من المنطقى أن يشوب أى إعلان لأى منتج حالة من المبالغة فى مدح خصائصه، فهو بالنهاية إنما يسعى لإقناعك بشتى وسائل الإبهار البصرية والسمعية بما يعرضه، ويمكن قبول كل هذا طالما لم يخرج عن قواعد الغش التى تخدع العملاء علنًا بمعلومات مضللة ووعود كاذبة. لم يبدأ الأمر بإعلانات «بير السلم» التى تعرض على قنوات فضائية غير مشهورة وتعد المتفرجين بالشفاء من السكر والصدفية وكل أمراض الأرض بمجرد تناول منتجاتهم، البعيدة عن أى رقابة صحية وعلمية، ولكن الموضوع ضارب فى القدم، مثلاً إعلان «ريرى» الشهير، والذى يُعد من كلاسيكيات الإعلانات فى مصر، وبالرغم من محتواه الممتع وطريقة عرضه المبتكرة، بمقاييس زمنها، فإن جزءًا منه يُصنف بشكل مباشر فى قائمة «الكاذبين»، وذلك لأنه يعد بشكل واضح بأن منتجه قادر على زيادة وزن الطفل «من رضعة واحدة»، بالإضافة إلى «مشيه بدرى» بالتأكيد، وهو أمر لا يمكن لأى طعام أطفال فى العالم أن يحققه، حتى ولو كان الرضيع لا يأكل إلا غيره..

هذه الظاهرة لا تقف على مصر بالطبع، ففى إطار السعى المحموم لحصد انتباه وجيوب المشاهدين، وفى ظل سوق عالمية رأسمالية لا ترحم، قد تلجأ بعض الشركات إلى الغش فى إعلانات محاولةً منها لجذب أكبر عدد ممكن من العملاء.

هنا، نقدم لك أشهر الإعلانات التى بُنيت على كذبة كبيرة، سبب كشفها إحراجًا كبيرًا لأصحابها..

1- «نوكيا» وفضيحة كاميرا الـ «لوميا»

 

فى العام 2012، فى إطار ترويجها لإصدارها الجديد «لوميا 920» خاصة من ناحية الدقة فى التصوير، التى زودتها بتقنية «بيور فيو»، أكدت أنها تتيح للمستخدمين التقاط صور ومشاهد فيديو حادة بجودة فائقة مهما كانت الإضاءة. فأذاعت لقطات قارنت فيها بين كاميراه وكاميرا «الآى فون 5»، وأظهر الإعلان حجم التباين التام بينهما والتفوق الكاسح للشركة الفنلندية بما تقدمه من وضوح وثبات، وأنه أخيرًا أصبح لـ«نوكيا» جهاز قادر على غزو العالم ولو فقط بكاميرا مذهلة.

ولكن الرياح لم تأت بما تشتهيه النوكيا، بعد أن ارتكب مخرج الإعلان خطأً جسيمًا التقطه أحد المواقع التقنية، عندما ظهر على سطح النافذة انعكاس للمصور وهو يحمل كاميرا «DSLR» احترافية بالإضافة إلى حامل إضاءة على الرغم من أنها زعمت أن «إصدارها» هو المصدر، وعلى أثر هذه الفضيحة قدمت الشركة اعتذارا رسميا لجمهورها زعمت فيه أن ما حاولت تقديمه مجرد «محاكاة» لمنتجها وليس الأصل!

2- «النوتيلا» ليست صحية مهما قالت العكس

على الرغم من أن فلسفة إعلانات منتج الشيكولاتة الأهم فى العالم أنه «أكل صحى» لا يتكون إلا من البندق والحليب خالى الدسم وقدر بسيط من الكاكاو، ولكن الحقيقة غير المعلنة بشكل كافٍ أن المكون الرئيسى لها هو السكر ولبن الصويا، وكلاهما يسبب السمنة وأحيانًا تأخر علامات البلوغ عند الأولاد بسبب تمتع تكوين هذا النوع من اللبن بكميات وفيرة من الهرمونات الأنثوية «فايتواستروجين»، وهذا كله بالطبع لا يُذكر فى إعلانات «المنتج الصحى».

3- لا تصدقوا جبال «بيبسى»

على الرغم من أن غلاف زجاجة مياه «أكوافينا» المعدنية، التى تنتجها شركة بيبسى، يُظهر جبال جليد، الأمر الذى يوحى بما لا يدع مجالا للشك أنها مصدر ما فى الزجاجة، وأنها بالتأكيد مياه معدنية، فإنه فى العام 2007 مارست جماعات من المجتمع المدنى رقابة شعبية على هذه الزجاجات، وقالت مجموعة تطلق على نفسها اسم «المساءلة الدولية المشتركة» إنها طلبت من شركات المياه ضرورة التوقف عن تقديم معلومات خاطئة للمشترين، واتهمت بيبسى بخداع الناس الذين يشترون «أكوافينا» على أنها مياه منابع جبلية.

وفى النهاية اعترفت الشركة بالفعل، أن ما فى زجاجاتها ليس مياهًا معدنية، وإنما مجرد مياه حنفية معالجة، بما سمته «التنقية الأسموزية العكسية».

