أخيرًا وصل إلى منزله بعد يوم دراسي شاق ومحاضرات أثقل من هواء القاعات وجوها الأكاديمي الخانق، يستند برأسه على مكتبه وقد أغلق عليه حجرته لا يريد أن يزعجه أحد، لحظة سكون تحلق حوله، تتعلق تذكرة "مترو" بيده يتأملها، لتدور الأسئلة في رأسه "ليه معملش تحدي لنفسي وارسم كل يوم رسمة على التذكرة".


ولأن الجمال من أركان الحياة الأساسية، وأصل كل شيء، تنازعنا روحنا عادة نحوه، تشدنا من أيدينا كلما ابتعدنا، كانت الرغبة في بعث الجمال في نفوس الناظرين هي الحافز الأهم لـ "طارق شاهين"، فأضفى بلمساته بعدًا جماليًا على تلك الأوراق الصفراء "العادية".


وقال "في شهر فبراير اللي فات الفكرة جت في بالي، حبيت أعمل حاجة مختلفة، تضفي جمالا وفي نفس الوقت أطور موهبة الرسم عندي".


طارق الفتى العشريني، الذي يدرس فنون العمارة بكلية الهندسة، جامعة الزقازيق، أراد أن يغرد خارج سرب الهندسة الذي يلتف حول عنق أفراده حتى يكاد أن يخنقهم.


وأضاف: "التناقض بين أي شيئين كان هو منطلق أي رسمة بعملها، دايمًا فيه خط فاصل بين أمرين في حياتنا خير وشر، ليل ونهار، حزن وفرح"؟


في عالم طارق وكونه الخاص به، كان الخط البني الفاصل بين جانبي تذكرة مترو الأنفاق، هما محورا الحياة اللذان ندور جميعنا في فلكهما، وقال "رسمت ولد وبنت وقت الفراق وبينهم الخط الفاصل ده، ووقتها اتشهرت على فيس بوك، ورسمت الليل والنهار والخط الفاصل بينهم".


نازعته بعدها روح المهندس المعماري ليتجه إلى استخدام أكثر من تذكرة عن طريق إلصاقها بجوار بعضها البعض، في رسم معالم معمارية عالمية، "رسمت برج بيزا المائل، وبرج إيفل، وتاج محل، وكمان الأهرامات".


جنود مجهولون يعاونون طارق على التنفيس عن الطاقة الإبداعية التي تطرق رأسه ولا تتركه إلا وقد أفرغ ما فيها من شغف وحب للرسم والتصميم، هم أصدقاؤه سكان القاهرة، وقال: "أصحابي كانوا بيساعدني في إنهم يجيبوا لي تذاكر المترو ويجمعوها بكمية كبيرة، وكمان جابولي تذاكر أتوبيس ورسمت عليها".


لم ينج "شاهين" من سخرية البعض مما يفعل، فهناك من تعجبوا لأمره، ما النفع الذي سيعود عليه من هذا العمل الشاق والرسم بدقة على تذكرة صغبرة الحجم، فقط لتتراص بجوار بعضها، أو "تُشير" على مواقع التواصل الاجتماعي.


وقال: "ناس كتير مستغربة اللي بعمله، أنا مش منتظر أي دعم معنوي أو مادي"، ويبدو أن هدف طارق الوحيد من جمع تذاكر المترو الرسم عليها، هو أن تصبح كافة تذاكر المواصلات، جميلة تبعث على البهجة الراحة النفسية، وأضاف "نفسي كمان ارسم على تذاكر القطر".



بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية

بالصور.. طالب هندسة يحول تذاكر المترو إلى لوحات فنية










أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024