منذ 6 سنوات | لبنان / بيان

ردّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته امام الجمعيّة العموميّة للامم المتحدة على دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى توطين اللاجئين في المناطق الاقرب اليهم مؤكدا ان لبنان لن يسمح بالتوطين لا للاجئء ولا للنازح مهما كان الثمن والقرار يعود لنا وليس لغيرنا وطارحا ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والاعراف مؤسسة تابعة للامم المتحدة.

عون لفت الى ان الإرهاب مارس أكثر الجرائم وحشية في منطقتنا، فلم يوفر مدنياً طفلاً كان أو امرأة أو عجوزاً، ولم يوفّر مِعلماً، أثرياً كان أو ثقافياً أو دينياً كما انه تمدّد ليضرب العالم أجمع بأفظع الأساليب وأكثرها دموية، ناقضاً كل الأعراف والقوانين الدولية؛ ولا أحد يعرف أين سيصل ومتى أو كيف سينتهي معتبرا انه مع بدء أحداث سوريا بدا واضحاً أن لبنان من عداد الدول التي كان مقررا لها أن تقع في براثن الإرهاب، ولكنه تجنب هذا السقوط من خلال وحدته الوطنية كما ان  الجيش حقق انتصارا كبيرا على الارهاب وانهى وجوده العسكري في لبنان.

ورأى ان بلدنا صغير المساحة كثيف السكان محدود الموارد، وجاء النزوح ليضيف 50% من نسبة سكانه فزاد من صعوباتتنا الاقتصادية ومن نسبة الجريمة على أنواعها المجموعات الإرهابية اتخذت من بعض تجمّعات النازحين مخابئ لها محوّلة إياها بيئة حاضنة، وكانت تخرج منها لتقوم بتفجيراتها حاصدة أرواح الأبرياء مشددا على ان الحاجة أصبحت ملحّة لتنظيم عودة النازحين الى وطنهم بعد أن استقرّ الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى.

وقال عون:"إذا كان اللجوء إفرادياً ولسبب سياسي تكون العودة طوعية، ويترك للّاجئ السياسي تقدير توقيتها، وهذا النوع من اللجوء يقترن بقبول الدولة المضيفة اما اللجوء الجماعي الى لبنان فحصل لسبب أمني أو اقتصادي لذا نسميه نزوحا وليس لجوءا؛ هو لم يقترن بقبول الدولة وليس إفراديا بل على شكل اجتياح سكاني" معتبرا ان الادعاء أن النازحين لن يكونوا آمنين في بلادهم غير مقبول؛ فإذا كانت سوريا تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة فكيف بها مع النازحين بسبب الحرب؟.

ورأى انه من الأفضل أن تساعد الأمم المتحدة النازحين ليعودوا الى وطنهم بدلاً من مساعدتهم للبقاء في مخيمات ليس فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

وقال:"يتحمّل لبنان أعباء لجوء 500 ألف فلسطيني، ينتظرون عودتهم، ولا نرى في الأفق أي جهود جدية من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لتنفيذ مشروع الدولتين كما ان المجتمع الدولي يعجز عن جعل إسرائيل تتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة، ولا يزال العنف مستمراً لأنه لا يمكن إخضاع شعب سلبت هويته وأرضه" مشيرا الى ان إسرائيل تسجل ما لا يقل عن مئة اختراق للسيادة اللبنانية كل شهر؛ ولبنان يتقدّم بالشكاوى الى مجلس الأمن، من دون أن يتمكن هذا الأخير من ردعها.

وشدد على انه لا يمكن أن تصحح جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم بجريمة أخرى بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين، كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم معتبرا ان تعطيل دور مؤسسة الأونرا يهدف الى نزع صفة اللاجئ تمهيداً للتوطين، وهو ما لن يسمح به لبنان، لا للاجئ أو لنازح، مهما كان الثمن والقرار لنا وليس لغيرنا.

عون دعا الى التفكير جدياً في مشروع إقامة سوق اقتصادية مشرقية مشتركة لضمان لقمة العيش في ظل الحرية موضحا ان لبنان، سواء بتنوّع شعبه وثقافته، أو بحضارته التي هي عصارة حضارات متراكمة، يستطيع أن يكون واحةً يمكن للعالم أن يلتقي فيها ويتحاور وطارحا ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والاعراف مؤسسة تابعة للامم المتحدة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024