وقالت المتحدثة باسمها، إن بيبسى بدءًا من الآن ستوضح على زجاجاتها أن مصدرها «مياه عامة».

وهذا الاتهام لم يقف عند بيبسى وحسب، وإنما طال أيضًا شركة كوكاكولا، التى تملك العلامة التجارية لعبوات مياه «داسانى»، وعلى شركة «نستله للمياه النقية» وأبرز منتجاتها «بيور لايف»، وكلتاهما تستخدم «المياه العامة» كمصدر لمياه زجاجاتهما دون الإعلان بشكل واضح عن هذا.

4- «نيسان» تستخدم المؤثرات لترويج سياراتها

خضعت شركة السيارات البارزة لتحقيق رسمى من قبل اللجنة التجارية الفيدرالية الأمريكية، بعد استخدامها «مؤثرات» فى إعلانها التليفزيونى الذى روجت فيه لسيارتها «فرونتيير» ذات الدفع الرباعى، وهى تدفع سيارة «باجى» مخصصة لخوض الرمال، فى تحد لجر أى سيارة أخرى تنتمى للشركات المنافسة.

واعتبرت اللجنة التجارية الفيدرالية «كذبًا»، مؤكدة أن على المؤثرات أن يقتصر دورها على إمتاع المشاهد، وألا يمتد إلى خداعه ودفعه لـ«شراء منتج لا يستطيع فعليا تقديم ما يظهر فى الإعلان».

5-  مارد اتصالات «طلع مش هو»

فضيحة كبرى فجرها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، بعدما كشفوا أن الرجل الذى قام بدور المارد وظهر فى إعلان حملة رمضان، الموسم قبل الماضى، وسخر من عمله فى منافستها «فودافون» وحتى من طريقتها فى الإعلان، ليس هو الرجل ذاته بطل إعلانات الشركة الحمراء.

وعلى الرغم من تنويه «اتصالات» أن «المارد» أصبح أحلى فى الأخضر، فى إشارة منهم لانتقاله للعمل بالشركة تاركًا فودافون، إلا أن بعض المواقع المتخصصة فى تحليل الإعلانات قارنت بين صور الشخصين بدقة وأكدت بما لا يدع للشك مجالا أنهما ليسا متطابقين، وأن اتصالات، خدعت الجمهور بشبيه استخدمت عليه بعض تكنولوجيا التصوير كى يبدو كالأصلى، وهو الأمر الذى لم يفلح بنهاية الأمر.

6-  ساندويتشات المطاعم الشهيرة.. «الصور حاجة والواقع حاجة تانية»

إذا ذكرت الإعلانات الخادعة، فصور الساندويتشات والوجبات التى تروج لها المطاعم الشهيرة، مثل «كنتاكى» و«هارديز» و«بيتزا هت» مثلًا، هى خير دليل على الخداع.

فكثيرًا ما تم إبهار عينيك فى الصور الدعائية والإعلانات التليفزيونية بساندويتش، كبير الحجم غنى المكونات، إلا أنه عند التجربة الحقيقية لهذا المنتج تجده عكس الصورة تمامًا، ضئيل الحجم لا يُشبع، والمشكلة الأكبر فى ثمنه الباهظ الذى لا يناسب ما يشبعه المنتج من حاجتك.

7- «لوريال كريم» تستعين بالفوتوشوب

فى حملة إعلانية لشركة مستحضرات التجميل البريطانية، قالت إن منتجها الجديد للنساء، يزيل شوائب الوجه، بل ويجعله أكثر نقاءً من الصور المفلترة بالفوتوشوب، ووضعت الشركة فى إعلانها صورة لفتاة جميلة ذات بشرة فى منتهى النقاء.

الغريب فى الأمر، وما عرّض الشركة للمساءلة القانونية، هو أنهم بالغوا فى استخدام الفوتوشوب أصلًا فى دعاياتهم، ورأت هيئة معايير الإعلان فى بريطانيا، أن ما فعلته الشركة تضليل لعملائها، والمنتج أصلًا لم يرتق للمستوى المطلوب.

8-  «كيم كارديشيان» تخدع الجمهور بحذاء «سكيتشرز»

أتصدق أنك تمتلك حذاء بمجرد إرتدائه يساعدك على حرق الدهون؟ بالطبع هى كذبة لا يصدقها أحد، ولكن هذا هو الهدف من الإعلان أحيانًا، إقناعك بشىء غير منطقى وغير موجود من الأساس، ولكن للأسف يتم خداعك، ولا تقتنع سوى بالتجربة.

هذا ما حدث فى منتج شركة «سكيتشرز» الذى روجت له النجمة كيم كارديشيان، ويقول الإعلان إنه بمجرد ارتدائك للحذاء والتحرك به، يبدأ فى عملية حرق الدهون.

هذا الكذب المبالغ فيه غرّم الشركة 40 مليون دولار، بسبب الشكاوى العديدة التى تلقتها الجهات المسئولة، حول عدم مصداقية الشركة وخداع العملاء.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024