمتد الى السياسات الماضية فالطرفان لهما علاقات إقتصادية عميقة كذلك وأضاف أن حكومة إقليم كردستان تعمل بشكل هادئ على جني جميع أنواع الأموال في علاقاتها مع إسرائيل.

ووفقا لتقرير أصدرته صحيفة فايننشال تايمز في عام 2015، استوردت إسرائيل ثلاثة أرباع النفط من كردستان العراق في تلك السنة.

ووفقا لـ Telesur فإنه بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، إن سياسة إسرائيل المستمرة المتمثلة في دعم الانفصالية الكردية العراقية، شهدت أيضا روابط في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والتعليم والرياضة كما أن أول إقرار رسمي بأن إسرائيل قدمت مساعدات للأكراد العراقيين يعود إلى عام 1980 عندما كشف رئيس الوزراء مناحيم بيغن عن دعم إسرائيل لهم خلال انتفاضة ضد العراقيين بين عامي 1965 و 1975 وأرسلت لهم أسلحة وذخائر وساعدتهم لاحقا في البروباغاندا في أوروبا وفي دورات للمعلمين الأكراد وإنتاج كتب مدرسية باللغة الكردية.

ووفقا لتقرير نشر في مجلة نيويوركر في عام 2004، كان الجيش الإسرائيلي والمخابرات نشطين في المناطق الكردية في العراق وقدموا تدريبات لوحدات الكوماندوز كما استخدمت اسرائيل كردستان العراق كقاعدة يمكن من خلالها الحصول على معلومات إستخباراتية حول العراق كما تستخدمها لجمع معلومات إستخباراتية حول ايران عندما تولت الجمهورية الاسلامية السلطة فى عام 1979، وقد حصل مصطفى برزاني نفسه، أحد أبرز الزعماء القوميين الكرديين العراقيين ووالد الرئيس الحالي لحكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني على دعم الموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، خلال نزاعه الإستقلالي الكبير ضد بغداد.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024